عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-23-2010, 09:47 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الخامس




(لَهُ اَلْأَسْمَاءُ اَلْحُسْنَى) .



مباحث أسماء الله الحسنى :
أولاً : أنها كلها حسنى بالغة الحسن غايته ، فليس فيها نقص بوجه من الوجوه ولا بحال من الأحوال .
وقد ذكر سبحانه أن له الأسماء الحسنى في أربعة مواضع من القرآن الكريم :
قال تعالى : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) .
وقال تعالى : (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) .
وقال تعالى : (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) .
وقال تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) .
مثال : ( الحي ) من أسماء الله متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال .
مثال : ( العليم ) اسم من أسماء الله تعالى متضمن للعلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان .
ثانياً : أسماء الله غير محصورة بعدد معين .
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) . رواه أحمد
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحد حصره ولا الإحاطة به فإن قيل : ما الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) متفق عليه ؟
قال العلماء : هذا لا يدل على الحصر بهذا العدد ، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة : إن أسماء الله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة .
ثالثاً : لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء والحديث المروي في تعيينها ضعيف ، وقد رواه الترمذي وغيره .
قال ابن تيمية : ” تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه “ .
رابعاً : أسماء الله توقيفية ، فليس لنا أن نسمي الله بما لم يسمي به نفسه .
لقوله تعالى : (وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) .وإثبات اسم لله لم يسم به نفسه هذا من القول عليه بلا علم .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وإثبات اسم لله لم يسم به نفسه من قفو ما ليس لنا به علم .
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) والحسنى البالغة في الحسن كماله ، وأنت إذا سميت الله باسم ، فليس عندك أنه بلغ كمال الحسن ، بل قد تسميه باسم تظن أنه حسن ، وهو سيء ليس بحسن .
خامساً : أسماء الله مشتقة ، أي أن كل اسم يتضمن الصفة التي اشتق منها .
ولولا ذلك لم تكن حسنى .ويقصد بالاشتقاق اي ان لها أصل تعود إليه ومعنى ، وانها ليست اسماء جوفاء مفرغة من معانيها،

الخلاق : يضمن صفة الخلق .
العليم : يتضمن صفة العلم .
السميع : يتضمن صفة السمع .
وليس معنى ذلك أن صفات الله كلها يشتق منها اسماء بل منها ما وصف بها نفسه سبحانه مطلقا كما في قوله :( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) الروم 40
ومنها أفعال اطلقها الله على نفسه على سبيل الجزاء والمقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعالى :(يخادعون الله وهو خادعهم)النساء 142 فلا يشتق منها اسم لله ولايقال انه مخادع تعالى الله عن ذلك
كما سيأتي تفصيله ان شاء الله

( وَالصِّفَاتُ اَلْعُلَى )



أي أن صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، كالحياة والقدرة والعلم والسمع والبصر وغير ذلك
لقوله تعالى : ( ولله المثل الأعلى ) .
ولأن الرب كامل فوجب له كمال صفاته .
مثال : صفة العلم ، صفة كاملة فهي تتضمن العلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولم يلحق بزوال ، وعلمه سبحانه يشمل الجزئيات والكليات والماضي والمستقبل وما كان وما لم يكن لو كان كيف يكون .
مثال آخر : الحياة ، صفة لله عز وجل متضمنة للحياة الكاملة التي لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال .

(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) .

سيأتي شرح هذه الآيات ضمن آيات الصفات .


(أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )



كما قال تعالى : ( وإن الله قد أحاط بكل شيء علماً ) .
وقال تعالى : ( والله من ورائهم محيط ) .
وقال تعالى : ( ألا إنه بكل شيء محيط ) .
ففي هذه الآيات وغيرها إحاطة الرب سبحانه وتعالى بالعالم . ( سبقت مباحث العلم )


(وَقَهَرَ كُلَّ مَخْلُوقٍ عِزَّةً وَحُكْمًا)



القهر القوة والغلبة .
أي فلا يخرج أحد عن قهر الله مهما كان ، فهو سبحانه قوي عزيز .
قال تعالى : ( وهو العزيز الحكيم )
وقال تعالى : ( وكان الله قوياً عزيزاً ) .
وعزة الله لها ثلاث معانٍ :
عزة القدْر : ومعناه أن الله ذو قدر شريف كما قال النبي r ( السيد الله ) .
عزة القهر : أي القاهر لكل شيء لا يُغلب بل هو الغالب قال تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) .
عزة الامتناع : أي أنه عز وجل يمتنع أن يناله سوء أو نقص .

( وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ) .



أي أن الله علمه واسع ، وكذلك رحمته .
كما قال تعالى : ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً )غافر 7 .
قال تعالى : (وسع ربنا كل شئ علما)الاعراف 89
وقال تعالى:(وسع ربي كل شئ علما)الانعام 80
وقال : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الاعراف 156. ( سبق الكلام عن العلم ) .


مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ اَلْعَظِيمِ, وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ اَلْكَرِيمِ .


وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآنِ, أَوْ صَحَّ عَنْ اَلْمُصْطَفَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْ صِفَاتِ اَلرَّحْمَنِ


وَجَبَ اَلْإِيمَانُ بِهِ, وَتَلَقِّيهِ بِالتَّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ .

هذه قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، وهذه القاعدة هي :
إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله e من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
فإذا جاءتنا صفة ، كالوجه مثلاً في قوله تعالى : ( ويبقى وجه ربك ) فإننا نقول : نثبت لله صفة الوجه إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، وهكذا بقية الصفات .

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 03-27-2010 الساعة 05:02 AM