عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-21-2023, 08:57 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


* قال الإمام الصابوني في « عقيدة السلف وأصحاب الحديث » (294): « ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم ونقصاً فيهم »



* قال أبو الحسن الأشعري في « الإبانة » (78): « فأما ما جرى بين علي والزبير وعائشة - رضي الله عنهم - فإنما كان على تأويل واجتهاد وعلي الإمام وكلهم من أهل الاجتهاد وقد شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة والشهادة فدل على أنهم كلهم على حق في اجتهادهم وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - كان على تأويل واجتهاد وكل الصحابة أئمة مأمونون غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله على جميعهم وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم والتبري ممن ينقص أحدا منهم رضي الله عن جميعهم ».



* قال ابن أبي زيد القيرواني في « عقيدته » (23): « وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب ».



* قال القرطبي - رحمه الله - في « الجامع لأحكام القرآن » (16/321): « لا يجوز أن ينسب على أحد من الصحابة خطأ مقطوع به إذ كانوا كلهم اجتهدوا فيما فعلوه وأرادوا الله - عز وجل - وهم كلهم لنا أئمة، وقد تعبدنا بالكف عما شجر بينهم وألا نذكرهم إلا بأحسن الذكر لحرمة الصحبة ولنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن سبهم وان الله غفر لهم وأخبر بالرضا عنهم ».



* قال الآجري - رحمه الله - في « كتاب الشريعة » (5/2458-2491) في الرد على من جوز الخوض فيما وقع بين الصحابة: « باب ذكر الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورحمة الله عليهم أجمعين: ينبغي لمن تدبر ما رسمنا من فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفضائل أهل بيته - رضي الله عنهم - أجمعين أن يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ويتوسل إلى الله الكريم لهم أي بالدعاء والترحم والاستغفار والترضي ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا ولا يذكر ما شجر بينهم ولا ينقر عنه ولا يبحث فإن عارضنا جاهل مفتون قد خطي به عن طريق الرشاد فقال: لم قاتل فلان لفلان، ولم قتل فلان لفلان وفلان؟!

قيل له: ما بنا وبك إلى ذكر هذا حاجة تنفعنا ولا تضرنا إلى علمها.

فإن قال قائل: ولم؟

قيل: لأنها فتن شاهدها الصحابة - رضي الله عنهم - فكانوا فيها على حسب ما أراهم العلم بها وكانوا أعلم بتأويلها من غيرهم، وكانوا أهدى سبيلاً ممن جاء بعدهم لأنهم أهل الجنة، عليهم نزل القرآن وشاهدوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجاهدوا معه وشهد لهم الله - عز وجل - بالرضوان والمغفرة والأجر العظيم وشهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنهم خير القرون فكانوا بالله - عز وجل - أعرف وبرسوله - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن وبالسنة، ومنهم يؤخذ العلم وفي قولهم نعيش وبأحكامهم نحكم وبأدبهم نتأدب ولهم نتبع وبهذا أمرنا.

فإن قال قائل: وأيش الذي يضرنا من معرفتنا لما جرى بينهم والبحث عنه؟

قيل له: لا شك فيه، وذلك أن عقول القوم كانت أكبر من عقولنا وعقولنا أنقص بكثير ولا نأمن أن نبحث عما شجر بينهم فنزل عن طريق الحق ونتخلف عما أمرنا فيهم.

فإن قال قائل: وبم أمرنا فيهم؟

قيل: أمرنا بالاستغفار لهم والترحم عليهم والمحبة لهم والاتباع لهم دل على ذلك الكتاب والسنة وقول أئمة المسلمين وما بنا حاجة إلى ذكر ما جرى بينهم قد صحبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاهرهم وصاهروه فبالصحبة له يغفر الله الكريم لهم وقد ضمن الله - عز وجل - لهم في كتابه ألا يخزي منهم واحدا وقد ذكر لنا الله - تعالى -في كتابه أن وصفهم في التوراة والإنجيل فوصفهم بأجمل الوصف ونعتهم بأحسن النعت وأخبرنا مولانا الكريم أنه قد تاب عليهم وإذا تاب عليهم لم يعذب واحدا منهم أبدا - رضي الله عنهم - ورضوا عنه ? أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ?.

فإن قال قائل: إنما مرادي من ذلك لأن أكون عالماً بما جرى بينهم فأكون لم يذهب علي ما كانوا فيه لأني أحب ذلك ولا أجهله.

قيل له: أنت طالب فتنة لأنك تبحث عما يضرك ولا ينفعك ولو اشتغلت بإصلاح ما لله - عز وجل - عليك فيما تعبدك به من أداء فراضه واجتناب محارمه كان أولى بك وقيل له ولاسيما في زماننا هذا مع قبح ما قد ظهر فيه من الأهواء الضالة - فما يقول - رحمه الله - لو رأى ما يحدث ويقال في زمننا هذا -.

وقيل له: اشتغالك بمطعمك وملبسك من أين؟ هو أولى بك، وتمسكك بدرهمك من أين هو؟ وفيم تنفقه؟ أولى بك.

وقيل: لا نأمل أن تكون بتنقيرك وبحثك عما شجر بين القوم إلى أن يميل قلبك فتهوى ما يصلح لك أن تهواه ويلعب بك الشيطان فتسب وتبغض من أمرك الله بمحبته والاستغفار له وباتباعه، فتزل عن طريق الحق وتسلك طريق الباطل.

فإن قال: فاذكر لنا من الكتاب والسنة عمن سلف من علماء المسلمين ما يدل على ما قلت لنرد نفوسنا عما تهواه من البحث عما شجر بين الصحابة - رضي الله عنهم -.

قيل له: قد تقدم ذكرنا لما ذكرته مما فيه بلاغ وحجة لمن عقل، ونعيد بعض ما ذكرناه ليتيقظ به المؤمن المسترشد إلى طريق الحق.

قال الله - عز وجل -: \" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار \" ثم وعدهم بعد ذلك المغفرة والأجر العظيم: \" وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً \" وقال الله - عز وجل -: \" لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين أتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم \"، وقال الله - عز وجل -: \" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين أتبعوهم بإحسان - رضي الله عنهم - ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم \"، وقال - عز وجل -: \" يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير \"، وقال الله - عز وجل -: \" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون على المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن من أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون \"، وقال - عز وجل -: \" لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً \" ثم إن الله - عز وجل - أثنى على من جاء من بعد الصحابة فاستغفر للصحابة وسأل مولاه الكريم ألا يجعل في قلبه غلا لهم فأثنى الله - عز وجل - عليه بأحسن ما يكون من الثناء فقال - عز وجل -: \" والذين جاءوا من بعدهم.. \" إلى قوله: \" رؤوف رحيم \" وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ».

وقال ابن مسعود: « إن الله - عز وجل - نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وبعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد يعني من غير الأنبياء والمرسلين كما هو معلوم فجعلهم وزراء نبيه - صلى الله عليه وسلم - يقاتلون عن دينه ».

ثم قال الآجري - رحمه الله -: يقال: لمن سمع هذا من الله - عز وجل - ومن رسوله - صلى الله عليه وسلم -: إن كنت عبداً موفقاً للخير اتعظت بما وعظك الله - عز وجل - به وإن كنت متبعا لهواك خشيت عليك أن تكون ممن قال الله - عز وجل - فيهم: \" ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله \"، وكنت ممن قال الله - عز وجل – \" ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون \".

ويقال له: من جاء إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يطعن في بعضهم ويهوى بعضهم ويذم بعضاً ويمدح بعضاً، فهذا رجل طالب فتنة وفي الفتنة وقع لأنه واجب عليه محبة الجميع والاستغفار للجميع - رضي الله عنهم - ونفعنا بحبهم ».

* قال ابن قدامة المقدسي في « لمعة الاعتقاد » (150): « ومن السنة تولي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم قال الله - تعالى -: \" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا \"، وقال - تعالى -: \" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ? وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ».

* قال النووي في « شرحه على مسلم » (18/219-220): « ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا بل اعتقد لك فريق أنه المحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى الله وكان بعضهم مصيبا وبعضهم مخطئا معذورا في الخطأ لأنه اجتهاد والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه ».

* وقال شيخ الإسلام في « منهاج السنة » (4/448): « كان من مذاهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة فإنه قد ثبت فضائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم وما وقع منه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان ومنه ما تاب صاحبه منه ومنه ما يكون مغفوراً فالخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضاً وذماً، ويكون هو في ذلك مخطئاً، بل عاصياً فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك كما جرى لأكثر من تكلم في ذلك فإنهم بكلام لا يحيه الله ولا رسوله إما من ذم من لا يستحق الذم وإما من مدح أمور لا تستحق المدح ولهذا كان الإمساك طريقة أفاضل السلف ».

وقال أيضاً في « مجموع الفتاوى » (3/406): « وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بينهم ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب وهم كانوا مجتهدين إما مصيبين لهم أجران أو مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطؤهم وما كان لهم من السيئات وقد سبق لهم من الله الحسنى فإن الله يغفر لهم إما بتوبة أو بحسنات ماحية أو مصائب مكفرة وما شجر بينهم من خلاف فقد كانوا - رضي الله عنهم - يطالبون فيه الحق ويدافعون فيه عن الحق فاختلفت فيه اجتهاداتهم ولكنهم عند الله - عز وجل - من العدول المرضي عنهم ومن هنا كان منهج أهل السنة والجماعة هو حفظ اللسان عما شجر بينهم فلا نقول عنهم إلا خيرا ونتأول ونحاول أن نجد الأعذار للمخطئ منهم ولا نطعن في نياتهم فهي عند الله وقد أفضوا إلى ما قدموا فنترضى عنهم جميعا ونترحم عليهم ونحرص على أن تكون القلوب سليمة تجاههم ».



* ويقول الإمام الذهبي - رحمه الله - في « السير » (10/92-93): « كما تقرر الكف عن كثير مما تشجر بينهم وقتالهم - رضي الله عنهم - أجمعين وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب... فينبغي طيه وإخفاءه بل إعدامه لتصفوا القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء ». إلى أن قال: « فأما ما نقله أهل البدع في كتبهم من ذلك فلا نعرج عليه ولا كرامة فأكثره باطل وكذب وافتراء » وقال أيضاً في « السير » (3/128): « فبالله كيف يكون حال من نشأ في إقليم لا يكاد يشاهد فيه إلا غالياً في الحب مفرطاً في البغض ومن أين يقع له الإنصاف والاعتدال؟! فنحمد الله على العافية الذين أوجدنا في زمان قد أنمحص فيه الحق وأتضح من الطرفين وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين وتبصرنا فعذرنا واستغفرنا وأحببنا باقتصاد وترحمنا على البغاة بتأويل سائغ في الجملة أو بخطأ إن شاء الله مغفور وقلنا كما علمنا الله ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا وترضينا أيضا عمن اعتزل الفريقين كسعد بن أبي وقاص وابن عمر ومحمد بن مسلمة وسعيد بن زيد وخلق وتبرأنا من الخوارج الذين حاربوا علياً وكفروا الفريقين ».



* قال ابن حجر في « الفتح » (13/37): « واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد وقد عفا الله - تعالى -عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجراً واحداً وأن المصيب يؤجر أجرين »

وأقوال أهل العلم وآثار السلف في ذلك أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تعد، وإن رغمت أنوف فقل يا رب لا ترغم سواها!

وهذه النقولات التي ذكرتها عن السلف وأهل العلم غيض من فيض ولعل فيما نقل منها مقنع لمن طلب الحق ولم يتبع هواه والله الموعد.



4/11/1425هـ



------------------

(1) انظر الواسطية لابن تيمية.

(2) قال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة (2/22).

(3) في الأصل (معاوية) وهو خطأ.

(4) فضائل الصحابة للإمام أحمد (1/69)، (2/1152) لكن جاء في الأصل عن أبي معاوية عن رجل! وأظنه تصحيف.

وانظر: الصارم المسلول (3/1071)، والإبانة لابن بطة (294).

(5) رواه الخلال في السنة (1/261) (717) من طريق أخر وهذه الطريق يشد بعضها بعضًا فالإسناد حسن.

(6)انظر تنزيه خال المؤمنين لأبي يعلى - رحمه الله - (86).

(7) وذكره ابن بطة في الإبانة (181).


منقول موقع مداد
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس