عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-27-2009, 10:01 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ العقيدة 8 للفرقة 3 و 4

 



لسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .


تفريغ العقيدة 8 للفرقة 3و4 بفضل الله .

إلى الدقيقة 34:15:8
....

أما المُعلَّق فهو في قول الله تعالى {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ }الرعد39
فهذا المثبت أو المطلق أو المُبرم هذا في اللوح المحفوظ عند الله تبارك وتعالى . وأما الذي تغيرويتبدل هذا في صحف الملائكة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : والأجل أجَلان : أجل مطلق يعلمه الله . وأجل مقيد . وبهذا يتبين معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه " .

.. يتابع شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا . وقال ( يقصد الله تبارك وتعالى ) إن وصل رحمه زدته كذا وكذا ( أي من العمر) . والملك لا يعلم أيزداد أم لا .
لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر . وهو المثبت في اللوح المحفوظ .
الله تبارك وتعالى قدر له عمرا في صحف الملائكة . وأخبر الملك إن وصل رحمه فزد له في عمره كذا وكذا . والله تبارك وتعالى يعلم أنه سيصل رحمه أو لا وكتب هذا في اللوح المحفوظ ،أنه مقدر له كذا من العمر . فوصل رحمه . فزاد من العمر كذا .
قال : لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر . فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر .

وفي موضع آخر من الفتاوى يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ، عندما سئل عن الرزق ، هل يزيد وينقص ؟ ..
فقال : الرزق نوعان : أحدهما علمه الله تبارك وتعالى (ليس هذا معناه أن الآخر لا يعلمه ) .
والثاني ما كتبه وأعلم به الملائكة . فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب ( الذي هو الثاني .
أما الأول ، الذي في اللوح المحفوظ فلا يتغير ) .

فيقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : كأن يُقال للملَك مثلا إن عمر فلان مائة عام . إن وصل رحمه وستون إن قطعها . وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع . فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر . والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص . وإليه الإشارة بقوله :
{يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39
قال : فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملك . وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله .
فلا محو في البتة .

وشيخ الإسلام ابن تيمية يقول :
الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه . فإن كان قد تقدم بأن يرزق العبد بسعيه واكتسابه ، ألهمه السعي والاكتساب . وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب ( سنبين المعنى إن شاء الله ) . وما قدره له بغير اكتساب ،كموت مُوَرِّثه يأتيه بغير اكتساب .

شيخ الإسلام ابن تيمية يقول أن الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه . هذا واضح . فإن كان قد تقدم أن يرزق الله العبد بسعيه واكتسابه ، سعيه مثلا ، كما ذكرنا في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فليصل رحمه . فيزاد له في رزقه باكتسابه هذا .
ألهمه السعي والاكتساب ، يعني أن الله عز وجل إن يعلم أنه سيفعل ذلك وسيحصل منه هذا الاكتساب ألهمه الله عز وجل إلى هذا السعي وهذا الاكتساب . {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى }الليل5
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }الليل7 هذا هو المراد .
وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب . وما قدره له بغير الاكتساب لا دخل له فيه .. الأمور التي هو مجبر عليها ، كأن يكون له أنف واحدة . أو موت مورثه ... هذا كسب يأتيه.
لكن بدون اكتساب وسعي منه . هذا مفاد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ .

كانت هذه هي النقطة الأولى حول هذه المسألة . هل من إشكال ؟ ..

ج/ هذا إجماع من أهل العلم ـ رحمهم الله ـ من أهل السنة والجماعة . وهم عندما استشكل الناس ، كيف يمحو الله ما يشاء ويثبت ، والأصل أن علم الله عز وجل الذي كُتب .. فالله تعالى خلق القلم وكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة . فكيف يحصل فيه محو وإثبات مع الآية ؟ . فبين العلماء ـ رحمهم الله ـ أن المقصود بالمحو والإثبات بدلالة الأحاديث الأخرى بأن هذا يُكتب .. مثلا حادثة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا . هذا الأصل أنه مكتوب عندهم أنه من أهل الضلالة . فمُحي من عندهم لأنه يُكتب من أهل الضلالة إلى أهل السعادة .
طبعا ، اللوح المحفوظ كُتب فيه كل شيء مقدر . كتب فيه ما سيُكتب في صحف الملائكة وما مُحي منها وما جاء في الأخير .


ننتقل إذن إلى النقطة التالية وهي الكلام على أن الله تبارك وتعالى يجعل رجلا من الناس من المحسنين . ويكون هذا الرجل مزدادا في الحسنات بإعانة الله تبارك وتعالى له . والآخر يبقى على كسبه وعلى ما يختاره هو ، هل يكون في هذا ظلم لهذا العبد ؟ ..
هذا فحوى عبارات قد تتردد على بعض الأذهان ومن ضمن الإشكالات التي تتردد على أذهان الناس .
الأصل : عندنا قول الله تبارك وتعالى :
{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ }البقرة272
فالناس كلهم يُعاملون بمعاملة العدل على حسب كسبهم واجتهادهم . ( طبعا نقصد بالكسب غير ما يقوله الأشاعرة . وسنتكلم عن معنى الكسب عندهم . وسنبين أنهم اختلفوا فيما بينهم في تعريف الكسب ) .
لكن بمقتضى قول الله تعالى :
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3
لكن الله تبارك وتعالى قد يتفضل على بعض عباده فضلا منه . فيصلحه ويهديه إلى طريق الصواب وهذا ليس ظلما للآخر . بل هذا فضل من الله عز وجل يمتنُّ به على من يشاء من عباده .فلذلك مقتضى قول الله تعالى :
{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } .

وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ " الله تعالى غني عن العباد . إنما أمرهم بما ينفعهم . ونهاهم عما يضرهم " يقول شيخ الإسلام " فهو محسن إلى عباده بالأمر لهم .
محسن لهم بإعانتهم على الطاعة " .. يقصد حينما أرادوا الطاعة أعانهم عليها .
يقول ـ رحمه الله ـ " لو قُدِّر أن عالما صالحا أمر الناس بما ينفعهم ، ثم أعان بعض الناس على فعل ما أمرهم به ولم يعن آخرين ، لكان محسنا إلى هؤلاء إحسانا تاما ولم يكن ظالما لمن لم يحسن إليه " .

فهذا واضح في المثال الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ

يقول "وإذا قُدِّر أنه عاقب المذنب العقوبة التي يقتضيها عدله وحكمته ، لكان أيضا محمودا على هذا وهذا " .
ثم يقول " وأين هذا من حكمة أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ؟ . فأمره لهم إرشاد وتعليم وتعريف بالخير . فإن أعانهم على فعل المأمور كان قد أم النعمة على المأمور . وهو مشكور على هذا وهذا . وإن لم يعنه حتى فعل الذنب ، كان له في ذلك حكمة أخرى " .
المقصد أن الله تبارك وتعالى يقول للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ { إن عليك إلا البلاغ } .
وهذا هو ما أنت مأمور به . أن تبلِّغ الناس وترشدهم . لا أن تأخذهم معك إلى الصلاة مثلا وأنت ذاهب إلى المسجد . ثم تراقبهم هل صلوا أم لا . وتنظر إلى افعالهم وتتابعهم . هذا إحسان منك إلى هؤلاء الأشخاص . لكن هل هذا واجب عليك ؟ .
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }الشعراء3
فالشاهد أن الله تبارك وتعالى لما بين شريعته وأعلم الناس بالخير وحذرهم من الشر ، فهذا ليس منتهى العدل . ثم لما تفضل على بعض الأشخاص وأعانهم على الطاعة هذا فضل منه يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . النقطة واضحة .

نختم بكلام ابن قتيبة في هذه المسألة يقول :
وعدل القول في القدر ( القول الواضح البيِّت الوسط ) أن تعلم أن الله عدل . لا يجور كيف خلق وكيف قدر وكيف أعطى وكيف منع . (يعني أنه لا يجور في خلقه ولا يجور في تقديره ولا يجور في إعطائه ولا يجور في منعه ) . وأنه لا يخرج من قدرته شيء . ولا يكون في ملكوته من السماوات والأرض إلا ما أراد . وأنه لا دين لأحد عليه . ( لا أحد يلزم الله تعالى بشيء ) ولا حق لأحد قبله .

ثم قال :
فإن أعطى فبفضل . وإن منع فبعدل .
وهذا هو الشاهد .

من بعض الإشكالات التي يوردها الناس في هذا الباب وهي : الآن نعلم أن الأجنة في بطن الأمهات ، يعلم هل هي ذكر أو أنثى . وكيف هذا والله يقول {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}
وفي حديث عبد الله ابن مسعود : أذكر أم أنثى .
فهل هذا فيه مخالفة مع هذا الحديث ومع الآية ؟ .. هذا سنبينه في نقاط .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته