عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-31-2009, 03:17 AM
أم مريم* أم مريم* غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

هذا الرب الإله الحكيم القادر الذي عرّف عباده بنفسه، وأقام لهم آياته شواهد وبينات، ووصف نفسه بصفات الكمال -دلت على وجوده وربوبيته وألوهيته الشرائع النبوية، والضرورة العقلية، والفطرة الخلقية، وأجمعت الأمم على ذلك، وسأبين لك شيئاً من ذلك فيما يلي،
فأما أدلة وجوده وربوبيته فهي:

1 - خلق هذا الكون وما فيه من بديع الصنع :
{أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون. أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون}([1] فتضمنت هاتان الآيتان ثلاث مقدمات هي:
1 - هل خُلِقَوا من العدم؟

2 - هل خلقوا أنفسهم؟
3 - هل خَلَقُوا السموات والأرض؟
فإذا لم يكونوا خُلِقُوا من عدم، ولم يخلقوا أنفسهم، ولم يخلقوا السموات والأرض؛ فتعين أنه لابد من الإقرار بوجود خالق خلقهم وخلق السموات والأرض وهو الله الواحد القهار.
2 -الفطرة :

الخلق مفطورون على الإقرار بالخالق، وأنه أجل وأكبر وأعظم وأكمل من كل شيء، وهذا الأمر راسخ في الفطرة أشد رسوخاً من مبادئ العلوم الرياضية ولا يحتاج إلى إقامة الدليل إلا من تغيرت فطرته، وعرض لها من الأحوال ما يصرفها عما تسلِّم به(

[1] قال تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}

([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة واقرؤا إن شئتم: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)


([3])، وقال: -أيضاً- صلى الله عليه وسلم: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبداً حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً)([1]).

([1]) رواه الإمام أحمد في مسنده، جـ4، ص162، ورواه مسلم واللفظ له، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث 2865.



([1]) انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جـ1، ص 47-49،73،

([2]) سورة الروم، الآية 30.

([3]) رواه البخاري في كتاب القدر، باب 3. ومسلم في كتاب القدر، حديث 2658، واللفظ له.



([1]) سورة الطور، الآيتان 35،36.


رد مع اقتباس