عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-23-2010, 09:02 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

05-لمحة في قوله تعالى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5

ذهب غير واحد من أهل البلاغة والتفسير إلى أن العطف في الآية هو من باب عطف الآلة على المقصود، أو عطف السبب على المسبب،فالمطلوب هو العبادة أما الاستعانة فسبيل إليها ووسيلة لتحصيلها..
وقد اقتضى هذا المذهب تأويل الترتيب وتوجيهه،لأن السبب في الوجود متقدم على نتيجته ،فكان من حقه التقدم في الذكر أيضا..
وقد عللوا هذا العدول بأمور منها :
- أن فواصل السورة مبنية على الحرف الساكن المتماثل أو القريب في مخرج اللسان، والترتيب في الآية يفي بهذا الغرض.
-أن العبادة تقرُّب للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة ، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك..
-أن السبب وإن كان متقدما في الوجود فهو متأخر في الوعي..فالمرء يتصور مراده ، أولا ،ثم يتصور ما به تحقيقه من أسباب وشروط..
-أن الترتيب ،كما يكون باعتبار الوجود، يكون باعتبار الشرف ، وهو هنا من هذا الباب..فالمقاصد أشرف من الوسائل..

والتحقيق أن الترتيب في الآية ليس من باب ما ذكروا من سبب ومسبب ، أو من وسيلة ومقصد، وإنما هو من باب عطف الخاص على العام الذي من شأنه التنويه بالخاص، والتنبيه إليه، والتأكيد عليه..
فالاستعانة من العبادة قطعا،واعتبارها وسيلة فقط يخرجها من مفهوم العبادة.لأن من بدائه العقول أن سبب الشيء ليس هو ذلك الشيء...
فيكون معنى الآية تقرير جنس العبادة على الإجمال، وتقرير فرد منها على الخصوص هو الدعاء..وما ذلك إلا تعريضا بالمشركين الذين يدعون مع الله آلهة أخرى ،وتنويها بمكانة الدعاء في التوحيد..كما قال : "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ"
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس