عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 07-31-2008, 01:43 AM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



قبور الياسمين ( 9 )


في الطريق انضم إلينا بعض الأفراد .. كان عددنا قليلا وكنت أسير بصمت ..
لم أحاول التعرف على أحد .. مشينا ثلاثة أيام حتى وصلنا لمدينة أخرى .
كان الناس ينظرون إلي وكأنهم يعرفون أنني غريب . تحاشيت نظراتهم قدر المستطاع ..
كنت أسير وألبس قبعة تخفي جزءا من وجهي ..
قال لي البعض أن هذه القبعة أصبحت جزءا مني .


وصلنا لمنزل لطيف .. لم أعرف عدد غرفه لأنني بقيت في غرفتي لا أتركها إلا للصلاة .
كنا نصلي معا في وسط المنزل .. جاء رجل نظر إلي ابتسم لي وسلم علي ..
ثم تكلم مع الدليل .. عرفت أن الكلام عني ، أو على الأقل هذا ما شعرت به ..
لم أشعر بالخوف .. كنت أشعر أن الوضع لا يمكن أن يكون أصعب من هذا فاطمأنت نفسي .
جاءني الرجل .. ابتسم لي .. قال : بكم اتفقت معه ؟ قلت له .

- بدا على وجهه الضيق .. لماذا دفعت له كثيرا ؟

- سكت .. كنت أتحاشى أن أدخل معه في نقاش عقيم .

- أعطني النقود .

دفعت له المبلغ المتفق عليه .. أخذ منه جزءا وأرجع لي الباقي .. ذهب واتفق مع الدليل ..
رأيت التذمر في حركاته وعاد لي بعد أن أنهى الموضوع .

- من اليوم لا تجري أي اتفاقات فيما يتعلق بالطريق .. إذا احتجت شيئا أخبرني .

- سألته متى سنتحرك ؟

- انتظر علينا ترتيب الطريق .. اذهب وخذ قليلا من الراحة .

كنت جائعا لم أذق شيئا منذ ثلاثة أيام .. وكنت متعبا ولكن لم استطع النوم .. ذهبت إليه ثانية.

- متى نتحرك ؟

- نظر إلى وابتسم .. حسب الطريق .

- ماذا يعني هذا ؟

- يعني أن الطريق فيه بعض المشاكل وسوف نتحرك متى ما انتهت .

ثم نظر إلى ملابسي .. وابتسم باحتقار .. أزعجتني نظرته ولكن لم أرد أن أحدث أي مشكلة .

- عليك أن تبدل ملابسك .. منظرك مريب .

لم أرد عليه .. وبقيت في غرفتي .. مر يومان علي وأنا هناك لا أتكلم ولا أخرج إلا للصلاة.

- هيا سنذهب لتشتري ملابس جديدة وتستعد للطريق .

قمت فرحا .. وذهبنا إلى سوق البلدة .. اشترى لي بعض الملابس ..
وحذاء جيدا .. ثم عدت البيت .. لبست الملابس الجديدة بدت لي غريبة
ولكنها أفلحت في تقليل نظرة الناس لي .. فلم يعودا يلتفتون إلي كثيرا .

وصل شخص جديد إلى البيت .. لاحظت أن الجميع يحترمه ..
كنت متوترا أريد الذهاب بسرعة إلى الجبهة .. أردت التقرب إليه لعل لديه شيئا يساعدني ..
بدا كتوما .. اقتربت منه سلمت عليه وجلست معه ..
كان هادئا ولكن كنت أشعر أن خلف هدوئه نار .

سألته عن المجاهدين .. ابتسم لي وأخبرني أنهم بخير ..

- متى نتحرك ؟


رد مع اقتباس