عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 10-15-2012, 04:09 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أنبياء الله في القرآن العظيم
(أدم عليه السلام)
وبعض آيات من سورة الكهف

تعرض مشاهد اليوم ضمن معرض مشاهد القيامة والصور الحية التي تعرض في الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا – 50


تعرض الآيات حقيقة إبليس لعنه الله , فكان من الجن وليس من الملائكة, ثم إنه فسق أي خرج عن طاعة الله تعالى.
فهل يعقل أن يتخذه الإنسان ولي من دون الله ؟؟؟ وقد حسد أبينا أدم وامتنع عن السجود , إذ كان الأمر بالسجود للملائكة ويشمله أيضا..

ومما يثيرالعجب أن من أبناء آدم يتخذون الشياطين أولياء , وقد علموا أنهم لهم أعداء , وبذلك ينتهون إلى العذاب في يوم الحساب مع المشركين.

هؤلاء الذين وقفوا ذلك الموقف كانوا يعرفون أن الشيطان عدو لهم , ولكنهم تولوه فقادهم إلى ذلك الموقف العصيب .
فما أعجب أن يتولوا إبليس وذريته وهم لهم عدو منذ ما كان بين آدم وإبليس..1

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا...


يخبر تعالى، عن عداوة إبليس لآدم وذريته، وأن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، إكراما وتعظيما، وامتثالا لأمر الله، فامتثلوا ذلك ..
﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ وقال : ﴿ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا – 61 الإسراء ﴾ وقال: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ -76 ص ﴾ فتبين بهذا عداوته لله ولأبيكم ولكم.
فكيف تتخذونه وذريته أي : الشياطين ﴿ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ أي: بئس ما اختاروا لأنفسهم من ولاية الشيطان ، الذي لا يأمرهم إلا بالفحشاء والمنكر عن ولاية الرحمن ، الذي كل السعادة والفلاح والسرور في ولايته.

وفي هذه الآية، الحث على اتخاذ الشيطان عدوا ، وذكر السبب الموجب لذلك .

وأي : ظلم أعظم من اتخذ عدوه الحقيقي وليا ، وترك الولي الحميد ؟ ".

قال تعالى : ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ البقرة

وقال تعالى : ﴿ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ30 الأعراف

********

مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا – 51

وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا – 52


واتخاذ إبليس وذريته أولياء يتمثل في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة .
ولماذا يتولون أعداءهم هؤلاء ؟؟؟ وليس لديهم علم ولا لهم قوة .
فالله لم يشهدهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم فيطلعهم على غيبه . والله لا يتخذهم عضدا فتكون لهم قوة...

بل المنفرد بالخلق والتدبير، والحكمة والتقدير، هو الله، خالق الأشياء كلها، المتصرف فيها بحكمته، فكيف يجعل له شركاء من الشياطين، يوالون ويطاعون، كما يطاع الله، وهم لم يخلقوا ولم يشهدوا خلقا، ولم يعاونوا الله تعالى؟! ولهذا قال: ﴿ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ أي: معاونين، مظاهرين لله على شأن من الشئون، أي: ما ينبغي ولا يليق بالله، أن يجعل لهم قسطا من التدبير، لأنهم ساعون في إضلال الخلق والعداوة لربهم، فاللائق أن يقصيهم ولا يدنيهم.

ولما ذكر حال من أشرك به في الدنيا، وأبطل هذا الشرك غاية الإبطال، وحكم بجهل صاحبه وسفهه، أخبر عن حالهم مع شركائهم يوم القيامة، وأن الله يقول لهم : ﴿ نَادُوا شُرَكَائِيَ ﴾ بزعمكم أي: على موجب زعمكم الفاسد، وإلا فبالحقيقة ليس لله شريك في الأرض، ولا في السماء، أي: نادوهم، لينفعوكم، ويخلصوكم من الشدائد،
﴿ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ﴾ لأن الحكم والملك يومئذ لله، لا أحد يملك مثقال ذرة من النفع لنفسه ولا لغيره.

﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ ﴾ أي : بين المشركين وشركائهم ﴿ مَوْبِقًا ﴾ أي، مهلكا، يفرق بينهم وبينهم، ويبعد بعضهم من بعض، ويتبين حينئذ عداوة الشركاء لشركائهم، وكفرهم بهم، وتبريهم منهم، كما قال تعالى ﴿ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾.....2

********

وهكذا نرى الصورة واضحة تماما لا غموض فيها , صورة إبليس وتكبره على أمر الله تعالى , ثم حسده لأدم وتوعده بإغواء بني أدم وصدهم عن طريق الحق...وتزين طريق الشر بكل السبل..
ومع هذا الوضوح التام في الصورة تجد من البشر من يخذ الشياطين أولياء من دون الله..

نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

1-في ظلال القرآن
2- تفسير السعدي

*********

دمتم في رعاية الله وأمنه
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس