عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-11-2009, 05:16 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam



قد يُقال أيضًا:
إنَّ النّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ صامَ يومَ الاثنين,
فلمَّا سُئِلَ قال-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ-: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه»،
فقالوا: إذن؛ ينبغي أنْ نحتفل بعيدِ ميلادِ النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ!

والجواب:
مشروعيةُ صوم الاثنين لا تُنكر، وكذلك فضلُ صيامِهِ،
وكذلك يومُ الخميس, فصومُهما مستحبٌ على طول العام، لا في وقت دون وقت
، ولكن أنْ تقيس ما هو مشروع - وهو الصيام - على ما لم يُشرع - وهو الاحتفال -
قياسٌ مع الفارق, وهو قياس باطل.


وأيضًا: صَحَّ عن النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ في تَعْلِيلِ صيامِ الاثنين والخميس
أنَّه قال: «إنَّ الأعمال تُعرض على الله -ربِّ العالمـــين- كلَّ اثنين وخميس،
فَأُحِبُّ أنْ يُعرض عملي وأنا صائم». -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ-.


شيءٌ آخر وهو: أنَّ النّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ حُبُّهُ من أعظمِ أصولِ الدِّينِ،
قال ربُّنا تبارك وتعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة : 24]،

فكفى بهذا حَضًّا وتنبيهًا ودلالةً وحجةً على إلزامِ محبةِ النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ووجوبِ ذلك وعِظَمِ خَطَرِهِ واسْتِحْقَاقِهِ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى
قَرَّعَ من كان مالُهُ وأهلُهُ وولدُهُ أحبَّ إليه من اللهِ ورسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وتَوَعَّدَهُم بقولِهِ تعالى: {فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ}, ثم فَسَّقَهُم بتمامِ الآية،
وأَعْلَمَهُم أنَّهم ممن ضَلَّ عن سبيلِ اللهِ ربِّ العالمـــين،
فاللهمَّ اجعل نبيَّك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحبَّ إلينا من أنفسِنَا إنَّك على كل شيءٍ قدير.


قال النّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{النّبي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}».

وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ».
وقال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».

ولمَّا قال عمر رضوان الله عليه للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي, قَالَ: «ولَا هذه يا عمر»،
قَالَ: الْآنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كلِّ شيء حتى نفسي, قَالَ: «الْآنَ يَا عُمَرُ».


فَمَحَبَّةُ النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واجبةٌ وأَصْلٌ عظيمٌ من أصولِ الدِّينِ،
ولكن الدَّليلُ على صدقِ المحبةِ التأدبُ مع رسول الله، وعدمُ التقديم بين يدي رسول الله.

أسألُ الله تبارك وتعالى أنْ يرزقنا مَحَبَّتَهُ ومَحَبَّةَ نبيِّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وأنْ يرزقنا الاتباع، وأنْ يُجَنِّبَنَا الابتداع، إنَّه على كل شيءٍ قدير.
وصَلَّى الله وسلم على نبيِّنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ.


رد مع اقتباس