عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2008, 07:12 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam سبحان الله عما يصفون

 



تنزيه رب العالمين

نزّه بمعنى تقدس وتباعد عن النقائص
عما يصفه به العباد إلى ماوصفه به المرسلون :

فالعباد ذهبوا فى صفات الله عز وجل إلى ثلاثة أقسام :

1) قسم غالوا فى تنزيه الله فوقعوا فى تعطيل صفات الله .

2) قسم فرّطوا فوقعوا فى التشبيه والتمثيل .

3) قسم أثبتوا لله ما أثبته لنفسه ونفوا مانفاه الله عن نفسه فحققوا التنزيه
وأقاموا القضية على ما ينبغى أن تكون عليه من تنزيه رب العالمين وإثبات الصفات له ..
والقسم الأخير هُم أهل السنة والجماعة السائرون على نهج المرسلين صلوات الله عليهم وسلامه


هُم من وصفوا الله بصفاته التى يستحقها سبحانه وتعالى
قوله سبحانه : { سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون وسلامٌ على المرسلين ..}

سبحان أى تنزّه فالتسبيح يُراد به التنزيه لكن أصله عند العرب من السبح
وهو الإنطلاق والسرعة ومنه : فرس سبوح أى فرس سريع ،

وكأن أصل اللفظ هو أن ينطلق المُنطلِق فيبعد عن أمور الدُنو إلى العُلو ،
وسبحانه : أى تنزه وتقدس وتعالى عن كل نقيصة ودُنو وكل تسفُل .


وذكر سبحانه صفة العزة لأنها متناسبة مع التسبيح فقال سبحان ربك رب العزة عما يصفون
أى نزه نفسه عن كل ما يُتصور أن يوصف به مما وصفه به الكفار
لأنه مقام لا يليق أن يكون معه هَوان أو ذُل بل هو فى مقام العزة والرفعة والعُلو
فلا يناله ما وصفوه به ثم أثبت لنفسه كمال الصفات المستوجبة كمال الحمد
فنفى صفة النقص ليست بكمال إلا أن تُثبت كمال ضدها ،

مثال : عندما تنفى عن الله صفة النوم لابد من إثبات كمال ضدها فتقول لكمال قيوميته
لأنه ربما لا ينام لأنه يعجز عن هذا فالجدار أو الجمادات لا تنام لأنها عاجزة عن ذلك
وليس لكمالٍ فيها ، ولذا لابد من إثبات كمال الضد وليس النفى المجرد لصفة النقص
فلا يُقال ( لا ينام ) وفقط بل لابد من إثبات كمال الضد
وكذلك فى كل صفة نقص تُنفى عن الله سبحانه وتعالى .

ثم قال : وسلامٌ على المرسلين جزاء لهم لما وفقوا إليه من الحق والهدى
من وصف الله بما يليق به ، فهُم خير من وصف الله بصفاته التى يستحقها سبحانه وتعالى
لذا جزاهم الله بسلامه عليهم .

ثم حمد نفسه سبحانه ومقتضى الحمد أنه موصوفٌ بكمال الصفات
ومنزه عن النقائص والمعايب فأستوجب الحمد سبحانه وتعالى .


ثم سلم على المرسلين لسلامة ماوصفوه به من النقائص والعيوب .

الأمر هُنا عائد على سلامه وليس ما وصفوه
أى ان إستحقوا السلام لسلامة كلامهم فى حق الله من النقائص والعيوب

وليس معناه أنهم إستحقوا السلام لما وصفوه من النقائص والعيوب ،
فالبون شاسع بين المعنيين فأنتبه ، فالمعنى الأول هو المقصود والثانى مستحيل فى حق الله

رحمكِ الله ياقرة عيني

التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 03-25-2012 الساعة 01:50 AM
رد مع اقتباس