الموضوع: الشرك بالله
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-17-2008, 03:41 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جازاكم الله خيرا

و إتماما للفائدة نضيف كلاما نفيسا
للشيخ علي الخضير

فك الله أسره

الشرك لغة : مأخوذ من المشاركة ، قال في لسان العرب : الشركة مخالطة الشريكين يقال اشتركنا بمعنى تشاركنا وقد اشترك الرجلان و تشاركا و شارك أحدهما الآخر ، و شاركت فلانا صرت شريكه واشتركنا وتشاركنا في كذا وشركته في البيع والميراث أشركه شركة والاسم الشرك ... وفي الحديث من أعتق شركا له في عبد أي حصة ونصيبا ، وفي حديث معاذ أنه أجاز بين أهل اليمن الشرك أي الاشتراك في الأرض وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك .... وطريق مشترك يستوي فيه الناس ... و أشرك بالله جعل له شريكا في ملكه تعالى الله عن ذلك والاسم الشرك ... والشرك أن تجعل شريكا في ربوبيته تعالى الله عن الشركاء والأنداد وإنما دخلت التاء في قوله ( لا تشرك بالله ) لأن معناه لا تعدل به عن غيره فتجعله شريكا له وكذلك قوله تعالى ( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ) لأن معناه عدلوا به ومن عدل به شيئا من خلقه فهو كافر مشرك لأن الله وحده لا شريك له ولا ند له ... ويقال في المصاهرة رغبنا في شرككم وصهركم أي مشاركتكم في النسب قال الأزهري وسمعت بعض العرب يقول فلان شريك فلان إذا كان متزوجا بابنته أو بأخته ، وامرأة الرجل شريكته... ويقال شريكه ذا دخل معه فيه اهـ مختصرا .
وفي المصباح المنير : والشرك النصيب ومنه قولهم ولو أعتق شركا له في عبد أي نصيبا و الجمع أشراك مثل قسم وأقسام ، والشرك اسم من أشرك بالله إذا كفر به اهـ
وفي أنيس الفقهاء قال : فاسم من أشرك بالله إذا جعل له شريكا وفسر الشرك بالرياء في قوله عليه السلام إن أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية وهي أن تعرض للصائم شهوة فتواقعها والشرك أيضا النصيب تسمية بالمصدر اهـ
وقال بعضهم : الشرك إسناد الأمر المختص بواحد إلى من ليس معه أمره ، وقال الراغب : أكبر وهو إثبات الشريك لله ، وأصغر : وهو مراعاة غير الله في بعض الأمور.
وفي النهاية لابن الأثير : شركته في الأمر أشركه شركة والاسم الشرك وشاركته إذا صرت شريكه وقد أشرك بالله فهو مشرك إذا جعل له شريكا والشرك الكفر اهـ .
اصطلاحاً : أن تجعل لله نداً أو تجعل لغير الله نصيباً ، فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعا ( أي الذنب أعظم قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) متفق عليه ، وعن أبي بكر رضى الله عنه قلنا يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عُبد من دون الله أو دعي مع الله ) رواه أبو يعلى وفيه ضعف ، وروى البخاري معلقا وقال ابن عباس كباسط كفيه مثل المشرك الذي عبد مع الله إلها غيره كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر اهـ 0
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تاريخ نجد ص 223 قال إن الشرك عبادة غير الله والذبح والنذر له ودعاؤه قال ولا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ( بتصرف ) .
والشرك الأكبر بالمعنى العام : هو أن تجعل لله نداً في الأسماء والصفات أو الربوبية أو الألوهية وعلى ذلك فالشرك الأكبر ثلاثة أنواع شرك في الأسماء والصفات وشرك في الربوبية وشرك في الألوهية .
قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى: 2 / 319 والشرك قد عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بتعريف جامع , كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه , أنه قال: يا رسول الله , أي الذنب أعظم ؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " والند المثل , والشبيه اهـ .
أما القسم الأول وهو شرك الأسماء والصفات : هو أن تجعل لله نداً في أسمائه أو صفاته مثل أن تقول هذا عزيز مثل عزة الله أو رحيم مثل رحمة الله ، وأشد منه التعطيل للأسماء والصفات .
القسم الثاني : شرك في الربوبية وهو أن تجعل لله نداً في أفعاله تعالى كالملك والخلق والتصرف والتدبير ، مثل أن تجعل الطبيعة تخلق مع الله وهذا قول العلمانيين ، أو أن الخالق هي المادة وهذا قول الشيوعيين لا اله والحياة مادة .
القسم الثالث : الشرك في الألوهية أو في العبادة وهي أن تصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله كالذبح لغير الله أو الحكم بالقوانين الوضعية أو التشريع ، ولا حظ أننا قلنا بكلمة ( أو ) في قولنا ( الألوهية أو العبادة ) وإن كان الدقة في التعبير أن يقال هو الشرك في الألوهية فقط لأن هذا هو الأكبر أو نقول هو صرف العبادة لغير الله ، أما إذا قلنا هو الشرك في العبادة فقط فهذا في الجملة صحيح لكنه واسع ، لأنه قد يدخل في ذلك الشرك الأصغر ، لأن من بعض معاني الشرك الأصغر : الشرك في العبادة ، لأن المرائي أدخل نية غير الله في العبادة أي أشرك لأن الإدخال هنا المشاركة ، وهو أدخلها في العبادة ، ولا حظ كلمة ( في ) الظرفية فنيّة غير الله دخلت فيها لكن المرائي لم يصرف العبادة لغير الله لكن أدخل في وصفها غير الله فيصح إطلاق أنه أشرك في العبادة ، أما إذا أشرك في أصل العبادة وهي فرائض فهنا صرف العبادة لغير الله ، والله أعلم .

{الوسيط}
رد مع اقتباس