عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-13-2007, 11:50 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي


لعَمْرُكَ، ما الدّنيـا بـدارِ بَقَـاءِ؛
كَفَاكَ بـدارِ المَـوْتِ دارَ فَنَـاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيـا، أُخـيَّ، فإنّمـا
يُرَى عاشِقُ الدّنْيـا بجُهْـدِ بَـلاءِ
حَلاوَتُهـا مَمزُوجَـةٌ بمَـرارَةٍ؛
وراحَتُهـا مَمْـزُوجَـةٌ بعَـنَـاءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيـابِ مَخيلَـةٍ
فإنّكَ من طيـنٍ، خُلقـتَ، ومـاءِ
لَقَـلّ امـرُؤٌ تَلقـاهُ لله شاكِـراً؛
وقَلّ امرُؤٌ يَرْضَى لَـهُ بقَضَـاءِ
وللّـهِ نَعْمَـاءٌ عَلَينـا عَظيمَـةٌ،
وللْـهِ إحسـانٌ وفضْـلُ عَطـاءِ
وما الدّهرُ يوماً واحداً في اختلافِه؛
وما كُـلّ أيّـامِ الفتـى بسَـوَاءِ
وما هوَ إلاّ يَـوْمُ بُـؤسٍ وشـدّةٍ،
ويَوْمُ سُـرُورٍ، مَـرّةً، ورَخـاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحـرَمُ نَفْعَـهُ؛
وما كلّ ما أرْجوهُ أهـلُ رَجـاءِ
أيَا عَجَباً للدّهـرِ لا بـلْ لرَيْبِـهِ،
يُخَرمُ رَيبُ الدّهـرِ كـلَّ إخـاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كـلَّ جَماعَـةٍ
وكَدّرَ رَيبُ الدّهـرِ كُـلَّ صَفَـاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى،
فحَسبي بـهِ نَأيـاً وبُعْـدَ لِقَـاءِ
أزُورُ قُبُورَ المُتْرَفِيـنَ فَـلا أرَى
بَهاءً، وكانـوا، قَبلُ،أهـل هـاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِـلٌ بصَريمَـةٍ،
وكـلُّ زَمـانٍ مُلطَـفٌ بجَفَـاءِ
يَعِزُّ دِفاعُ المَوْتِ عن كلّ حيلَـةٍ،
ويَعْيَا بـداءِ المَـوْتِ كـلُّ دَواء
ونَفسُ الفَتى مَسـرورَةٌ بنَمَائِهـا،
وللنّقْصِ تَنْمُـو كـلُّ ذاتِ نَمـاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَـرَ أهْلَـهُ
حَبَـوْهُ، ولا جـادُوا لـهُ بفِـداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمـانُ، دارُ سَعـادَةٍ
يَـدومُ البَقَـا فيهـا، ودارُ شَقـاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنـمْ،
وكنْ بَينَ خَوْفٍ منهُمـا ورَجـاءِ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
ولكِنْ كَساهُ اللّـهُ ثـوْبَ غِطـاءِ
رد مع اقتباس