عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-09-2009, 02:28 AM
الشيخ مازن السرساوى الشيخ مازن السرساوى غير متواجد حالياً
حفظه الله
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فتعبير الرؤى أمر يقذفه الله في قلوب من شاء من عباده، وليس أمرا مكتسبا يوصل إليه بقراءة الكتب التي صنفت فيه، لأن الرؤيا قد تتفق ويختلف التعبير لاختلاف حال الرائي، ولهذا لا ينبغي أن يتصدر لها إلا من رزقه الله فهم ذلك، وقد روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي قَتادة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ ) وفي رواية ( الرُّؤْيا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فَمَنْ رأى شَيْئاً يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ شِمالِهِ ثَلاثاً وَلْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطان، فإنهَا لا تَضُرُّهُ )، وعند أبي داود وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا: (الرؤيا ثلاثة فبشرى من الله، و حديث النفس، و تخويف من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء على أحد، و إن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد، و ليقم يصلي ... )الحديث، وعنده أيضا من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا: (الرؤيا على رِجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت). وهذا يعني أنها تقع على ما تفسر به، ولكن إذا كان صوابًا، ويدل لذلك حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- المتفق عليه في قصة الرجل الذي ذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- رؤيا ، ثم طلب أبوبكر-رضي الله عنه- من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعبرها ، فذكر أبو بكر تعبيره ، ثم سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- : هل أصبت أم أخطأت؟ فقال -عليه الصلاة والسلام- :( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) .
فلو كانت الرؤيا تقع لأول عابر لم يقل له النبي- صلى الله عليه وسلم- : ( وأخطأت بعضاً ) .ولا يعني هذا أنها لا تقع لأول عابر ، بل قد تقع ولكن هذا ليس دائماً ، ولهذا بوّب البخاري -رحمه الله- على حديث ابن عباس المشار إليه بقوله : (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب) والله أعلم .