عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-25-2011, 11:11 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن كتب المعاصرين المهمة التي جُمعت من بين طيات كتب السابقين مجموعة الشيخ العلامة بكر بن عبد الله بن زيد رحمه الله تعالى ومن أعظمروسائله حلية طالب العلم ، والتعالم ، وغير ذلك من كتبه النفيسة .
ومن أهم الكتب أيضًا كتاب الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل ، ومن أهم الكتب القديمة أيضًا الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى .
كل هذه الكتب يمكن أن نقرأ منها شيئَا يسيرًا نتعرف منها على أن القوم الذين آتو في آخر الزمان ما هم إلا حثالة وليس لهم قيمة وأنهم إذا قورنوا بالسابقين فأنهم جهلة لا يعرفون شيئَا ولا يدعون علمًا فإنما يدعي العلم على قدر من يعلم وعلى قدر القوم الذين يعيشون معه .
وسوف نذكر بعض القواعد المهمة التي تجمع لنا شوارد آداب طالب العلم وما ينبغي عليه أن يفعل .
القاعدة الأولى:
أنه يجب على طالب العلم أن يحفظ القرآن أولًا ، وقولنا بهذا الوجوب نعني به وجوب نسبي وليس الوجوب المطلق ، لأن الأمة مجمعة على أنه لا يجب على أحد أن يحفظ القرآن، ولكن يجب على طالب العلم لأن طالب العلم لا يتمكن من العلم حقًا إلا بحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى وقد اتفق الفقهاء على ذلك ، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: حفظ القرآن أول مراتب الطلب .
وقال ابن جماعة رحمه الله تعالى : فهو أول العلوم وأمها ـ أي القرآن ـ وأهمها ، ومثل ذلك قاله ابن عبد البر رحمه الله تعالى في الاستذكار ، وقاله كثير من أهل العلم رحمهم الله تعالى عليهم أجمعين ، وكان السلف يكرهون أن يتعلم أولادهم الحديث قبل حفظ القرآن وكانوا ينهونهم عن ذلك ، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وإن كثيرأ من العلوم مما يظنه الناس علمًا وليس بعلم بجوار كتاب الله سبحانه وتعالى .
يقول الإمام الشافعي في آخر عمره : إني لو أستقبلت من عمري ما استدبرت لما اعتنيت بغير كتاب الله سبحانه الله تعالى . كيف لا وفيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدكم وفيه الحلال والحرام وفيه الأمر والنهي ، فيه الزجر والوعيد فيه الترغيب والترهيب وفيه كل ما يطلبه الإنسان حول كل شيء .
القاعدة الثانية :
كل العلوم مصدرها الله { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا } علمه كل شيء وحتى لو اخترع الإنسان شيء من علم نفسه فإن الذي أعطاه العقل ومنحه التفكير هو الله ، والذي أعطاه التدبير والقدرة هو الله ، فمصدر العلوم جميعًا من الله سبحانه وتعالى وجلا وعلا .
ومما يبين ذلك ما بيناه في قصة موسى والخضر، والنصوص كثيرة تدل على أن العلم من الله تعالى ، دل على ذلك قوله تعالى : {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } وقول الله تعالى : { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } ، فالذي يعطي العلم ويزيد فيه هو الله سبحانه وتعالى جلا وعلا .
وهذه القاعدة تعلمنا أن ما رزقنا به من علم ومن غيره أنما هو من الله عز وجل ، وأننا نحمد الله على ذلك أن خصنا بالعلم وميزنا عن سائر خلقه ممن شغلوا بزينة الحياة الدنيا وزخرفها ومما أبتعدوا عن هذا الأمر بسبب امتلاء قلوبهم بمتاع الدنيا الفاني وحظوظها التي لا تبقى .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس