[أبو مصعب السلفي]

 

الحمد لله الموفق إلى ما يحب ويرضى, والصلاة والسلام على من اتّبعناه فسوف نجد ما به نرضى, وبعد,

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي حتى تزلع قدماه, يعني تشقق قدماه . [أخرجه النسائي رقم: 1645]
قال ابن بطّال: وفي هذا الحديث أخذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة, وإن أضر ذلك ببدنه لأنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك مع علمه بما سبق له, فكيف بمن لم يعلم بذلك فضلًا عمن لم يأمن أنه استحق النار . [فتح الباري 3/20] اهـ من كـ "كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون" لمحمد بن سعود العريفي. طـ دار عالم الفوائد .

وقوله "مع علمه بما سبق له" أي: مع علمه بما سبق له من معرفته بأنه غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. فكيف بنا نحن المساكين ونحن لا ندري أغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر!, فضلًا عن أننا مهددين بالإستحقاق بالنار !
فنحن لا ندري إلى أي الدارين نسير.. لذا كنّا الأولى بهذا الفعل بأن نشد على أنفسنا في العبادة خاصة في هذه الأيام المباركات كي يُغفر لنا ونُعتق من النيران .

فاستعينوا بالله ولا تعجزوا ولا تفتروا.. واعلموا أن الأمر ماهو إلا "أيّامًا معدودات" سريعاً ما تنقضي , وتبقى بعده آهات المتوجعين المتحسرين النادمين !

وفقني الله وإياكم للخير
والحمد لله رب العالمين
..