عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 10-24-2023, 01:48 AM
اللهم لا تمتني إلا شهيداً اللهم لا تمتني إلا شهيداً غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

إذا كنت بالفعل عاوز تغير حياتك فلازم تفهم وتقتنع إن مجرد سعيك وتصحيح مسارك بناء على كل ما قلناه سابقا هو في حد ذاته تغيير!
يعني إيه ؟
قولنا إقرأ الموضوع من أوله
فبمجرد اقتناعك بإنك مخلوق للعبادة فقط وإنك مش مطلوب منك رزق وإنك تستغل وقتك المحدود في هذه الدنيا وتتوب لربنا وتسيب أي شغل أو وظيفة شغلها عارف إنه غالبا حرام وتبدأ تقرب لربنا من خلال دة كله فدة تغيير وتغيير جوهري كمان!
عارفين الراجل الي قتل 99 نفس وأراد التوبة فسأل عابد فقال له مالك من توبة فأتم به المائة ثم سأل عالم فنصحه بالهجرة لبلد آخر وأثناء الهجرة مات!!
أكيد كلنا سمعنا قصته وعارفين إن ملائكة الرحمة وملائكة العذاب اتختلفوا فيه أمام رب العالمين فهؤلاء يقولون يارب قد جائك تائباً وهؤلاء يقولون يارب لم يفعل خير قط(أو كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح) فأوحى ربنا ع وجل أن يقيسوا بين المسافتين فرجحت كفة ملاءكة الرحمة بشبر!!
الشاهد إيه؟
الراجل بعد سنوات طوال من المعصية وقتل النفس بغير حق جاء إلى ربه تائباً فتقبله الله عز وجل رغم أنه في أثناء توبته قتل عابدا!!
فبمجرد سعيك للتوبة أو لترك المعاصي أو لتغيير حياتك وتغيير مسارك ليكون للجنة والبعد عن النار مجرد هذا السعي تغيير حقيقي في حياتك!
الي عاوز أقوله هنا ودة موضوع فقرتنا النهاردة إن إنت مش مسئول أبداً على النتائج نهائي!
مش مسئول عن دخول إبنك النار أو مراتك الجنة إلا أن تسعى نحو ذلك بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتعليم أبناءك وتربيتهم لكن انت ممكن تعمل دة كله ويطلعوا حاجة تانية!
فسيدنا نوح ابتلي بابنه وسيدنا لوط ابتلي بزوجته
النتائج مش بتاعتك بل انظر عندما ناشد سيدنا نوح ربنا لأجل ابنه فقال له ربنا عز وجل "قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح"!
أخي أختي
اسعى للخير للحق للدعوة للأمر بالمعروف ما استطعت والنهي عن المنكر ما استطعت ولجهاد الكفار والمنافقين بالكلمة والمال والدعوة والسلاح ولا تنظر أبداً ولا تنتظر نتائج وإن تعشمت وإن استبشرت لكن ثق أنك كفرد لست مسؤول إلا عن السعي فقط لتطبيق لا إله إلا الله محمد رسول الله قدر استطعت(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
أيوة اسعى لتغيير حياتك والاقتراب من الجنة والبعد عن النار بكل ما أوتيت من قوة وبكل ما تعنيه القوة من معاني روحانية وكلامية وسمعية وبصرية وجسدية وغيرها
أتعرف لماذا أنت لست مسؤول عن نتائج؟
لأسباب كثيرة لكن أوضحها وأبسطها أنك بالفعل لا تستطيع تغيير شيء دون مشيئة ربك ولا حتى حياتك سواء للأفضل أو للأسوأ ولن تحاسب على نتائج أبداً!
لكن سعيك هو الذي ستحاسب عليه(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى) الحديث
فسعيك يكون بناء على نيتك أما النتائج حتى لو ادت للعكس فليس لك شأن بها!
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوى يُرى"
مش مخلوقين إحنا لضرب أرقام قياسية ولا لتحقيق الإيمان في قلوب الناس ولا لهداية الناس لرب العالمين ولا حتى لهداية أولادنا وأهلنا!
بل ليعبدون أي لتعبد أنت ربك وتوحده وتسعى للجنة وتبعد عن النار ومن خلال هذا الهدف يأتي كل ما سبق وأكتر من خلال السعي له مش لتحقيقه فعلياً وهنا الفرق الكبير الذي لا يعلمه كثير من الخلق!
ربنا قال للنبي صلى الله عليه وسلم "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"
ودة النبي خاتم الأنبياء ورسول الله أرسله الله مبشراً ونذيراً!
فرق كبير أن أسعى أنا كفرد أو كأسرة أو كعشيرة أو كجماعة أو كدولة للدعوة إلى الله وتغيير المنكرات والحكم بدين الله وإقامة دولة الإسلام كسعي وبين أن أصر على رؤية نتائج ذلك كأني مسؤول عنها!
لا وألف مليون لا!
عمالة تربي في العيال وبتقرأي عن أساليب التربية الحديثة والقديمة وتضيعي أوقات كتير عاليوتيوب لمتابعة برامج التربية وقرأتي كتب وروحتي دورات وسألتي أمة لا إله إلا الله واستعملتي كل الأساليب بداية من النصح والكلام والمناقشة بهدوء مرورا باستخدام عصاية المقشة وشبشب الحمام مع كل ما تعرفيه من ألفاظ شتيمية محترمة كانت أو بذيئة! إنتهاءا بلم أمة لا إله إلا الله عليكم في الشارع دة كله عشان إيه؟!
لأ فعلاً أنا بسأل عشان إيه؟ تربيه؟! تربيه على إيه طيب؟!
لو الواد بيصلى وغرستي فيه حب الدين والخير والعمل للآخرة مش مهم أي تفاصيل تانية!
التعليم العالي والمركز المرموق لا هيفيدوكي ولا هيفيدوه في قبره لو مقصر في الصلاة أو مش مهتم بدينه!
وحتى دول مش مطلوب منك إلا السعي لأن يكون محافظ عالصلاة ومهتم بدينه مع دعواتك وأمنياتك إنه يطلع صالح غير كدة مش مطلوب منك حاجة حتى لو طلع بعد كدة المسبح الدجال!
خد بالأسباب واسعى في تغيير حياتك في أي شيء للخير لكن كنتائج؟! مش تنتظر! مش يفرق معاك!
كتير بيحبطوا من النتائج لأنهم بياخدوا بالأسباب وبيدعو الله وبيعملوا الي عليهم ثم يجدوا نتائج ليست على مستوى السعي والجهد والمتوقع بل قد تكون النتائج عكسية(في أي مجال) دة لأنهم أغفلوا عن إن مش مطلوب منهم نتائج ولا هيتحاسبوا عليها لأن النتائج دي ليها حسابات كثير قوي تفوق عقل وقدرات وتخيلات البشر مهما كانت بالنسبة لك بسيطة وسهلة!
والآيات والأحاديث التي تدل على ذلك كثيرة جدا فمشيئة الله حاجة وسعي البشر وتمنياتهم وإرادتهم حاجة تانية قد تتوافق وكثيراً ما تختلف لحكمة الله عز وجل في كل شيء
إذا كنت أنت كأب تأخد قرارات قد لا يتقبلها من في البيت من زوجة ولا أولاد ولا يفهمون مآلها على المدى البعيد ولا حتى القريب أحيانا ضوذلك لأنك تدرك عنهم كثير من الأمور والخبرات فكيف بالله رب العالمين ولله المثل الأعلى!
وسبحانه وتعالى في سورة الكهف يقول على لسان الخضر عليه السلام موجها كلامه إلى سيدنا موسى عليه السلام(وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا)
قتل الغلام وخرق السفينة وعدم أخد أجر بناء الجدار كلها أشياء ظاهرها بالعقل البشري تدعو للتعجب والحيرة ولكن حكمة ربنا ومشيئته فوق كل شيء
الخلاصة
لست مسؤولا عن أي نتائج خاصة بك أو بمن حولك
دورك وما ستحاسب عليه فقط هو سعيك في حد ذاته وليس نتائج هذا السعي
فلا تحبط أبدا من النتائج قد توافق سعيك وقد لا توافقه
الكثير من الصحابة لم يشهدوا تمكين الإسلام ولكنهم سعوا لذلك وماتوا في سبيل ذلك من خلال ثباتهم على الحق في مواجهة صناديد قريش
هم عندما ماتوا لن يحاسبهم الله على انتشار وتمكين الدين من عدمه!
بل على سعيهم لذلك وثباتهم في سبيل ذلك
كثير من شهداء(نحسبهم كذلك والله حسيبهم) أرض الرباط فلسطين لم يشاهدوا تحرير القدس وما حولها ولكنهم سعوا لذلك وماتوا على ذلك ولن يحاسبهم الله عز وجل على تحرير فلسطين والأقصى من عدمه بل على سعيهم لذلك
ونحن كذلك وكل من لديه قدرة من أي نوع على تحرير مقدساتنا أي قدرة من كلمة أو فعل أو أموال أو دعاء وكل حسب ما أعطاه الله من مسئولية أو شهرة أو قبول أو فصاحة كلنا محاسبون على ما يحدث وعلى تحرير الأقصى كل بحسب قدراته لكن برضه محدش مسؤول عن نتائج يكفي أن تسعى قدر استطاعتك
نرجع لموضوعنا تعالوا نغير حياتنا؟!
إحنا أصلا مش بعدنا عنه خالص
عدم انتظار النتائج يجعلنا لا نحبط ونواصل السعى حتى نلقى الله ونحن في سبيله وصراطه المستقيم
قس حتة إنك مش مسؤول عن أي نتائج على كل ما تفعله في حياتك طالما تاخد بالأسباب وتسعى
دائما بعد كل فقرة أعد قراءة الموضوع من أوله ستجده يصب في الهدف الذي طالما نحزم حوله ونتحدث عليه وكيفية الوصول له والتغلب على العوائق التي تقابلنا في سبيله والانتباه لأي شيء يجعلنا ننحرف عنه
مازلنا نتحدث عن تغيير حياتنا وإن كنا نقول أننا لسنا مسؤولين عن نتائج فلابد أن نسعى ولا نيأس ولا نضيع مزيد من الوقت الغالي في غير طريق الحق طريق الجنة من خلال ليعبدون!
كتبه محمد وحيد الثلاثاء ١٠/٢٤/ ٢٠٢٣م
رد مع اقتباس