عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-19-2009, 11:00 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam القول في الاستواء

 






القول في الاستواء كالقول في سائر الصفات


إن الصفات الواردة في الكتاب والسنة جاءت على نسق واحد ونمط واحد,
فلا فرق في الإثبات بين الاستواء وبين غيره من صفات الكمال,
فالواجب إثبات الاستواء كما نثبت سائر الصفات.

قال أبو محمد الجويني (438هـ) :
(( لا ريب إنا نحن وإياهم متفقون على إثبات صفات الحياة,
والسمع, والبصر, والعلم, والقدرة, والإرادة, والكلام لله,
ونحن قطعا لا نعقل من الحياة إلا هذا العرض الذي يقوم بأجسامنا,
وكذلك لا نعقل من السمع والبصر إلا أعراضا تقوم بجوارحنا,
فكما إنهم يقولون حياته ليست بعرض, وعلمه كذلك, وبصره كذلك,
هي صفات كما تليق به لا كما تليق بنا,
فكذلك نقول نحن حياته معلومة وليست مكيفة, وعلمه معلوم وليس مكيفا,
وكذلك سمعه وبصره معلومان ليس جميع ذلك أعراضا بل هو كما يليق به.


ومثل ذلك بعينه فوقيته واستواؤه ونزوله, ففوقيته معلومة أعني ثابتة
كثبوت حقيقة السمع, وحقيقة البصر, فإنهما معلومان ولا يكيفان,
كذلك فوقيته معلومة ثابتة غير مكيفة كما يليق به, واستواؤه على عرشه معلوم
غير مكيف بحركة أو انتقال يليق بالمخلوق, بل كما يليق بعظمته وجلالة صفاته معلومة
من حيث الجملة والثبوت, غير معقولة من حيث التكييف والتحديد...


فإن قالوا لنا في الاستواء: شبهتم, نقول لهم: في السمع شبهتم, ووصفتم ربكم بالعرض,
فإن قالوا: لا عرض بل كما يليق به,

قلنا في الاستواء والفوقية: لا حصر بل كما يليق به, فجميع ما يلزمونا به في الاستواء
والنزول واليد والوجه والقدم والضحك والتعجب من التشبيه نلزمهم به في الحياة والسمع,
فكما لا يجعلونها هم أعراضا كذلك نحن لا نجعلها جوارح, ولا ما يوصف به المخلوق,
وليس من الإنصاف أن يفهموا في الاستواء والنزول والوجه واليد صفات المخلوقين
فيتحاجوا إلى التأويل والتحريف.


فإن فهموا في هذه الصفات ذلك فيلزمهم أن يفهموا في الصفات السبع صفات
المخلوقين من الأعراض, فما يلزمونا في تلك الصفات من التشبيه والجسمية,
نلزمهم به في هذه الصفات من العرضية وما ينزهوا ربهم به في الصفات السبع,
وينفون عنه عوارض الجسم فيها,

فكذلك نحن نعمل في تلك الصفات التي ينسبونا فيها إلى التشبيه سواء بسواء,
ومن أنصف عرف ما قلنا,واعتقده, وقبل نصيحتنا, ودان لله بإثبات جميع صفاته هذه وتلك,
ونفى عن جميعها التشبيه والتعطيل والتأويل والوقوف, وهذا مراد الله تعالى منا في ذلك,

لأن هذه الصفات وتلك جاءت في موضع واحد, وهو الكتاب والسنة,
فإذا أثبتنا تلك بلا تأويل وحرفنا هذه وأولناها كنا كمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض,
وفي هذا بلاغ وكفاية إن شاء الله تعالى ))



وقال شيخ الإسلام :

(( القول في الاستواء والنـزول,كالقول في سائر الصفات
التي وصف بها نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله ))

ومن خلال ما سبق نقله يتبين تقرير هذا الضابط عند أئمة السلف
ولفظ الاستواء في لغة العرب نوعان: مطلق ومقيد,

فالمطلق هو: ما لم يوصل معناه بحرف جر ومعناه كمل وتم,
وذلك كقوله تعالى " ولما بلغ " , ويقال: استوى النبات, واستوى الطعام.

وأما المقيد فثلاثة أضرب:

أحدها: مقيد بإلى, كقوله تعالى:(( ثم استوى إلى السماء ))
وهو بمعنى العلو والارتفاع.

الثاني: مقيد بعلى, كقوله تعالى:(( لتستووا على ظهوره ))
وقوله تعالى (( واستوت على الجودي ))
وقوله تعالى (( فاستوى على سوقه )

وهذا أيضا معناه العلو والارتفاع بإجماع أهل اللغة.

الثالث: مقيد بواو مع التي تعدي الفعل إلى المفعول معه,
نحو: ( استوى الماء والخشبةَ )بمعنى: ساواها.


وقد دل هذا الضابط على أن الكلام في إثبات الاستواء
كالكلام في إثبات سائر صفات الله, فنثبت الاستواء إثبات وجود, لا إثبات كيفية,
كما نثبت سائر الصفات لله جل وعلا,
واستواءُ الله جل وعلا استواء حقيقي يليق بجلاله, ويختص به جل وعلا.

فإن قيل: نثبت السمع كما يليق بالله فسمعه ليس كسمعنا,
وبصره ليس كبصرنا, وقدرته ليست كقدرتنا.

قيل: كذلك استواؤه, فإن استواءه ليس كاستوائنا, فاستواؤه استواء يليق به سبحانه.

فيجب أن نؤمن بنصوص الصفات كلها على نسق واحد,
وأن نطرح توهم التمثيل والتكييف.



وخالف هذا الضابط أهل الكلام من الأشاعرة وغيرهم
حيث إنهم أولوا الاستواء بالاستيلاء, وعطلوا صفة الاستواء عن حقيقتها, و
لم يثبتوها كما أثبتوا غيرها من الصفات, فإنهم أثبتوا السمع والبصر وغيرها
من الصفات السبع التي يثبتونها, ونفوا الاستواء,

فجميع ما يلزمونا به في الاستواء من التشبيه نلزمهم به في الحياة والسمع والبصر
وغيرها من الصفات التي يثبتونها, فليس من العدل والإنصاف أن يفهموا في الاستواء
صفات المخلوقين فيتحاجوا إلى التأويل والتحريف دون غيرها من الصفات
التي يثبتونها كالحياة والقدرة والسمع والبصر.


منقوووووول

****************
رحمكِ الله ياقرة عيني


التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 04-15-2012 الساعة 04:50 AM
رد مع اقتباس