مسميات علم العقيدة
للدكتور ناصر العقل
عـلم العـقيـدة :
العقيدة من حيث كونها علماً - بمفهوم أهل السنة والجماعة - تشمل : موضوعات :
التوحيد ، والإيمان ، والإسلام ، والغيبيات ، والنبوات ، والقدر ، والأخبار ، وأصول الأحكام القطعية ، وسائر أصول الدين والاعتقاد ، ويتبعه الرد على أهل الأهواء والبدع وسائر الملل والنحل الضالة ، والموقف منهم .
وعلم العقيدة له أسماء أخرى ترادفه ، وتختلف هذه الأسماء يين أهل السنة وغيرهم ،
فمن مسميات هذا العلم عند أهل السنة :
1- العـقـيدة :
( والاعتـقاد والعـقائد)، فيقال : عقيدة السلف وعقيدة أهل الأثر ونحوه .
2
- التوحيـد : لأنه يدور على توحيد الله بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات ، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة وهو غايتها ، فسمي به هذا العلم عند السلف تغليباً .
3
- السـنـة : والسنة الطريقة ، فأطلق على عقيدة السلف السُّنة لاتباعهم طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في ذلك .
وهذا الإطلاق هو السائد في القرون الثلاثة الفاضلة .
4
- أصول الدين :
وأصول الديانة ، والأصول هي أركان الإيمان وأركان الإسلام ، والمسائل القطعية وما أجمع عليه الأئمة .
5
- الفقه الأكـبر :
وهو يرادف أصول الدين ، مقابل الفقه الأصغر وهو الأحكام الاجتهادية .
6
- الشريعـة : أي ما شرعه الله ورسوله من سنن الهدي وأعظمها أصول الدين .
7
- الإيمان :
ويشمل سائر الأمور الاعتقادية .
هذه هي أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة ، وقد يشركهم غيرهم في إطلاقها بالتبع ، كبعض الأشاعرة وأهل الحديث منهم بخاصة .
وهناك اصطلاحات أخرى تطلقها الفرق - غير أهل السنة - على هذا العلم ، من أشهر ذلك :
1
- علم الكلام :
وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق المتكلمة ، كالمعتزلة والأشاعرة ، ومن يسلك سبيلهم ، وهو لايجوز لأن علم الكلام حادث مبتدع ، ويقوم على التقوّل على الله بغير علم ، ويخالف منهج السلف في تقرير العقائد .
2
- الفلسفة : عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم ، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة لأن الفلسفة مبناها على الأوهام والعقليات الخيالية ، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب المحجوبة .
3
- التصوف :
عند بعض المتصوفة والفلاسفة ، والمستشرقين ومن نحا نحوهم ، وهو إطلاق مبتدع لأنه ينبني على اعتبار شطحات المتصوفة ومزاعمهم وخرافاتهم في العقيدة .
4
- الألهيات : عند أهل الكلام والفلاسفة والمستشرقين وأتباعهم وغيرهم ، وهو خطأ ، لأن المقصود بها عندهم فلسفات الفلاسفة ، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله - تعالى - .
5
- ما وراء الطبيعة :
أو " الميتافيزيقيا " كما يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون ومن نحا نحوهم ، وهي قريبة من معنى الإلهيات .
ويطلق الناس على ما يؤمنون به ويعتنقونه من مبادئ وأفكار ( عقائد ) وإن كانت باطلة أو لا تستند إلى دليل عقلي ولا نقلي ، فإن للعقيدة مفهوماً صحيحاً هو الحق ، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الكتاب والسنة الثابتة ، وإجماع السلف الصالح .
وللعقيدة - أيضاً - مفاهيم باطلة ، وهي كل المعتقدات التي تعارض أو تخالف ما جاء عن الله - تعالى - وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ،
فإطلاق مفهوم العقيدة كمفهوم الدين ، فالدين الحق ( دين الله) يسمى ديناً، وكذلك تدين المشركين لغير الله يسمى ديناً ، قال تعالى :
{
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } [ الآية 5 / سورة الكافرون ]
فالشيوعي : يعتنق آراءً وأهواءً باطلة ، ويسميها عقيدة وديناً .
والبـوذي : يعتنق آراءً وأهواءً باطلة ، ويسميها عقيدة وديناً .
واليهودي : يعتنق آراءً وأهواءً باطلة ، ويسميها عقيدة وديناً .
والنصراني :
يعتنق آراءً وأهواءً باطلة ، ويسميها عقيدة وديناً .
أما العـقيدة الإسلامية إذا أطلقت فهي :
عقيدة أهل السنة والجماعة ، لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده .
ونسبة أقوال الناس والفرق ومعتقداتها المخالفة للسلف إلى الإسلام لا تجعلها من العقيدة الإسلامية الحقة ، بل هي معتقدات ُتنسب إلى أصحابها ، والحق منها براء ، وقد يسميها بعض الباحثين ( إسلامية ) ، من باب النسبة الجغرافية والتاريخية ، أو لمجرد دعوة الانتماء ، أي :
أن أصحابها ومعتقديها يدعوّن الإسلام ويسمونها إسلامية ، لكن الأمر عند التحقيق يحتاج إلى العرض على الكتاب والسنة في أمر الاعتقاد ، فما وافق الكتاب والسنة واستمد منهما فهو الحق ، وهو من العقيدة الإسلامية ، وما لم يكن كذلك فيرد إلى صاحبه وُينسب إليه