عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 04-13-2007, 08:08 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




فصل



فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ***ـتر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا*** ومحاسنا من أجمل النسوان




قال الله تعالى ( وزوجناهم بحور عين ) الدخان الحور جمع حوراء وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين التي يحار الطرف فيها من رقة الجلد وصفاء اللون قاله مجاهد والصحيح أن الحور مأخوذ من الحور في العين وهو شدة بياضها مع قوة سوادها فهو يتضمن الأمرين وقال تعالى (وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) الواقعة روى الطبراني عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل ( وحور عين ) قال حور بيض عين ضخام العيون شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر قلت اخبرني عن قوله ( كأنهم بيض مكنون ) الصافات 49 قال صفاؤهن صفاء الدر في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي قلت أخبرني عن قوله ( فيهن خيرات حسان ) الرحمن قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه قلت أخبرني عن قوله ( كأنهن بيض مكنون ) الصافات قال رقتهن كرقة الجلد الذي رأيته في داخل البيضة مما يلي القشر الحديث



حتى يحار الطرف في الحسن الذي*** قد ألبست فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها*** سبحان معطي الحسن والاحسان
والطرف يشرب من كؤوس جمالها*** فتراه مثل الشارب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها*** كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها** والليل تحت ذوائب الأغصان
فتراه يعجب وهو موضع ذاك من*** ليل وشمس كيف يجتمعان
فيقول سبحان الذي ذا صنعه***سبحان متقن صنعة الإنسان
لا اليل يدرك شمسها فتغيب عنـ***ـد مجيئه حتى الصباح الثاني
والشمس لا تأتي بطرد الليل بل*** يتصاحبان كلاهما إخوان
وكلاهما مرآة صاحبه إذا*** ما شاء يبصر وجهه يريان
فيرى محاسن وجهه في وجهها*** وترى محاسنها به بعيان




روى ابن وهب عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل في الجنة ليتكىء سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة الحديث وروى ابو يعلى الموصلي عن رجل من الأنصار عن ابي هريرة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فذكر حديث الصور وفيه والذي بعثني بالحق نبيا ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل رجل منهم على اثنين وسبعين زوجة مما ينشىء الله وثنتين من ولد أم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله عز وجل في الدنيا يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليها سبعون حلة من سندس وإستبرق وانه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة إلى آخر الحديث هذا قطعة من حديث الصور الذي تفرد به اسماعيل بن رافع وقد روى له الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي ضعفه بعض اهل العلم وسمعت محمد يعني البخاري يقول هو ثقة مقارب الحديث
قال الناظم قال شيخنا ابو الحجاج الحافظ هذا الحديث مجموع من عدة احاديث ساقه اسماعيل وغيره وشرحه الوليد بن مسلم في كتاب مفرد وما تضمنه معروف في الأحاديث والله أعلم



حمر الخدود ثغورهن لآلئ*** سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها*** فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا*** يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك*** في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي*** في لثمه إدراك كل أمان


روى أبو نعيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فاذا هو ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها
وروى ابن أبي الدنيا عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن نورا سطع في الجنة لم يبق موضع في الجنة إلا دخل من ذلك النور فيه فقيل ما هذا قيل حوراء ضحكت في وجه زوجها قال صالح فشهق رجل من ناحية المجلس فلم يزل يشهق حتى مات ورواه الخطيب في تاريخه مرفوعا ولم يذكر الشهق
.




والجيد ذو طول وحسن في بيا***ض واعتدال ليس ذا نكران
يشكو الحليّ بعاده فله مدى الـ***أيام وسواس من الهجران
والمعصمان فان تشأ شبههما*** بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس*** أصداف در دورت بوزان
وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا*** ما للصفات عليه من سلطان
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا*** شيء من الآفات في النسوان




قوله والجيد ذو طول الخ وصف الجيد وهو الرقبة بأنه ذو طول وحسن وأنه ليس بالطويل ولا بالقصير
كما قال امرؤ القيس :
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش إذا هي رضته ولا بمعطل
قوله والمعصمان الخ المعصمان تثنية معصم وهو موضع السوار من الزند والزند طرف الذراع الذي انحسر عنه اللحم .

.



قاما بخدمته هو السلطان بيـ***ـنهما وحق طاعة السلطان
وهو المطاع أميره لا ينثني*** عنه ولا هو عنده بجبان



روى الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكار تفرد به يعلى وروى أبو نعيم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل هل يمس أهل الجنة أزواجهم قال نعم بذكر لا يمل وفرج لا يخفى وشهوة لا تنقطع .


ولقد روينا أن شغلهم الذي*** قد جاء في يس دون بيان
شغل العروس بعرسه من بعدما*** عبثت به الأشواق طول زمان
بالله لا تسأله عن أشغاله*** تلك اليالي شأنه ذو شان




قال عكرمة في قوله تعالى ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) يس أي افتضاض الأبكار وراه سعيد بن منصور وروى عبد الله ابن أحمد عن ابن مسعود في الآية المذكورة قال شغلهم افتضاض العذارى وروى الحاكم عن الأوزاعي في الآية المذكورة قال شغلهم افتضاض الأبكار ومثله قال ابن عباس فيها رواه ابن ابي الدنيا .


واضرب لهم مثلا بصب غاب عن*** محبوبه في شاسع البلدان
والشوق يزعجه إليه وما له***بلقائه سبب من الامكان
وافى إليه بعد طول مغيبه*** عنه وصار الوصل ذا إمكان
أتلومه أن صار ذا شغل به*** لا والذي أعطى بلا حسبان
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا*** يا رب معذرة من الطغيان



قوله غفرا هو بفتح الغين مصدر منصوب أي اغفر غفرا والغفر التغطية يقال غفر الله ذنبك أي ستره ومعنى قول رب اغفر لي : استر علي ذنبي وقني عقوبته في الآخرة .
رد مع اقتباس