عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-16-2008, 08:48 PM
أبو الحارث الشافعي أبو الحارث الشافعي غير متواجد حالياً
.:: عفا الله عنه ::.
 




افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ،
احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ،
وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ؛
فإن لو تفتح عمل الشيطان )

فقوله صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك )
فيه توجيه المؤمن للحرص على استثمار الأوقات في كل ما ينفعه ؛
سواء كان في الأمور الشرعية ، أو في الأمور الدنيوية التي لها مقاصد شرعية ،
لأن " ما " من صيغ العموم على ما قرره الأصوليون في كتبهم ،

ثم إن لفظ الحِرْص في لسان العرب يرجع إلى الإفراط في الرغبة
كما قرره ابن فارس في " معجم مقاييس اللغة "
وهذا كقوله تعالى " إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل "
وعليه فإن المؤمن لا يحصل الأمور النافعة إلا بالإفراط في رغبتها ،
ويؤيد هذا المعنى ما رواه الخطيب البغدادي في " تاريخه " بإسناد حسن من حديث أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتق الشر يوقه .)

وأعظم ما تُفنى فيه الأعمار والأوقات شيئان :
العلم النافع والعمل الصالح
لأن المؤمن لا يقوى على السير إلى الله إلا بقوة علمية وقوة عملية
فاجتهد رحمك الله في تحصيل العلوم النافعة ، بثني الركب في دروس العلماء الشائعة ،
مع الاطلاع على مصنفاتهم ، والنظر والتأمل في سيرهم وهديهم ،

ثم اجتهد بعد ذلك في العمل بما سمعت من الكلمات ، وذلك بإقامة الفرائض والصلوات ،
والتقرب إلى الله بالسنن الرواتب والطاعات ، والمداومة على قراءة القرءان وتدبر الآيات ،
والإكثار من ذكر الله في جوف الليل والخلوات ،
ولا تكن في غفلة عن حقوق الأنام ، ولا سيما من الأقارب وذوي الأرحام ،
ولا تألوا جهدا في معونتهم ، مع الرفق بهم والأخذ بأيديهم إلى ربهم ودعوتهم ،

فلو ضربت بسهم في كل عمل من هذه الأعمال على مدار يومك
لما مر عليك وقت فارغ لا تستزيد فيه من طاعة ربك

والله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى سبحانه .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث الشافعي ; 09-29-2008 الساعة 07:26 AM