عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 01-30-2012, 09:42 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

"البداية النبوية...وموقف خديجة بلحظاتٍ نديّة
كان محمّد يهجر مكّة كلّ عام ليقضي شهر رمضان في غار حراء
كان محمّد يأخذ زاد الليالي الطوال ثمّ ينقطع عن الناس متجهًّا إلى ربّ العالمين
في هذا الغار المهيّب الحجب,كانت نفسٌ كبيرة قد تركت الدنيا وما فيها ولجأت إلى ربّها تتلوى حسرةً وحيرة لأنّها لا تدري من ذلك مخرجا ولا له علاجا!!!
في غار حراء كان محمّد عليه السلام يتعبّد ويصقل قلبه وينقي روحه ويقترب من الحق جهده ويبتعد عن الباطل وسعه حتّى وصل إلى مرتبة عاليه فأمسى الحبيب لا يرى رؤيةً حتّى جاءت كفلق الصبح
من رواية للسيدة عائشة أم المؤمنين عن بدء الوحي بقولها :
(( أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي : الرؤيا يا الصالحة في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه ، - وهو التعبد الليالي ذوات العدد - قبل آن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق - وفي رواية : حتى فجأة الحق - وهو في غار حراء ، فجاء الملك ، فقال : اقرأ ، قال : قلت : ما أنا بقاريْ ، قال : فأخذني فغطني ، حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقاريء ، قال : فأخذني فغطني ثانية حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال : اقرأ : فقلت : ما أنا بقاريْ ؟ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال :" و اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " ( 96/ 1-5 ) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : زملونى ، زملونى ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة - وأخبرها الخبر - : لقد خشيت على نفسي ، فقالت له خديجة : كلا ، أبشر ، فو الله لا يخزيك الله أبدا ، أنك لتصل الرحم ، و تصدق الحديث ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .
فانطلقت به خديجة ، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قص - وهو ابن عم خديجة ، أخي أبيها- وكان امرءأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى ، فقالت له خديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : « هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيما جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك » . فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وان يدركني يومك حياً أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وخر الوحي )) 4 .
فكان موفق أمّنا خديجة من اشرفِ المواقف فقد طمأنته وأراحته وخففت عنه وواسته
*وبعد أن سمعت خديجة من ابنِ عمّها ماذا سيفعل قومها بزوجها وهي تعرف صلابتهم وقوّتهم ولكن مع هذا قررت الوقوف في وجه العاصفة المتوقّعة ورضيت أن تتحمّل الأذى والمشقّة من قومها ولكن أيّ وقوف هذا إنها ستقف أمام قريش!
فإنها والله لوفيّة الخصال آزرت زوجها ليتمّكن من حمل هذه الدعوة ونشرها بين قومه وليقيمَ دولة الإسلام..
يتبع..
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس