[أبو عمر الأزهري]

ماشاء الله!!
بارك الله فيكم أختنا الفاضلة نصرة مسلمة، وجزاكم ربكم خيرًا.
أعكف حاليًا على دراسة كتاب «محاضراتٌ وافيةٌ في عِلْمَيِ العَرُوضِ وَالقَافِيَةِ»، لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الرحمن محمود سلامة - حفظه الله وزاده شرفًا ونفع المسلمين بعلمه.
والكتاب مِنْ مُقَرَّراتِ الدراسة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر الشريف، وهو بكل إنصافٍ قد جُعِلَ له من اسمه نصيبٌ وافٍ؛ فمضمون الكتاب بالفعل جاء مستوفيًا لمباحث هذا العلم بشكلٍ قلَّمَا يوجد في غيره، ولهذا السبب أراه - عن نفسي - من أفضل كتب المتأخرين التي عُنِيَتْ بالعَروض والقوافي، مع العلم أني - ولله الحمد - قد طالعت كثيرًا من الكتب العروضية من قبل.
يبدأ الكتاب بتناول أمر العَروض من الناحيتين اللغوية والتاريخية، ثم يخوض في كلامٍ غير قليلٍ في الشعر وتعريفه وأحكام الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر مع ذكر الأمثلة لأحوالها، ثم يسير - كعادة الكتب العَروضية - في شرح مقدمات العروض، مِن تبيان طريقة التقطيع العروضية، وإيضاح التفاعيل الأصلية والفرعية، ثم يتحدث باستضافةٍ عن الزحافات والعلل بأنواعهما مع التوسع في ذكر الأمثلة والتطبيقات على كل ما يتطرق الكتاب إلى ذِكْرِهِ، وبعدها يتناول البحور بحرًا تلو الآخر بأسلوبٍ مُشَوِّقٍ متضمنٍ أحوال كل الأعاريض والأضرب في كل بحرٍ وما اعتراها من زحافاتٍ أو عِلَلٍ، وبعد الانتهاء من الستة عشر بحرًا المعروفة يتناول الكتاب بالشرح والتحليل والأمثلة كيفية التفريق بين البحور المتشابهة، ثم ييدأ المصنف في الولوج إلى علم القافية فيذكر كل ما يتعلق به كتعريفه وفائدته وواضعه وأنواع القافية وحروفها وحركاتها وحالاتها ما بين إطلاقٍ وتقييدٍ وألقاب القافية، ثم يختم الباب بذكر عيوب القافية مع التمثيل لكل عيبٍ بغير قليلٍ من الأبيات، ثم يتطرق الكتاب بعد القوافي إلى ذكر الضرورات الشعرية سواء ما كان منها بالزيادة أو الحذف أو بالتغيير، مع التمثيل لكل ضرورة كذلك، وقد خُتِمَ الكتاب ببابٍ عظيمِ النفع غزيرِ الفائدة مستقى من ستة أبوابٍ من كتاب «شفاء الغليل في علم الخليل» للعلَّامة محمد بن علي المحلّي - عليه رحمة الله، قد تعلق الكلام فيه بمسائل من أصول اللغة الخاصة بالحروف وعلم الأصوات.
فاللهمَّ اجزِ الشيخ عبد الرحمن سلامة عن تلاميذه خير الجزاء وأوفاه، وأجزله وأجزاه.
بارك الله فيكم جميعًا.