عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-31-2009, 03:36 AM
أم مريم* أم مريم* غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

؛ فكذلك لا شريك له في ألوهيته، والأدلة على ذلك كثيرة منها*:
1 - ليس في هذا الكون إلا إله واحد هو الخالق الرازق، ولا يجلب النفع ويدفع الضر إلا هو، ولو كان في هذا الكون إله آخر؛ لكان له فعل وخلق وأمر، ولا يرضى أحدهما بمشاركة الإله الآخر([1])، ولابد لأحدهما من مغالبة الآخر وقهره، والمغلوب لا يمكن أن يكون إلهاً، والغالب هو الإله الحق، لا يشاركه إله في ألوهيته كما لم يشاركه إله في ربوبيته
قال تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وماكان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون} ([1]).
2- لا يستحق العبادة إلا الله الذي له ملك السموات والأرض؛ لأن الإنسان يتقرب إلى الإله الذي يجلب له النفع ويدفع عنه الضر، ويصرف عنه الشر والفتن، وهذه الأمور لا يستطيعها إلا من ملك السموات والأرض وما بينهما، ولو كان معه آلهة كما يقول المشركون، لاتخذ العباد السبل الموصلة إلى عبادة الله الملك الحق؛ لأن جميع هؤلاء المعبودين من دون الله إنما كانوا يعبدون الله ويتقربون إليه، فحري بمن أراد أن يتقرب إلى من بيده النفع والضر أن يعبد الإله الحق الذي يعبده من في السموات والأرض بما فيهم هؤلاء الآلهة المعبودون من دون الله قال تعالى: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً} ([2])، وليقرأ مريد الحق قوله تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ([3])، فإن هذه الآيات تقطع تعلق القلب بغير الله بأربعة أمور هي:

([1]) سورة المؤمنون، الآية 92

([2]) سورة الإسراء، الآية 42.

([3]) سورة سبأ، الآيتان 23، 24.



([1]) انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص39.

رد مع اقتباس