عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 01-30-2012, 09:45 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

كلماتٌ هزّتْ قلبَ الحبيب...بلطفٍ جميلٍ وعقلٍ لبيب

قامت السيّدة خديجة على مواقفٍ كثيرة دلّت على رجاحة عقلها وسموّ خصالها
فكانت تزداد مكانا في قلبِ النبي صلى الله عليهِ وسلّم حبا وتعظيما وتقديرا
فكانت تطيّب خاطره بكلماتٍ رقراقاتٍ تؤازره بها وتقوّيه وتنصحه وتثبّته كلمات الحق والثبات
فيا الله ما أجملها من زوجةٍ للحبيب
فقد مرّ على النبيّ موافق فكانت خديجة تصبّره وتعينه وتثبته على الحق وتعطيه رأيها وقد كانت خديجة أهلا لذلك,
والآن نقف مع عبرات تتكلّم بها فمُ خديجة الطاهر كلماتٌ أُلقيت على النبيّ كـ السهام
*عندما جاء النبيّ يشكوها عن ما حصل معه في غارِ حراء
قال:(لقد خشيت على نفسي)
فقالت: خديجة للنبي ( "كلا والله! ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" رواه البخاري واللفظ له, ومسلم وزاد تصدق الحديث. البخاري -الفتح- كتاب بدء الوحي, باب بدء الوحي (1/30) رقم (3) ومسلم, كتاب الإيمان, باب بدء الوحي إلى رسول الله رقم (1/139) رقم (160).
وقفة مع هذه الكلمات!
الكلمة الأولى:تقل:(وتصِل الرحم) فمن قطعك وصلته، تغني القريب الفقير، وتقوّي القريب الضعيف، أنت سند أهلك، ووتد أقاربك، لم يسمعوا منك إلا كل خير، ولم يروا منك إلا كل صلاح.. أنت لكبيرهم ابن، ولصغيرهم أب، ولصاحبهم أخ.
فأنتَ يا أبا القاسم وصول للرحم تقرب البعيد وتدني القصي وتغسل الأحقاد وتزرع الألفة والمودّات, وهذه وتجمع القلوب على الصفاء والود,وصلة الرحم هذا أصل الأصول مكارم الأخلاق الّتي من سجاياك
الكلمة الثانيةنّك لتصدق الحديث ) فأرادت أن تقول: وأنتَ الصدوق المصدّق وأنت الصادق الأمين فصدق الحديثِ عندك سجيّة,إذا قلت شيئا قالت: الموجودات من حولك وهتف الدنيا صدقت..
فأنتَ لا تكذب أبدًا، لا تغش أبدًا، لا تزور شهادة، ولا تدلس مقالة، لم يُعهد عليك كذبة واحدة في حياتك، ولم تتلطخ لحظة واحدة في براثن الكذب
وقد قالها له قومه (ماجربنا عليكَ كذبا)فكانت هذه الشهادة الذي قد عرف بها النبي
الكلمة الثالثة (وتحمل الكل) وهو العاجز، لا تُعينه وفقط، بل تحمله! ولا تحمله فقط، بل تحمله وحاجته! لا ينزل عنك إلا وقد قضيت مسألته، ورحمت ذلته، وأسعدت قلبه.
فأنتَ تحمل حمل الكل حمل الضعيف الذي أعجته الأيّام والليالي وأذاقته من مرارتها
فنفسك الكريمة وقلبك الرحيم لا يرضيان أن يريا ضعيفا أثقلت عليهِ كاهلة الحياة
فأنتَ تحسن غلي بإحسان تنتعش من خلاف روحه وتحي في نقسه الآمال

ورابع الصفات من الكلمات الرائعات قولها:وتكسب المعدوم
فأنتَ تكسب المعدوم بجودك وإيثارك فقد فطركَ الله على مكارم الجود,فأنتَ أجود النّاس وأجود الخير من الريح المرسلة
والكلمة الخامس(وتقري الضيف) فإكرام الضيفِ من أعظم الفضائل الإنسانيّة ,ففيهِ عظم الأثر في قوّةِ اجتذاب القلوب وأسر النفوس, وخصوصا في قريش فقد كانت بيئة شحيحة لكل منهم مسعى في الحياة من اجل مصالح شخصيّة ومتطلبات معيشية
فما أكرم الناس إذا نزلوا بدارك! وما أعظمهم إذا حلوا بحضرتك! أوقدت القدور، وجهزت النمارق، وقضيت الحاجات، فإن بات الضيف بدارك بات آمنًا عزيزًا، وإن انصرف؛ فمُكرم مسرور.
الكلمة السادسة
(وتعين على نوائب الحق)
فإنّ من أحض صفاتك تعين على نوائب الحق إنّ ذلك فطرة أفطرك الله عليها وخليقة جبلك بها فهي أجمع بوادر الخير ومصادره
فمصائب الأيام كثيرة، وجراح الواقع كبيرة، فيأتيك طالب العون فتعينه على نائبته، ويأتيك المكروب فتعينه على كربته.. أنت الظَهر للبائسين، فأنت لجراحهم طبيب، وأنت ليتمهم أب.
فيا لها من أمّ عطوف خففت من همّ الحبيب بكلماتها
الجميلة....
يتبع..
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس