عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-30-2009, 02:43 AM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

فالنصيحة لللأمراء والحُكام : طاعتهم فيما لا يُخالف أمر الله تعالى ، وطاعتهم فيما لا يُخالف أمر الله تعالى تُعتبر عبادة لأن الله أمر بها حيث قال عز وجل { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }
ومن النصيحة لهم كذلك حُب صلاحهم لأن فى صلاحهم صلاحٌ للأمة كلها ، ونشر محاسنهم بين الناس وستر معايبهم ما أمكن لأن هذا من النصيحة ( وهذا لا يعنى أن نسكت على هذه المعايب ولكن ننصحهم سراً لا علانيةً ، وإعطائهم المشورة التى فيها خير المسلمين ) حتى تجتمع الأُمة عليهم وعدم الخروج عليهم بالقول أو الفعل أو بالسيف
كذلك من النصيحة لهم : الدعاء لهم بالهُدى والصلاح والتوفيق والتسديد

والنصيحة لعلماء المسلمين : فالمقصود بالعلماء هنا : العلماء الربانيون الذين ورثوا النبى صلى الله عليه وسلم ديناً وعبادةً وأخلاقاً ،، فمن النصيحة لهم : محبتهم لأن محبتهم تجعل الناس تتأسى بهم ، وبالدعاء لهم ، وبحب إقامتهم لشرع الله عز وجل ، وعدم الهمز واللمز فى أعراضهم ، والذب عن أعراضهم ومساعدتهم فى بيان الحق بنشر كتبهم وخُطبهم

والنصيحة لعامة المسلمين : يندرج تحتها أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ( بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ) ، وإرشادهم لما فيه الخير والصلاح والتُقى لهم فيما يُسعدهم فى دنياهم وأُخراهم .
وعند الكلام عن النصيحة فلابد من الإشارة إلى عدة أمور منها : آداب النصيحة :
ويندرج تحتها إخلاص الناصح لله عز وجل فلا يطلب الأجر على نصيحته إلا من الله عز ول
ايضاً تتضمن إرادة الخير للمنصوح له وإرادة الخير لكل المجتمع
أيضاً من آداب النصيحة أن تكون فى الخفاء فيما بين الناصح والمنصوح له حتى لا تكون ( فضيحة ) كما يُقال : النُصح فى العلن فضيحة ... ومن الأفضل أن نقتدى بالنبى صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول : ما بال أقوم يفعلون كذا أو يقولون كذا .. فكلما كانت النصيحة بين الناصح والمنصوح له فقد أدت ثمارها الإيجابية التى يريدها الناصح
ومن الآداب أيضاً : العلم بالمنصوح فيه والإستشهاد بكتاب الله عز وجل وبسنة النبى صلى الله عليه وسلم
ومن آدابها أيضاً إستخدام الألفاظ الطيبة والقول اللين والرفق ( ما كان الرفق فى شئٍ إلا زانه وما خلا منه شئ إلا شانه ) وقد قال الله عز وجل حين أرسل موسى وهارون إلى فرعون : { فقولا له قولاً ليناً } لماذا ؟ { لعله يتذكر أو يخشى } فالله سبحانه وتعالى يعلم أن فرعون لن يتذكر ولن يخشى ولكن الله عز وجل أراد أن يرسم منهجاً للنصحية بأن تكون بالقول اللين لتؤتى ثمارها ، وكما قال الله عز وجل { ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن }
وفى الحديث عدة فوائد :
1)عِظم أمر النصيحة فى دين الله عز وجل ، نأخذ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة ، فكأنه حصر الدين فى النصيحة كما سبق القول ، فمن المعلوم أن الدين يشمل أركان الإسلام وأركان الإيمان ويشمل واجبات ومستحبات كثيرة ، لكن كوْن النبى صلى الله عليه وسلم حصر الدين فى النصيحة فهذا يدل على عِظم أمرها
2)حرص الصحابة رضوان الله عليهم على التعلم ، لأنهم سألوا وقالوا : لمن يارسول الله ؟ فهذا يُبين حرصهم على التعلم
3)هذا الحديث يبين لنا المفهوم الشامل للنصيحة فيشمل ما يتعلق بالله عز وجل وما يتعلق بكتابه وما يتعلق برسوله صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بالعلاقة بين أئمة المسلمين وعامتهم فلم تقتصر على أمرٍ معين
4)قول النبى صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) معناه أن علينا النصح وليس علينا النتائج ، فالنتائج على الله عز وجل ..

رد مع اقتباس