الموضوع: عالمية الرسالة
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-27-2015, 09:45 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة
************

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا -170سورة النساء

النداء الإلهي إلي جميع الناس أن يتبعوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المبعوث رحمة للعالمين..

قال تعالى في سورة الأنبياء : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ – 107..

فهو رحمته المهداة لعباده، فالمؤمنون به، قبلوا هذه الرحمة، وشكروها، وقاموا بها، وغيرهم كفرها، وبدلوا نعمة الله كفرا، وأبوا رحمة الله ونعمته.
و قد ذكرالله تعالى السبب الموجب للإيمان بخاتم الرسل صلوات ربي وسلامه عليه، من حيث الفوائد بذلك الإيمان ومن حيث المضرة من عدم الإيمان به،

فالسبب الموجب هو إخباره بأنه جاءهم بالحق.أي: فمجيئه نفسه حق، وما جاء به من الشرع حق،

فإن العاقل يعرف أن بقاء الخلق في جهلهم يعمهون، وفي كفرهم يترددون، والرسالة قد انقطعت عنهم غير لائق بحكمة الله ورحمته،

فمن حكمته تعالى ورحمته العظيمة أن أرسل الرسول إليهم، ليعرفهم الهدى من الضلال، والغي من الرشد، فمجرد النظر في رسالته يتبين بالدليل القاطع صحة نبوته صلوات ربي وسلامه عليه، بما حوت من إعجاز لغوي وإعجاز علمي ..فوق قدرة البشر..

وكذلك النظر إلى ما جاء به من الشرع العظيم والصراط المستقيم. فإن فيه من الإخبار بالغيوب الماضية والمستقبلة، والخبر عن الله وعن اليوم الآخر - ما لا يعرف إلا بالوحي والرسالة.
وما فيه من الأمر بكل خير وصلاح، ورشد وعدل وإحسان، وصدق وبر وصلة وحسن خلق، ومن النهي عن الشر والفساد والبغي والظلم وسوء الخلق، والكذب والعقوق، مما يقطع به أنه من عند الله خالق الكون..
وكلما ازداد به الإنسان بصيرة، ازداد إيمانه ويقينه، فهذا السبب الداعي للإيمان.

********************

وأما الفائدة في الإيمان فأخبر أنه خير لكم والخير ضد الشر. فالإيمان خير للمؤمنين في أبدانهم وقلوبهم وأرواحهم ودنياهم وأخراهم. وذلك لما يترتب عليه من المصالح والفوائد، فكل ثواب عاجل وآجل فمن ثمرات الإيمان، فالنصر والهدى والعلم والعمل الصالح والسرور والأفراح، والجنة وما اشتملت عليه من النعيم كل ذلك مسبب عن الإيمان.

***********************

وأما مضرة عدم الإيمان به صلى الله عليه وسلم فيعرف بضد ما يترتب على الإيمان به.

فعدم الإيمان يؤدي إلى الشقاء الدنيوي والأخروي ..وهكذا يعيش الإنسان ممزق النفس تعيس في صراع دائم مع نفسه ومع غيره بسب بعده عن مصدر السعادة وهو الإيمان بالله ورسله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين..

وأن العبد لا يضر إلا نفسه، والله تعالى غني عنه لا تضره معصية العاصين، ولهذا قال : فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. أي : الجميع خلقه وملكه، وتحت تدبيره وتصريفه - وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا - بكل شيء - حَكِيمًا - في خلقه وأمره.
فهو سبحانه العليم بمن يستحق الهداية والغواية، الحكيم في وضع الهداية والغواية موضعهما. ( تفسير السعدي )



سبحان الخالق العظيم

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
رد مع اقتباس