عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 01-07-2009, 09:51 PM
بنت كثير بنت كثير غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الأثري مشاهدة المشاركة
عن نفسى ،، فأقربهم إلى قلبى ،، ماقاله حسان ابن ثابت ،، فى مدح رسولنا صلوات الله وسلامه عليه ،، حين قال :

وأحسن منك لم تر قط عينى *** وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب *** كأنك قد خلقت كما تشاء


.

الاخ الفاضل هل تسمح لى بنقل هذه الفتوى هنا للتعليق على مشاركتكم
************************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل
عبدالرحمن السحيم بارك الله فيك و رزقك طول العمر على طاعته .

السؤال : وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء، خلقت مبرأ من كل عيب، كأنك قد خلقت كما تشاء، هذا منسوب إلى /حسان بن ثابت رضي الله -تعالى- عنه .

فرأيت أن فيه غلوا و إطراءا للنبي صلى الله عليه و سلم لا سيما و أنا أقصد نصف البيت الأخير ( كأنك قد خلقت كما تشاء ) فتحدثت مع بعض الإخوة و تلخيص ما اتفقوا عليه :

أن هذا أسلوب بلاغي للمبالغة أي لأن الأصل أن يختار لنفسه أفضل الأشياء وأكملها و لو اختار أن يخلق كما يشاء لما كان أجمل وأحسن مما هو عليه .

فما جوابكم بارك الله فيكم

و قد طلبت سند هذا إلى حسان بن ثابت و لكن لم أقف على سند له فـــلو تكرم شيخنا بسند هذا الشعر إلى حسان بن ثابت فأكن شاكرا له و فى هذا أو غير هذا فإني شاكرا لك وشكر الله لكم و اعانكم على طاعته و جزاك الله الله عنا خير الجزاء .


الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا . وبارك الله فيك وفي عمرك .

أنكر شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله صِحّة نسبة البيت إلى حسّان بن ثابت رضي الله عنه .

والبيت لا يخلو من مَلْحَظ ، وهو أن كل إنسان له طبيعة لا يَنْفَكّ عنها . فطبائع النفوس البشرية لم يَنْفَكّ عنها الأنبياء ، ولذلك شَبَّه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بإبراهيم وبعيسى عليهما السلام ، وشَبَّه عُمر رضي الله عنه بِنوح وبِموسى عليهما السلام . كما في المسند .

فطبائع النفوس لا يُمكن الانفكاك عنها . ولذلك فإن الأنبياء يذكرون يوم القيامة ما كان منهم ، إما مع أُممهم ، وإما ما كان في حق أنفسهم .

وقد شارط نبينا صلى الله عليه وسلم ربّه تبارك وتعالى بأنه بَشَر – لا ينفكّ عن الطبيعة البشرية – وأن ما صَدَر منه في حال غضبه من سبّ أن يَجَعله ربه تبارك وتعالى أجْرا لِمن صَدَر ذلك في حقه .

فقد روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

وفي صحيح مسلم من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ - لا أَدْرِي مَا هُوَ - فَأَغْضَبَاهُ ، فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا ، فَلَمَّا خَرَجَا قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ .

قَالَ : وَمَا ذَاكِ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا . قَالَ : أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي ؟ قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا .

والشاهد من ذلك كله أنه ليس هناك إنسان خُلِق كما يشاء ، ولا أن هناك من ينفكّ عن طبيعته البشرية . والله أعلم .


وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس