عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 01-25-2011, 11:20 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وقال أيضا : خلقت لي همة عالية تطلب الغايات. فقلت السن وما بلغت ما أملت، فأخذت أسأل تطويل العمر وتقوية البدن، وبلوغ الآمال. فأنكرت علي العادات وقالت: ما جرت عادة بما تطلب. فقلت إنما أطلب من قادر يخرق العادات.
هذا بكلامه عن نفسه فكيف بكلام غيره عنه ، يقول الأمام الذهبي رحمه الله كما في تذكرة الحفاظ وكذلك في السير: وأما خلقه رحمه الله فخلقٌُ يعلو عن أن نمدح فيه لأنه بلغ به الثريا رحمة الله تعالى عليه فقد كان على خلق كريم ، وكان يغلب عليه الجد منذ صغره وكان كثير التلاوة إذ كان يختم القرآن كل سبعة أيام ، وكان يقوم الليل ولا يفطر عن ذكر الله ، وقد نشأ على العفاف والصلاح ، وله ذهن وجواب حاضر ، ويقول عن نفسه : وأثمر ذلك عندي من المعاملة ما لا يدري بالعلم، حتىأنني أذكر في زمان الصبوة، ووقت الغلمة والعزبة قدرتي على أشياء كانت النفس تتوقإليها توقان العطشان إلى الماء الزلال، ولم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي العلم منخوف الله عز وجل. ولولا خطايا لا يخلو منها البشر، لقد كنت أخاف على نفسي منالعجب.
غير أنه عز وجلصانني، وعلمني، وأطلعني من أسرار العلم معرفته، وإيثار الخلوة به، حتى أنه لو حضرمعي معروف وبشر لرأيتها رحمة. ثمعاد فغمسني في التقصير والتفريط حتى رأيت أقل الناس خيراًمني. وتارة يوقظني لقيام الليلولذة مناجاته، وتارة يحرمني ذلك مع سلامة بدني. ولولا بشارة العلم بأن هذا نوع تهذيبوتأديب لخرجت إما إلى العجب عند العمل، وإما إلى اليأس عندالبطالة. لكن رجائي في فضلهقد عادل خوفي منه.
وكان رحمه الله يعتني بهندامه ومطعمه وشرابه ولكن لا يقصد بذلك الزهو والخيلاء وأنما كان يقصد أن يستقيم مزاجه فلا يتعطل عن طلب العلم .

عقيــدته

وأما مذهبه الأعتقادي فقد وقع في بعض تأويل لصفات الله عز وجل على مذهب الأشاعرة وقد تأثر في هذا بأبي الوفاء بن عقيل أحد علماء الحنابلة الكبار، لكنه كان على مذهب الأشاعرة في تأويل صفات الله وأسمائه .
قالابن رجبرحمه الله في ذكر كلام الناس فيه :ومنها وهو الذي من أجله نقم جماعة منمشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين، من ميله إلى التأويل في بعض كلامه،واشتد نكرهم عليه في ذلك، ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو إن كان مطلعاًعلى الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيراً بحل شبهة المتكلمينوبيان فسادها،وكان معظماً لأبي الوفاء ابن عقيل، يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه، وإن كان قد ردعليه في بعض المسائل، وكان ابن عقيل بارعاً في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديثوالآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابعُ له في هذاالتلون. وكذا قال عنه شيخالإسلامابن تيميةرحمه الله: أن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب، لم يثبتعلى قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ماأثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف .
موقف العلماء من ابن الجوزي
تكاد كلمة العلماء تجتمع على أن أبن الجوزي كان مضطربًا في أسماء الله والصفات ، فكان ينفي تارة ويثبت تارة ، وقع منه أضطراب غير قليل وذلك لعدة أسباب : -
السبب الأول تأثره بابن عقيل ، والسبب الثاني مجالسته للمعتزلة وعندهم ضلال كبير في باب أسماء الله وصفاته . والإمام الذهبي شيخ الإسلام كان من تلاميذ ابن الجوزي ويقول عنه قال ابن الجوزي : وكان أصحابنا من الحنابلة ينهونه عن مجالسته للمعتزلة ويأبى حتى وقع في حبائلهم ، وتجرأ على تأويل النصوص ونسأل الله السلامة .
وقال ابن المقدسي في تاريخه : للناس في ابن الجوزي كلام من وجوه: أولها كثرة أغلاطه في تصانيفه. انتهى.
وقد باشرت هذا بنفسي أفة أهل الحديث والرد على المغيث ، فكثرة أغلاطه في تصانيفه وعذره في هذا واضح لأنه كان مكثرًا من التصانيف فتصانيفه كما يقول ابن تيمية بلغت ألف مصنف ، فيؤلف الكتاب ولا يراجعه أي لا ينظر فيه مرة أخرى ، بل يشتغل بغيره ولربما في وقت واحد تصنيفه في فنون من العلوم بمنزلة اختصار العلوم فينتقل من التصانيف بغير أن يكون أتقن العلم من جهة شيوخه والبحث ، ولذلك نقل عنه أنه قال : أنا مرتب ولست بمصنف.
السبب الثاني لكلام العلماء في ابن الجوزي : ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع والتعاظم وكثرة الدعاوى وكان عنده ترف والله يسامحه أي أنه كان يرى نفسه شيئا ما مثل الإمام السيوطي رحمه الله فقد قال في ألفيته :
فهذه ألفية تحكي الدرر منظومة ضمنتها علم الأثر
فائقة ألفية العراقي في الجمع والإيجاز واتساق
وكما في غيرها من مصنفاته ـ رحمه الله ـ.
وقال عنه شيخ الإسلامابن تيميةرحمهالله: إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذاالباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثباتنظماً ونثراً ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف .
والناظر في مصنفات أبن الجوزي رحمه الله تعالى يجد أنه يثبت بعض الصفات ويتأول في البعض الآخر كما ذكر الشيخ ابن التيمية فنجد ابن الجوزي يذكر الصفة وكلام المتأولين بالصفة ولا يعقب على كلامهم فيكون موافقا لكلام المتأولين ولذلك يدع لأهل البدع مجال في مسألة الصفات و يميل للتفويض أحيانًا أي تفويض المعنى وليس تفويض الكيف .فهو مخالف لمعتقد أهل السنة بأن الكيف غير معلوم ، أما تفويض المعنى فمن كلام الأشاعرة ، وهذا واضح في كتابه تلبيس أبليس فقد قال: إن الوجه صفة زائدة لله تعالى وأراد بها الذات.
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس