عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-27-2010, 04:42 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي فوائد منتقاه من قصة أصحاب الأخدود

 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نحمده بأوصافه الجميلة وفضائله الجليلة ونستعينه فنطلب منه العون على أمور ديننا ودنيانا ونستغفره نطلب منه المغفرة لذنوبنا وآثامنا فإنا مقرون بالإساءة على أنفسنا ولكننا نرجو الله عفوه ومغفرته
ثم أما بعد:

فهاهي الدنيا تموج بنا في كثير من الأبتلائات والمصائب التي يقف الأنسان فيها مذهولا مما يري أهذا جزاء من أمن بالله واتبع نهج نبيه صلى الله عليه وسلم؟ فعندَما ينزل البلاء وتحل المحن وتعم الرزايا تضطرب أفهام فريق من الناس، وتطيش أحلامهم، فإذا بِهم يذهلون عن كثيرٍ من الحق الذي يعلمون، وينسون من الصواب ما لا يجهلون، هنالك تقع الحيرة ويثور الشك وتهجَر الحقائق والأصول وتتبع الظنون وما تهوى الأنفس ويحكَم على الأمور بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وفي هذه الغفلةِ ينسى المرء أنّ سنة الله في الابتلاء ماضية في خلقه، وأنّ قضاءه بها نافذ فيهم، وكيفَ ينسى ذلك وهو يتلو كتاب ربه بالغداة والعشي، وفيه بيان هذه الحقيقة بجلاءٍ لا خفاءَ فيه، ووضوح لا مزيد عليه، حيث قال سبحانه: الـم أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ[العنكبوت:1-3]،

وقال عزّ وجلّ: لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأمُورِ[آل عمران:186]، وقال تبارك وتعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلأمَوَالِ وَٱلأنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ[البقرة:155-157]،

وقال تقدّست أسماؤه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ[محمد:31].



إنها ـ يا عبادَ الله ـ سنة ربانية عامة لم يستثن الله منها أنبياءَه ورسله مع علو قامهم وشرف منزلتهم وكرمهم على ربهم، بل جعَلهم أشد الناس بلاء كما جاء في الحديث الصحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ فقال: ((أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسَب دينه، فإن كان في دينِه صلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة ابتُلِي على قدرِ دينِه، فما يبرَح البلاءُ بالعبدِ حتّى يتركَه يمشِي على الأرض وما عليه خَطيئة)).(1)



لذلك كان ولابد أن نعرف سير من كان قبلنا من أهل الأيمان وكيف كان بلائهم وصبرهم وهاهو القرآن بين أيدينا يحكي لنا هذه القصص لمن كان قبلنا ,وأشدها عبرة وعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد هي قصة أصحاب الأخدود وما لاقوه من محن جزاء لأيمانهم , فلابد لنا ونحن نسير في سيرنا إلى الله أن نتمثل خطى هؤلاء القوم وأشباههم ممن صبروا على سنة الأبتلاء والتمحيص فكان جزائهم جنات تجري من تحتها الأنهار فيالها من نعمة يمُن بها الله على عباده الصابرون أن يمتعهم بما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ألا وهو جنة النعيم.

وفي هذا الموضوع أحاول استخلاص العبر والفوائد من هذه القصة واني لأحسب أني استمعت لكل من حاول تفسير هذه القصة من علمائنا الأكابر فخرجت من كل واحد منهم بفوائد لم أقف على مثلها قط أحاول ترتيبها وتنظيمها لأخواني الأفاضل لعلنا نستفيد منها ونتخذ العظة في هذه السنة العظيمة سنة الأبتلاء.



التعديل الأخير تم بواسطة الوليد المصري ; 03-27-2010 الساعة 04:44 PM
رد مع اقتباس