الموضوع: عالمية الرسالة
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-26-2015, 10:47 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا. (1) سورة النساء

افتتح تعالى هذه السورة بالأمر إلى الناس كافة بتقواه، والحث على عبادته، والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك.

خطاب إلى الإنسانية الحائرة المتخبطة في المعاصي والأثام ..ولم ينظروا إلى حقيقة الوجود وسر وجودهم على الأرض بهذه الكيفية ..ولم ينظروا إلى نعم الله تعالى عليهم..

وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه لأنه ﴿ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي من جملتها خلقكم ﴿ مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ ليناسبها، فيسكن إليها، وتتم بذلك النعمة في بناء الأسر على التراحم والمودة بين أفراد العائلة التي خلقهم الله بعضهم من بعض..

وكذلك من الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به وتعظيمكم، حتى إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم، توسلتم بـها بالسؤال بالله.
فيقول من يريد ذلك لغيره: أسألك بالله أن تفعل الأمر الفلاني؛ لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد من سأله بالله، فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه.

وكذلك الإخبار بأنه رقيب، أي: مطلع على العباد في حال حركاتـهم وسكونـهم، وسرهم وعلنهم، وجميع أحوالهم، مراقبا لهم فيها مما يوجب مراقبته، وشدة الحياء منه، بلزوم تقواه.

وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة ( أدم عليه السلام )، وانتشارهم في ربوع الأرض , مع رجوعهم إلى أصل واحد - ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض..ليشيع الحب بينهم لأنهم عائلة واحدة,
وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به.

وفي قوله: ﴿ وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ تنبيه على مراعاة حق الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة.
وبذلك تعم المودة والرحمة بين الأزواج..

سبحان الخالق العظيم

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
رد مع اقتباس