عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-20-2010, 09:33 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




الدرس الرابع



( وَتَنَزَّهَ عَنْ اَلصَّاحِبَةِ وَالْأَوْلَادِ )
تنزه : تقدس . الصاحبة : الزوجة .
فالله عزوجل تقدس أن يكون له شبيه ومثيل ومكافئ من خلقه
وتنزه عن الصاحبة والاولاد فإن اتخاذ الزوجة يدل على الاحتياج وهذا في المخلوقات نقص والله عزوجل منزه عن ذلك وعن كل حاجة ونقص
فالله عز وجل منزه عن الزوجة والولد ، وذلك لكمال غناه .
فالله سبحانه لا يحتاج إلى الولد وإلى الزوجة ، إنما يحتاجهما المخلوق الضعيف فالمخلوق يحتاج لزوجة تعفه وتعينه وتوفر له حياة أسرية هادئة توفر له مأكله وملبسه وإذا مرض يحتاج أن تعوده وتمرضه وتخفف عنه كما أنه يحتاج للولد وذلك لمساعدته على المعيشة ومعاونته في كبره وخدمته
فابن أدم ضعيف يحتاج لمن يقويه وهو قوى بأولاده وأهله
أما الله الغني القوى القادر الصمد لايحتاج لشئ أو لأحد والكل محتاج إليه سبحانه .
فهوسبحانه لم يلد لأنه ليس له صاحبة فهوغني ومنزه عن ذلك.
ولم يولد لأنه لو كان مولود لكان مسبوق بوالد والله منزه عن ذلك.
قال تعالى : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ) .وقال تعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً) .
وقال تعالى : (قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ) .
وقال تعالى : (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً) .
وقال تعالى : (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) .
والذين وصفوه بأن له ولداً :
النصارى الذين قالوا : إن المسيح ابن الله .
واليهود قالوا : عزير ابن الله .
كما قال تعالى ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ) .وأهل الجاهلية من المشركين الذين قالوا : الملائكة بنات الله .
وقال تعالى ( وجعلوا لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) .
قال تعالى : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً) .
إداً : أي عظيما تشقق السموات والارض من شناعته
وقال صلى الله عليه وسلم(كذبني آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك : أما شتمه إياي قوله إن لي ولداً .. ) .
فائدة :- من ادعى أن لله ولد فقد شتم الله عزوجل وهل هناك مسبة أكبر من جعل ولد لله سبحانه وتعالى فهذا تنقيص والله عز وجل منزه عن النقائص والعيوب
مالفائدة السلوكية التي نستفيدها ؟
· تعظيم الله
· تخليص العبادة لله وحده لأنه وحده المستحق لذلك
· حمده لكماله وكمال صفاته


( وَنَفَذَ حُكْمُهُ فِي جَمِيعِ اَلْعِبَادِ )
أي أن حكمه سبحانه نافذ وواقع في جميع العباد .
قال تعالى : ( إن الحكم إلا لله ) .
فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، أي فلا يرد قضاء الله راد ولا يعقب أي يؤخر حكمه مؤخر ، بل هو الواحد القهار .
فلا بد أن ينفذ حكم الله في وقته .
قال تعالى : (إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) .
وقال تعالى : (لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) .
( بخلاف المخلوق فإنه إذا قضى أمراً فإنه قد يتم وقد لا يتم ، فمن حكم عليه بالغنى استغنى ، ومن حكم عليه بالفقر افتقر ، ومن حكم عليه بالمرض مرض أو الصحة أو الهداية أو الضلال أو الجهل أو العلم نفـذ حكمه في جميع البلاد وفي جميع العباد ) .

(لَا تُمَثِّلُهُ اَلْعُقُولُ بِالتَّفْكِيرِ, وَلَا تَتَوَهَّمُهُ اَلْقُلُوبُ بِالتَّصْوِيرِ) .
التوهم : الظن .
أي أن العقول والقلوب تعجز أن تصل إلى تمثيله .
لقوله تعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) أي مهما فكروا ومهما سألوا لا يحيطون به علماً .
وقال تعالى : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء) .
فالله لكمال عظمته لا يحيط به العباد ، وهم يعلمونه سبحانه .
كما أنه تعالى يرى يوم القيامة ، لكن لا يحاط به سبحانه وتعالى لكمال عظمته ، وهو أكبر من كل شيء .
- فالله أمر بالتفكر في مخلوقاته وآياته لا في ذاته .
قال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) .
وقال تعالى (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) .
فمهما تفكرت في ذات الله لن تصل إلى شئ لأنه أعظم وأكبر من كل ذلك .