عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-15-2008, 04:10 AM
أبو الحارث الشافعي أبو الحارث الشافعي غير متواجد حالياً
.:: عفا الله عنه ::.
 




افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
فاعلم ثبتنا الله وإياك أن شبهة النصارى في الحروف المقطعة هي من جملة الشبهات العقيمة
التي أوردوها لتشكيك المسلمين في كلام الله تعالى ،
وأنى لهم ذلك بعد أن تحدى الله بكلامه أصحاب الكلام وأرباب اللسان ،
اللذين أوتوا من الفصاحة ما لم يؤت إنسان ،
وذلك بقوله تعالى : " أم يقولون تقوَّله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين "
وقوله : " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات
وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين "
وقوله : " أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله
وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين "

ثم تحداهم جل وعلا بكونهم لن يستطيعوا الإتيان بمثل هذا القرءان
حتى ولو اجتمعوا وتعاونوا مع كل الإنس والجن على ذلك ،
وذلك في قوله تعالى : " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان
لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "

ثم بلغ هذا التحدي منتهاه ، وارتقى إلى أعلى درجات الإفحام من غير اشتباه ،
وذلك حينما قال الله سبحانه وتعالى لهم :
" وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله
وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين "

وهذا فيه غاية التبكيت والتعجيز ، عن الإتيان بسورة من مثل هذا الكلام المعجز الوجيز ،
مع ما فيه من إزالة العلل والعوائق ،
بطلب الإتيان بسورة واحدة وإشهاد من شاؤوا من الخلائق ،
ثم قال الله تعالى لهم قولا هيّج به عصبيتهم ، واستفز به جاهليتهم ،
فقال لهم : " ولن تفعلوا" فما كان منهم إلا أن قالوا : " لو نشاء لقلنا مثل هذا " وما قالوا ،
ورجعوا خائبين خاسرين مخذولين ،
بعد أن عجزوا عن الإتيان بسورة من كلام أُنزل بلسانهم العربي المبين ،

ولذا قال الزمخشري عفا الله عنا وعنه في مقدمة تفسيره المُسمّى ب " الكشّاف "
مصورا لهذا التحدي الشديد ، ومبينا لما كان عليه العرب من العجز والخذلان الأكيد :
( أفحم به من طولب بمعارضته من العرب العرباء ، وأبكم به من تحدّى به من مصاقع الخطباء
فلم يتصد للإتيان بما يوازيه أو يدانيه واحد من فصحائهم ،
ولم ينهض لمقدار أقصر سورة منه ناهض من بلغائهم ،
على أنهم كانوا أكثر من حصى البطحاء ، واوفر عددا من رمال الدهناء ،
ولم ينبض منهم عرق العصبية مع اشتهارهم بالإفراط في المضادة والمضارة ،
وإلقائهم الشراشر على المعازة والمعارّة ،
ولقائهم دون المناضلة عن أحسابهم الخطط ، وركوبهم في كل ما يرومونه الشطط ،
إن أتاهم أحد بفخرة أتوه بمفاخر ، وإن رماهم بمأثرة رموه بمآثر ،
وقد جرّد لهم الحجة أولا ، والسيف آخرا ، فلم يعارضوا إلا السيف وحده ،
على أن السيف القاضب مخراق لاعب إن لم تُمض الحجة حده ،
فما أعرضوا عن معارضة الحجة إلا لعلمهم أن البحر قد زخر فطم على الكواكب ،
وأن الشمس قد أشرقت فطمست نور الكواكب ) انتهى

قال الفقير إلى عفو ربه :
ولذا لما أراد مسيلمة الكذاب أن يعارض القرءان بمثله ، أتى بكلام كلام سخيف ركيك مبتذل ،
تنفر أسماع العقلاء من سوء مبانيه ، وتتلوث أذهان البلغاء من سخافة معانيه ،
فما كان إلا أن قوبل كلامه بالتوبيخ ، وألقي به إلى مزابل التاريخ ،
من غير أن يُرد عليه أو يُلتفت إليه ،

فقال مثلا في معارضة أقصر سورة أعجز الله بها العرب :
" إنا أعطيناك الجواهر ، فصل لربك وهاجر ، إن مبغضك رجل فاجر " !!

وقال قبحه الله في معارضة سورة الفيل :
" الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل ، له ذنب وثيل ومشفر طويل ،
وإن ذلك من خلق ربنا لقليل " !!

وقال قبحه الله في معارضة سورة الشمس :
" والشمس وضحاها ، في ضوئها وجلاها ، والليل إذا عداها ، يطلبها ليغشاها ،
فأدركها حتى أتاها ، وأطفأ نورها ومحاها " !!

إلى غير ذلك من الكلام الركيك السخيف ، كقوله قبحه الله :
" والليل الأطخم والذئب الأولم ، والجذع الأزلم ، ما انتهكت أسيد من محرم " !!
وقوله : " واليلل الدامس ، والذئب الهامس ، ما قطعت أسيد رطب ولا يابس " !!
وقوله : " والشاة وألوانها ، وأعجبها السود وألبانها ، والشاة السوداء واللبن الأبيض ،
إنه لعجب محض ، وقد حرم المذق ، فما لكم لا تجتمعون " !
وقوله : " يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقى ما تنقين ، أعلاك فى الماء ، وأسفلك فى الطين ،
لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ،
لنا نصف الأرض ، ولقريش نصفها ، ولكن قريشاً قوماً يعتدون " !!
وقوله : " والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا ، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا،
والحافرات حفرا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما،
لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر،
ريفكم فامنعوه، والمعتر فآوه ، والباغي فناوئوه " !!
وقوله : " ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وأحشا ،
ومن ذكر وأنثى " !!
وقوله : " ألم تر أن الله خلقنا أفواجا ، وجعل النساء لنا أزواجا ، فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ،
ثم نخرجها إخراجا ، فينتجن لنا سخالا إنتاجا " !!


وأنا ما سقت لكم يا رعاكم الله هذه المقدمة إلا للتوجه بسؤال واحد للنصارى ،
الذين يأتون باعتراضات لم يعترض بها العرب أنفسهم على القرءان فأقول :
هل يُعقل أن تعترضوا على كلام الله بأشياء لم يعترض بها أحد من فصحاء العرب ،
مع حرصهم الشديد على الطعن فيه ، وتعرضهم للتحدي للإتيان بسورة من مثل ما جاء فيه
!!!؟

فإذا خرج علينا نصراني فافترى أخطاء إعرابية ، أو مخالافات بلاغيه قلنا له :
أأنت أعلم بتراكيب القرءان ولغته وبلاغته أم العرب في زمن النبوة ؟
فإن قال : أنا أعلم منهم ، فقد أبطل إجماع العقلاء على أنهم أعلم بلسانهم من غيرهم ،
وإن قال : هم أعلم مني ، فقد أبطل كل ما اعترض به على القرءان مما لم يعترض به العرب ،
وأين هؤلاء النصارى الأعاجم اللذين لا يحسنون أصلا الكلام بالعربية
من هؤلاء العرب الأقحاح الذين يُستشهد بشعرهم ونثرهم على قواعد اللغة العربية !!!

وعليه فلو كانت الأحرف المقطعة في أوائل بعض السور من الكلام العاطل
الذي لا فائدة منه ولا معنى له كما يزعم النصارى لما تركها العرب أبدا ،
ولسارعوا إلى استدراكها واستعمالها في معارضة النبي صلى الله عليه وسلم ،
فلما لم يستدركوها دل هذا على أنهم لم يستنكروها ولم يستغربوها ،
لاسيما أنها قد وردت في أشعارهم ، واستعملوها في كلامهم ولسانهم ،
كما قال الوليد بن عقبة :
قلنا لها قفي لنا قالت قاف لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف
يعني بقوله ( قالت قاف ) : قالت وقفتُ ، فرمز للكلمة بحرف ،

وكذا قال القيم بن أوس :
بالخير خيرات وإن شرا فا وما أريد الشر إلا أن تا

يعني بقوله ( فا ) : فشرا ، ويعني بقوله ( تا ) : تشاء ،

والأولى بهؤلاء النصارى قبل أن يطعنوا في القرءان الذي أثنى على بلاغته أئمة البيان وأصحاب اللسان أن ينظروا في الكلمات المبهمة التي حيرت علمائهم في كتابهم المحرف ،
فلئن كانت هذه الحروف المقطعة التي لم يستنكرها العرب كُررت في تسعة وعشرين موضعا من القرءان ، فأخبرونا عن معنى كلمة " سلاه " التي تكررت في كتابكم المحرف أربع وسبعين مرة واحتار علماؤكم في معناها ، حتى بلغ الأمر بقاموس الكتاب المقدس أن قال فيها :
(( يظن البعض أن الكلمة تعني تقوية اللحن وتوقيعه بشدة ،
وفي هذا المعنى يتوقف المرنمون لتسمع الآلة الموسيقية وحدها.
ويظن آخرون أن معناها وقفة موسيقية، فتتوقف الآلات الموسيقية ويصمت المرنمون.
ويقول يعقوب الذي من الرها أنها تشبه آمين التي يرددها المرنمون المسيحيون بعد سماع البركة،
فكأن سلاه تعني: " أعط بركتك ".
ولكن المعنى الأساسي المقصود من هذه الكلمة غير معروف )) ... إنتهى .

وتقول الموسوعة الكاثوليكية : ( المعنى لهذه الكلمة والغرض منها يبقى سؤالاً جدلياً ) .



ولسائل أن يسأل فيقول : فما الحكمة من إيراد تلك الحروف المقطعة في القرءان ؟
فالجواب فيما قاله ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " ( 1/160 )
في سياق عرضه لأقوال العلماء في الحكمة من إيراد هذه الحروف في أوائل السور ،
قال رحمه الله :
( المقام الآخر في الحكمة التي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور، ما هي؟
مع قطع النظر عن معانيها في أنفسها.
فقال بعضهم : إنما ذكرت لنعرف بها أوائل السور ، حكاه ابن جرير، وهذا ضعيف ؛
لأن الفصل حاصل بدونها فيما لم تذكر فيه، وفيما ذكرت فيه بالبسملة تلاوة وكتابة.
وقال آخرون : بل ابتدئ بها لتُفْتَحَ لاستماعها أسماعُ المشركين -إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن -حتى إذا استمعوا له تُلي عليهم المؤلَّف منه ، حكاه ابن جرير أيضًا، وهو ضعيف أيضًا ؛
لأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور لا يكون في بعضها، بل غالبها ليس كذلك ،
ولو كان كذلك أيضًا لانبغى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم ،
سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك .
ثم إن هذه السورة والتي تليها ، أعني البقرة وآل عمران ، مدنيتان ليستا خطابًا للمشركين،
فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه.
وقال آخرون : بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله،
هذا مع أنه تركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته،
وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة،

ولهذا يقول تعالى: { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ }
{ الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ }
{ المص * كِتَابٌ أُنزلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ }
{ الر كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ }
{ الم * تَنزيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
{ حم * تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
{ حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر، والله أعلم. )
انتهى كلامه رحمه الله

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
( مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفًا،
وهي: ا ل م ص ر ك ي ع ط س ح ق ن، يجمعها قولك : نص حكيم قاطع له سر.
وهي نصف الحروف عددًا، والمذكور منها أشرف من المتروك،
وبيان ذلك من صناعة التصريف.)

قال الزركشي في " البرهان في علوم القرءان " ( 1/167 ) :
( قال القاضى أبو بكر: إنما جاءت على نصف حروف المعجم كأنه قيل :
من زعم أن القرآن ليس بآية فليأخذ الشطر الباقي ويركب عليه لفظا معارضة للقرآن
وقد علم ذلك بعض أرباب الحقائق )


وأما فيما يتعلق بقوله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم : " والرجز فاهجر "
فالمعنى واضح جدا ولا إشكال فيه ، بينه ابن كثير رحمه الله تعالى بقوله :

(وقوله: { وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس:
{ وَالرُّجْزَ } وهو الأصنام، فاهجر.
وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة، والزهري، وابن زيد: إنها الأوثان.
وقال إبراهيم، والضحاك: { وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } أي: اترك المعصية.
وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك،
كقوله: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } [ الأحزاب: 1]
{ وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }
[الأعراف: 142] .) انتهى كلامه رحمه الله

قال الفقير إلى عفو ربه :
ولا ينتهي عجبي من هؤلاء اللذين يرمون الأنبياء في كتابهم المحرف بالشركيات والمنكرات ،
كزنا المحارم وشرب الخمر والمسكرات ، يشككون في عصمة نبينا صلى الله عليه وسلم بهذه الآية بعدما وقعوا في إخوانه من الأنبياء واتهموهم زورا وبهتانا بأقبح المعاصي وأشنع الزلات !!!

فهم الذين اتهموا نوحا عليه السلام بشرب الخمر حتى ثمل وتجرد عاريا من ملابسه أمام أبنائه
كما في سفر التكوين (9/ 23-24)
(فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً.
فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ،
وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ.
وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ...)!!!

وهم الذين اتهموا سليمان عليه السلام بعبادة غير الله
كما في سفر ملوك اول ( 11/9-10 )
(فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ ضَلَّ عَنْهُ، مَعَ أَنَّهُ تَجَلَّى لَهُ مَرَّتَيْنِ،
وَنَهَاهُ عَنِ الْغَوَايَةِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يُطِعْ وَصِيَّتَهُ) !!!

وهم الذين اتهموا هارون عليه السلام بأنه هو الذي صنع العجل الذهبي ليعبده بنو إسرائيل :
كما في سفر الخروج (32/4-5 )
(.فَأَخَذَهَا مِنْهُمْ وَصَهَرَهَا وَصَاغَ عِجْلاً. عِنْدَئِذٍ قَالُوا:
«هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ».
وَعِنْدَمَا شَاهَدَ هَرُونُ ذَلِكَ شَيَّدَ مَذْبَحاً أَمَامَ الْعِجْلِ وَأَعْلَنَ: «غَداً هُوَ عِيدٌ لِلرَّبِّ») !!!



وهم الذين اتهموا لوطا عليه السلام بارتكابه زنا المحارم مع ابنتيه :
كما في سفر التكوين (19/36) :
(وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا) !!!

وهم الذين اتهموا داود عليه السلام بالزنا :
كما في صموئيل ( 11/4-5 ) :
(فَبَعَثَ دَاوُدُ يَسْتَدْعِيهَا. فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ وَضَاجَعَهَا إِذْ كَانَتْ قَدْ تَطَهَّرَتْ مِنْ طَمْثِهَا،
ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. َحَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَأَرْسَلَتْ تُبَلِّغُ دَاوُدَ بِذَلِكَ )

وهذا زنا محارم بالإكراه كما في (صموئيل الثاني 13/14) :
(وَمَا إِنْ قَدَّمَتْهُ لَهُ حَتَّى أَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا:
«تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي فَأَبَى أَنْ يَسْتَمِعَ لِتَوَسُّلاَتِهَا، بَلْ تَغَلَّبَ عَلَيْهَا وَاغْتَصَبَهَا)

وهذا اغتصاب علني أمام بني اسرائيل كما في صموئيل الثاني ( 16/22 ) :
(فَنَصَبُوا لأَبْشَالُومَ الْخَيْمَةَ عَلَى السَّطْحِ،
وَدَخَلَ لِمُضَاجَعَةِ مَحْظِيَّاتِ أَبِيهِ عَلَى مَرْأَى جَمِيعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ )
فهذه القبائح والمنكرات لو وقع فيها قسيس من قساوستهم لذموه وهجروه ،
وربما رجموه وقتلوه ، ثم بعد هذا جميعا يقول كتابهم المحرف في تناقض عجيب لا يخفى إلا على من ختم الله على قوبهم فهم لا يعقلون كما في سفر التثنية ( 23/2 ) :
(لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى وَلاَ أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ ) !!!


ثم إن هؤلاء لم يكتفوا بتشويه صورة الأنبياء واتباعهم ، بل وقعوا في ربهم ومعبودهم ،
فصوروه على أقبح الصور وأشنعها قبحهم الله ،

فإله النصارى خروف !! :
(( وهؤلاء يُحَارِبُونَ الخروف ، وَلَكِنَّ الخروف يَهْزِمُهُمْ ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ))
( رؤيا يوحنا اللاهوتى : إصحاح 17 : 14 ) .

وإله النصارى يُزمجر ويزأر !! :
(( الرب من العلا يزمجر، ومن مسكن قدسه يطلق صوته،
يزأر زئيراً على مسكنه بهتاف كالدائين،
يصرخ ضد كل سكان الأرض يبلغ الضجيج أطراف الأرض ))
( أرميا 25 : 31 ) .

وإله النصارى استيقظ من النوم !! :
(( فاستيقظ الرب كنائم جبار مُعَيّط من الخمر فضرب أعداءه إلى الوراء ))
( مزامير 78 : 65 ) .

وإله النصارى أسد ولبؤة ودبة ونمر !! :
(( فأكون لهم كأسد، أرصد الطريق كنمر، أصدمهم كدبة وأكلهم هناك كلبؤة ))
( يوشع 13 : 7-8 ) .

وإله النصارى من فصيلة الحشرات !! :
(( يقول الرب : أنا لأفرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس ))
( يوشع 5 : 12 )

وإله النصارى له رأس وشعر !! :
(( لباسه أبيض كالثلج ، وشعر رأسه كالصوف النقي ، وعرشه لهيب نار ))
( خروج 32 : 33 ).

وإله النصارى يلعب مصارعة مع يعقوب ولكن يعقوب يغلبه ،
فيقول له الرب اتركنى فيرفض يعقوب ويقول : لا أتركك حتى تباركنى !!:
(( وبقيَ يعقوبُ وحدَهُ، فصارَعَهُ رَجلٌ حتى طُلوعِ الفَجرِ.
ولمَّا رأَى أنَّه لا يقوى على يعقوبَ في هذا الصِّراعِ، ضرَبَ حُقَ وِرْكِه فاَنخلَعَ.
وقالَ لِيعقوبَ: طَلَعَ الفجرُ فاَترُكْني! فقالَ يعقوبُ: لا أتْرُكُكَ حتى تُبارِكَني
فقالَ الرَّجلُ: ما اَسمُكَ؟ قالَ: اَسمي يعقوبُ ))
( تكوين 32 : 25 – 28 ) .

وإله النصارى مصاب بالحمى !! :
((وعند رجليه خرجت الحمى ))
( حبقوق : 3: 5 ) .

وإله النصارى يختفى وقت الضيق !! :
(( يا رب لماذا تقف بعيداً ، لماذا تختفي في أزمنة الضيق ))
( مزامير 10 : 1 )

وإله النصارى يتعب من خلق السماوات !! :
(( فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله ))
( تكوين 2 : 2 ) .

وإله النصارى يندم !! :
(( لأني ندمت على الشر الذي صنعت بكم ))
( أرميا 42 : 11 ) .

وإله النصارى يُجامع سارة زوجة إبراهيم لتحبل وتلد إسحاق !!:
(( وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم .
فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً فى شيخوخته . فى الوقت الذى تكلم الله عنه . ))
( سفر التكوين 21 : 1-2 ) .

وإله النصارى يُصفّر !! :
(( فيرفع راية للأمم من بعيد ويصفر لهم من أقصى الأرض فإذا هم بالعجلة يأتون سريعا ))
( إشعياء 5 : 26 ) .

وإله النصارى يُصفّر للذباب والنحل !! :
(( ويكون فى ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذى فى أقصى ترع مصر
وللنحل الذى فى أرض آشور ))
( إشعياء 7 : 18 ) .

وإله النصارى حلاق !! :
(( فى ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة فى عبر النهر
بملك أشور الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية أيضاً ))
( إشعياء 7 : 20 ) .

وإله النصارى مريض!! :
(( فمن يُشفق عليك يا أورشليم ومن يُعزّيك ومن يميل ليسأل عن سلامتك أنت تركتينى يقول الرب . إلى الوراء سرت فأمد يدى عليكى وأُهلكك . مللت من الندامة ))
( إرميا 15 : 5-6 ) .

وإله النصارى يركب ملاكاً ويطير به !! :
(( فى ضيقى دعوت الرب وإلى إلهى صرخت فسمع من هيكله صوتى وصراخى داخل أُذنيه ،
فارتجت الأرض وارتعشت . أُسُسُ السماوات ارتعدت وارتجت لأنه غضب .
صعد دخان من أنفه ونار من فمه أكلت . جمر اشتعلت منه .
طأطأ السماوات ونزل ضباب تحت رجليه .
ركب على كروب وطار ورُئي على أجنحة الريح ))
( صموئيل الثانى 22 : 7- 11 ) .
والكروب هو الملاك ، كما جاء فى قاموس الكتاب المقدس

وهذا غيض من فيض ، وقليل من كثير ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ،
فالحمد لله الذي عافانا وأنعم علينا بنعمة الإسلام ، ففضلنا بذلك على كثير من الأنام ،
ونساله سبحانه أن يثبتنا وإياكم على صراط الذين أنعم عليهم من الأنبياء والصالحين ،
غير المغضوب عليهم ولا الضالين ،
آمين آمين يا رب العالمين
والله الموفق لما يحب ويرضى سبحانه .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث الشافعي ; 09-05-2008 الساعة 09:01 PM