عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-03-2009, 05:26 PM
راجية عفو العفو راجية عفو العفو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

الجزء الثاني من المحاضرة 8 :

المحاضرة الثامنة عقيدة للفرقة 3,4


2/3/2009


من اول الدقيقة 33 و حتى الساعة 7: 1


ثم قال فإن أعطى فبفضل و إن منع فبعدل .


من الاشكالات التي يوردونها في هذا الباب وهى , الآن نستطيع معرفة نوع الجنين ذكر ام انثى فكيف هذا و الله يقول "و يعلم ما في الارحام " ؟ , وفي حديث عبد الله بن مسعود : " أذكر أم أنثى " , هل هذا فيه مخالفة مع هذا الحديث أو الآية ؟


هذا سنبينه في نقاط :


النقطة الأولى :


وهي أن اختصاص علم الله تعالى لا يقتصرفقط على مسألة الذكورية و الأنوثة بالنسبة لما في الأرحام , هذه بداية لكن يزيد عليه أن الله تبارك و تعالى - كما في حديث ابن مسعود – أنه في حال النطفة يأمر الله تعالى الملك بكتابة ذكر أم أنثى شقي أم سعيد , هل في هذه اللحظة الطب الحديث أو القديم يعرف ذكر أم أنثى ؟


وعموم قول الله تعالى : " يعلم ما في الأرحام ليس فيه تحديد أنه يعلم ذكر أم أنثى , التحديد في كونه ذكر أم أنثى مع بداية التخليق .


النقطة الثانية :


ذكرناها في ثنايا الكلام وهي أن معرفة ذكر أم انثى لا يكون إلا بعد التخليق , وقبل ذلك لا يستطيع العلم الحديث ولا القديم ولا غير ذلك معرفة النوع .


و نفخ الروح يكون بعد أربعة أشهر , وعندئذ يؤمر الملك بكتب ذلك والعلم الحديث لا يستطيع عند أربعة أشهر معرفة ذلك .

وكذلك أذكر كلام الحافظ بن كثير في تفسير آية " ويعلم ما في الأرحام " : كذلك لا يعلم مما يريد أن يخلقه تعالى سواهولكن إذاأمر بكونه ذكر أو أنثى شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه .
النقطة الأخرى التي أشار إليها أخونا جزاه الله خيرا ، هى مسألة الإحتمالية فقد يقولون ذكر وتكون أنثى وقد يقولون أنثى وتكون ذكر وهذا مشاهد .

بعض المباحث ستأتي معنا وهى بعض المخالفات في كلام بعض الناس و التي تتعلق بباب القدر ثم بعد ذلك نذكر الفرق التي تكلمت على ذلك .

من أقوال بعض الناس مثلا : أعطي الحلق للي بلا ودان.
طبعا هذه من الأقوال المخالفة التي بقليل من الفهم لدين الله عز وجل يعلم الانسان كذب هذه العبارات .

هذ الباب باب واسع جدا ، من أفضل المؤلفات في المخالفات عموما في الأقوال كتاب الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد اسمه " المناهي اللفظية " هو مجلد كبير ، طبعا مخالفات في باب القدر وغيره .
كنت حاولت جمع بعض الأقوال لكن يبدو أني ما جئت بها لكن سنهمد لهذا الباب تمهيدا وهو :
أنك لابد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شئ والذي علمه الله تبارك وتعالى أمر الملائكة فكتبته في صحفها على ما ذكرناه أنه يمحى ويثبت أما الذي لا يتغير و لا يتبدل فهو الذي في اللوح المحفوظ , لما خلق الله القلم قال له اكتب فهو كائن إلى يوم القيامة .
ثم بعد ذلك ذكرنا المرتبة الثالثة وهى المشيئة ( العلم - الكتابة ثم المشيئة ، هذا على الترتيب) ثم هذه المشيئة أن الله تبارك وتعالى خلق لعباده مشيئة أى إرادة والله تبارك وتعالى بعد أن أرشد الناس قال : " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "فأراد العبد أن يذهب إلى طريق الشر " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره للحسنى وأما من بخل واستغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " ، إذن فيسره الله عز وجل لهذا .
طيب إنسان عزم على فعل الشر والله تبارك وتعالى جعله على الخير ، هذا بفضل من الله عز وجل لكن العدل أنه أراد الشر فيسر له الشر .
وخلق الله عز وجل العبد وخلق فعله كما سبق الحديث عنه ، ولا نقول أن الله تبارك وتعالى خلق العبد وحين إرادته للفعل خلق الفعل ، بمعنى أن الإنسان ليس هو الفاعل في الحقيقة بل أن الله تبارك وتعالى هو الذي فعل هذا الأمر ، قلنا هذا الكلام باطل غير صحيح لكن الذي نعتقده أن الإنسان هو الفاعل في الحقيقة لفعله أما المفعول أو الناتج الذي خرج هذا خلقه الله تبارك وتعالى .
ومثلنا بأمثلة ، قلنا النار هى التي تحرق والله تبارك وتعالى خلق فيها خاصية الإحراق فعندما يقترب منها ورق مثلا فاعتقادنا أن النار تحرق الورق لأن خاصية النار أنها تحرق بإذن الله تبارك وتعالى والله عز وجل هو الذي خلق الإحراق لكن من الذي أحرق ؟ النار لا تقل الله تبارك وتعالى .
لذلك الله تبارك وتعالى لما وضع المشركون إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " لو كان الله تبارك وتعالى هو الذي يخلق الإحراق لما قال شيئا لأن على قولهم ( على قول بعض الأشاعرة ) أن الله تبارك وتعالى هو الذي يحرق لكن الله تبارك وتعالى أمرها ألا تقم بفعلها لكنها الأصل أن أى شئ يوضع فيها أنها تحرقه إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى وشاء الله في هذا الوقت ألا يحترق إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام .
إذن ما ندَََّ عن هذا الفهم من الأقوال والأفعال فهو مخالف ومنافي للإيمان بالقضاء والقدر ، وأنت قيس على ذلك في الأقوال والأفعال التي يفعلها الناس بدون تعسف أو تعنت .
مسألة إذا كان القول محتمِلا فالأولى عدم إطلاقه لكن لابد أن نحمل الناس على نواياهم لكن لابد أن نعلمهم أن الأولى أن تقول كذا وكذا .
لو قلت لأحد ممن يقول العبارة التي ذكرناها أن الله تبارك وتعالى يظلم يقول لك لا ،لكن لازم قوله أن الله تبارك وتعالى يظلم فالنية هنا لا تُغني لأن هذه العبارة لا تحتمل إلا شيئا واحدا فلابد أن تنزه عنها الألسن .
وقد يهوي الإنسان في النار بلفظة سبعين خريفا كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
يبقى عندنا الفرق التي ضلت في هذا الباب ولن نتكلم عن الفرق كلها وإنما سنقسم إلى قسمين معروفين : قدرية وجبرية ، ونذكر بعض الطوائف التي شاركت القدرية وبعض الطوائف التي شاركت الجبرية .
ثم بعد ذلك نناقش أدلة هذه الفرق وتكون هذه النهاية تعتبر مراجعة لما سبق والأصل أننا ناقشنا هذه الأقوال في خلال كلامنا.
إن شاء الله نكمل بعد الصلاة ،هل من أسئلة حول ما سبق ؟

ج: الابن المشرك يعني مات قبل بلوغه ؟ نعم العلماء اختلفوا فيه وقلنا أن الصواب إن شاء الله أنه في الجنة لأن الأصل أنه على الفطرة ،


ثم بعد ذلك بدأ التمييز و نقول إن الكافر إذا كان وهو على كفره ثم بينت له رسالات الله فأسلم فله اجر عظيم .


ج : إنما الأعمال بالخواتيم , هذا ليس ظلما .


ج : الله عز وجل ما خلقه كافرا , هذا من منطلق الحديث الذي أنا ذكرته الآن


هو الأخ يريد أن يوضح " فمنكم كافر " .

نحن نبين ان الله أصلا ما خلقه كافرا هو خلقه مسلما " إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين " هذا في حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم و غيره .

إذن الأصل فيهم الإسلام ، هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة " نحن نصدق النبي أكثر من أى أحد .

في حديث / حميد بن عبد الرحمن الحميري يحيى بن يعمر قال أن أول من قال بالقدر في البصرة / معبد الجهيني ، وفي الحقيقة إن معبد الجهني أخذ وتلقف هذه المقالة من رجل نصراني يسمى سوسن ، والعلم عند الله تعالى لكن الذي يظهر أنه ما استطاع أن يجاهر بهذه المقالة ( مقالة القدر ) فتلقفها منه معبد الجهني وطفق ينشرها .
كما يقول الأوزاعي رحمه الله تعالى : أول من نطق بالقدر رجل من أهل العراق يقال له سوسن كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد ( غيلان هو غيلان بن مسلم الدمشقي ) وغيلان هذا جاء وتلفظ بالقول بالقدر فرجع على يد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه ثم بعد ما مات عمر رحمه الله طفق هذا الرجل يعود لمقالته مرة أخرى حتى مات عليها ، و أُحضر الأوزاعي لكى يناظره فأفتى الأوزاعي في نهاية المطاف بقتله فقتل على باب كيسان بدمشق ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
ذكر هذه القصة الإمام الذهبي في " ميزان الإعتدال".

طيب إذن نوجه ما جاء في الأثر ، أول من قال بالقدر في البصرة /معبد الجهني
يعني قال به حقيقة لكن أصل الفكرة عند الرجل النصراني الذي أسلم ثم تنصر كما قال الأوزاعي رحمه الله تعالى .

وعبارة الأوزاعي نجدها في " الشريعة " للأجري و " القدر " للفريابي و كتاب " أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " ل........( لم اسمع اسم المؤلف 59:27 دقيقة)
وبعدمعبد وغيلان جاء جماعة كان منهم رؤوس الاعتزال /واصل بن عطاء الذي كان يحضر في مجلس الحسن البصري ثم اعتزل الحسن البصري وكان لا يستطيع نطق الراء وكان فصيحا بليغا فكان يخطب الخطبة لا يأتي بحرف الراء فيها لكن فصاحته لم تغني عنه من الله شيئا .
وعمرو بن عبيد كان يستخدم التقية لكن لم يكن شيعيا ، كان يتزين بالقول الحسن أمام بعض الأئمة فكان أحد الأئمة يقول " كل الناس صيد غير عمرو بن عبيد" يعني كل الناس أمر عادي لكن هذا الرجل له مكانه ،لكنه كان يسب الصحابة ، وتجد كتاب "أخبار عمرو بن عبيد" للإمام الدارقطني رحمه الله ملئ بالروايات التي يندى لها الجبين ، والكتاب كان مخطوطا فترة من الزمان ثم طبع مؤخرا فكنت لأول مرة قبل أن يطبع هذا الكتاب كنت أقرأ في المخطوطة الأصل فذُكر له قول عن عثمان بن عفان وغيره في المسألة فقال هو و صحابي آخر لا يساوي عندي شراك نعل ( نعوذ بالله من ذلك ) فالرجل برغم ذلك هو من قال وتلقف هذه المقالة في القدر .
وطبعا نقصد بكلامنا أنه أول من قال بالقدر يعني بنفى القدر .
والصحابة رضوان الله عليهم لهم دور في ذلك ، وأول من قام بهذا الدور هو عبد الله بن عمر لما جاء في الحديث
وهناك أقوال أخرى لكن ما ذكرته لكم هو أصح الأقوال ، ونشير إلى هذه الأقوال إشارة فقط ومنها : أن أول من قال بذلك هو معبد الجهني لكنه كان في الحجاز وأنه حصل منه ذلك لما احترقت الكعبة وكان عبد الله بن الزبير محصورا بمكة فقال أناس احترقت بقدر الله وقال أناس لم تحترق بقدر الله لكن هذا قول أيضا غير صحيح وذكره جماعة .

القول الآخر : أن أول من قال بالقدر رجل بالشام اسمه عمرو المقصوص وهذا أيضا قول ضعيف نبه عليه أهل العلم رحمهم الله تعالى .

ثم أخذت المسألة تتوالى وهكذا دائما بعض الناس يكونون أتباع كل ناعق وأحيانا تخمد الفتنة ثم بعد ذلك تصحو مرة أخرى ، فبعد ما يموت الرجل يبقى فكره واعتقاده لا يموت وهكذا الفكرة دائما سواء كانت صائبة أم غير صائبة فحافظ على اعتقادك ودعوتك ولا تحافظ على جسدك ومكانتك ، أنت أصلا موجود ليبقى دين الله عز وجل ، هذه من باب الفائدة تذكر في هذا الباب.
فتجد بعض من يحملون هم عقيدتهم وإن كانوا على باطل قد يموتوا من أجل هذه العقيدة لكن يقولو أهم شئ أنها تنشر فتجد إخلاص لكن بدون متابعة .
ثم توالت الأقوال فجاء جهم بن صفوان وزاد أقوالا شنيعة في هذا الباب وسبق الإشارة إلى أقواله وقال بقوله جماعة ، وسيأتي الكلام عن الجهمية والقدرية والجبرية ومن قال بهذا ومن قال بهذا .
والخلاف عموما في باب القدر يتعلق بأمور ،
أول أمر : المراتب الأربعة ، وهى مجموعة في قول القائل :
علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين
فالعلم لا ينازع فيه أحد ، أن الله تبارك وتعالى يعلم ، كان أحيانا بلوازم قول بعض الفرق أن الله تبارك وتعالى لا يعلم ( نعوذ بالله من مقالتهم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) ،
وكذلك الكتابة وبعضهم يفهم ان الله تبارك وتعالى بكتابته قد جبر أناسا على أفعالهم سواء كانت على الخير أو الشر .
والمشيئة والخلق ، والخلق حصل فيه إشكال كبير سبق الحديث عنه .

النقطة الثانية وهى ما يتعلق بالعبد ، هل له إرادة أم ليس له إرادة ؟ ، هل له قدرة أم ليس له قدرة ؟ ، هل يفعل فعله أم لا يفعله ؟
لابد أن تفهم هذه النقطة جيدا .
سيأتي معنا في نظرية الكسب عند الأشاعرة يقولون أن الإنسان يكتسب فعله ولا يقولون أنه مجبور .سيأتي الحديث عنهم بإذن الله تعالى .