عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-25-2011, 11:12 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

القاعدة الثالثة :
أنه مهما أوتي الإنسان من علم فإنه قليل ، قال سبحانه وتعالى :{ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } ، وحديث الخضر وموسى يدل على ذلك " وما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " ، ولذلك لا يكون الرجل عالمًا حقًا حتى يتيقن من جهله ، وأن العالم حقَا يعلم أن العلم لا نهاية له ، إذا علم ذلك أيقن أنه سيموت وهو جاهل بكثير من الأشياء مهما قرأ ومهما أطلع ومهما ألف ودونَّ فإن العلم الذي عنده علم قليل ، قال سبحانه وتعالى : { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } .
والدليل على ذلك أننا نجهل الكثير من الأمور في ديننا ودنيانا .
القاعدة الرابعة :
أنه يجب على طالب العلم أن يبدأ بالأهم ثم بالمهم ، والأهم بالنسبة لكل إنسان أن يعلم أحكام الدين والحلال والحرام وأن الصلاة واجبة وتشتمل على أركان وعلى واجبات وعلى سنن وعلى مكروهات ومبطلات وغير ذلك ، وأن يتعلم صيام رمضان وما فيه من أركان وواجبات ومستحبات وغير ذلك ، وإذا تزوج أو أقدم على الزواج لابد أن يعرف أحكام الزواج يعرف حقوق الزوجة وإن أنجب يعرف حقوق الأبناء ولا بد قبل ذلك أن يعرف حقوق الوالدين فهذا علم واجب، فلا ينشغل بتحصيل علوم الدنيا أو علوم الآلة كعلم مصطلح الحديث أو علم اللغة قبل أن يعرف هذه الأشياء لأنها هي التي سيسأل الله عنها .
القاعدة الخامسة :
التجرد أي يتجرد في طلب العلم فيتعلم الأحكام الشرعية أولاً بعيدة عن الدليل فإذا أراد أن يكون طالب علم بعد ذلك فيتعلم علوم الآلة كعلم لغة العرب وعلم أصول الفقه وعلم مقاصد الشريعة وعلم أصول الحديث وغير ذلك من العلوم التي لا يستغنى عنها طالب علم.
فالتدرج أن يبدأ بالصغير ثم يتدرج إلى الكبير لأن الصغير درجة سلم للكبير ، فلو بدأ بالكبير أولًا فستكثر العثرات ويزهو في نفسه ويستغنى عن كثير من العلم بعد ذلك ، فحينما يريد أن يدرس الفقه فيدرس متن مختصر أولَا، وليكن على سبيل المثال المذهب الحنبلي فهو مخير بين عدد من المختصرات يمكن أن يدرس دليل الطالب للشيخ مرعي الكرمي في المذهب الحنبلي ، ويمكن أن يدرس العمدة في الفقه لابن قدامة المقدسي .
فهذه أول درجة وفيها يذكر المصنفون القول الواحد في المذهب بدون دليل ، ثم يرتفع بعد ذلك فيقرأ على سبيل المثال في المذهب الحنبلي منار السبيل شرح دليل الطالب المتقدم لمرعي الكرمي أو المقنع لابن قدامه رحمه الله تعالى .
وفي المرحلة الثالثة ياخذ الكافي لابن قدامة لأنه يذكر الوجه والوجهين والرواية والروايتين ويذكر شيئا من الدليل أو يدرس بدلا منه زاد المستقنع وكل هذا في المذهب الحنبلي ، وكل مذهب له تدرج ،والذي يبدأ بغير هذا التدرج يفوته من الخير الكثير .
وهذا مثال لطالب الفقه أما طالب الحديث فيبدأ بالمشهور والمشهور في زماننا البيقونية وهي مكونة من أربعة وثلاثين بيتُا فيها مبادئ علوم الحديث ، ثم يتبعها بأحد الكتب كنخبة الفكرلابن حجر أو اختصار علوم الحديث لابن كثير رحمه الله تعالى مع تعليقات الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى ثم بعد ذلك تدرتيب الراوي للسيوطي ويختم بألفية العراقي أو الفية السيوطي، وكذلك علم التفسير يبدأ أولا بكتاب في مفردات المعاني ثم في أسباب النزول ليتعرف كلمات القرآن الكريم وأسباب نزول الآيات ثم ينطلق بعد ذلك لتفسير القرن بالآثر كتفسير ابن كثير رحمه الله تعالى ويمكن بعد ذلك أن يتوسع بدارسة آيات الأحكام بعناية مثل آيات الأحكام لابن العربي وهكذا في باقي العلوم يبدأ فيها بصورة متدرجة .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس