[عبد الملك بن عطية]

الأخت "أم عبد الله" ..
موضع الخطر - إذن - يأتي من مداهنة أعداء الشريعة ، لا من مجرد وضع دستور للبلد يُنظم إدارتها وسياساتها .

الأخت أم كريم ..

ولكن أذكر لي أخي الكريم بند واحد فقط من الدستور القديم ( تشريعية أو قضائية ) لا يتصادم مع شرع الله

هذه مبالغة ، وطالعي بنود الدستور هنا تجدين فيها ما هو مقبول ، ومنها ما لا يُقبل مطلقُا ، ومنها ما لا يُقبل إلا بجعل المادة الثانية حاكمة عليه .

حتى وإن كانت المادة الثانية تؤكد على هوية الدولة وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ، فهذا للأسف حبر على ورق أليس كذلك ؟

نعم هي كذلك ، لذا اقتحم إخواننا العمل السياسي ليكونوا في السلطة التشريعية والتنفيذية ، فيضعوا من القوانين ما يوافق الشريعة ويبدؤوا في معالجة القوانين القديمة ، والتنفيذية ليطبقوا هذه القوانين ولا تكون مجرد حبر على ورق .

وعندما يجهزون الآن إلى تكوين لجنة لصياغة الدستور( دستور جديد للبلاد ) ويكون من ضمن المرشحين لهذا الأمر من هم من أعداء تفعيل المادة الثانية وضد الإسلام من العلمانيين وغيرهم فماذا هم فاعلون في هذه اللجنة ! و الأقباط ماذا سيكون دورهم بالله عليك ؟ !

لا شيء ، ولا يقدرون على فعل شيء ! ألم تلحظي أن القوى المدنية - يسارية وناصرية وليبرالية وعلمانية وأقباط وغيرهم - لم يتوحدوا على قرار واحدٍ منذ الاستفتاء إلا قرار الانسحاب من اللجنة التأسيسية ؟!
ولا نغفل هنا أنه لا يمكن الوصول إلى الصورة الأمثل حاليا ، فليس هذا زمان التمكين والخلافة على نهج النبوة في مصر ! فنحن نجد من القوى المدنية مقاومة شديدة ، ومن الإخوان المسلمين مداهنة واضحة لهم ، مما يعسر الأمر جدًا ، لكن علينا السعي للوصول إلى أحسن صورة ممكنة .