عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09-30-2010, 03:36 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

هل الملك كان يريد بقرة ؟ ، لا لم يكن يريد بقرة ، ولا كان يريد من الأقرع ناقة ، أو علي العكس كما قلنا شك إسحاق بن عبد الله ، أو لم يكن يحتاج إلى غنمة من الأعمى ، إنما هذا كان أمر ابتلاء .أيضًا أحد أدلة هذه المسألة ، قصة طالوت﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾(لبقرة:249)، ما الذي حصل ؟ الذين شربوا نكلوا ونكثوا ورجعوا حتى كما في حديث البراء بن عازب في صحيح البخاري لم يبقى مع طالوت إلا ثلاثمائة وأربعة عشر على عدة أهل بدر ، ثلاثمائة وأربعة عشر واحد من كتائب كانت كالجبال ، وأول ما شربوا أدركهم اليأس:و﴿ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾ هؤلاء الثلاثمائة وأربعة عشر لما وقفوا في مقابل جالوت وجنوده ، وجالوت هذا كان اسم مرعب ، باعث على الرعب وكانوا عماليق كلهم ، فتخيل جالوت مع كتائب وألوف مؤلفة وكلهم عماليق أمام ثلاثمائة وأربعة عشر ، لذلك﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ﴾ (البقرة:250)، لأن هذه المسألة تحتاج إلى تثبيت من الله ، ثلاثمائة وأربعة عشر في مقابل ألوف كما حدث يوم بدر أيضًا ، وهذا كان أمر ابتلاء وقع في الذين شربوا من النهر ,أيضًا من أدلة هذه المسألة لأن هذا الباب عزيز ، وأنا لماذا أطلت في أدلته لأن القسم الأول الأدلة عليه كثيرة ، من السهل جدًا أن تأتي بعشرات ، بل مئات النصوص المعللة ، إما أن تكون العلة علة مذكورة ظاهرة موجودة في النص ، وإما أن تكون العلة مستنبطة .
لكن هذا البحث الثاني هو الذي أدلته عزيزة قليلة ، لذلك أنا عنيت أن أبحث في أدلته وأرى أقوال أهل العلم فيها .من ضمن الأدلة أيضًا حديث البخاري:" أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لما قبل الحجر قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " وهذه كلمته المشهورة ، فما هي العلة هنا ؟ ، فهل هذا النص معلل ؟ العلة : الإتباع ، وهذا النص يصلح أن يكون في القسم الأول ويصلح أن يكون في القسم الثاني .يصلح أن يكون في القسم الأول المعلل لأن العلة الإتباع ، ويصلح أن يكون في القسم الثاني من باب لما جاء الإسلام كان القرشيون يعظمون الحجارة ، يعمل منها صنم ثم يعبده ، فكان المناسب أن يكون هناك حجر معظم سدًا لذريعة الشرك ، لكن الرسول - قبل الحجر فصار حجرًا معظمًا .
أن لو أردت أن أضع الحديث في القسم الثاني ، أقول أن، عمر- رضي الله عنه لم يعلم علة يستسيغها العقل لتقبيل حجر ، لذلك قال:" إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع " ، ( لا تضر ولا تنفع ) هذه لها دلالة ، ما هي الدلالة ربنا سبحانه وتعالى لما نعى علي هؤلاء قال:﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ(الفرقان:55)، أليس كذلك ، أي أن من خصائص الإله أن يضر وينفع ، وهذه تحتها استفهام ممكن بعض الناس يستشكله ,أنا أعبد من ينفعني هذه مقبولة ، لكن أعبد من يضرني ، كيف يكون ذلك ،.
الضرر هنا جاء على قسمين:المعنى الأول: يضر عدوي لصالحي كما قال ربنا- عز وجل-:﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾(الأنعام:45) ، هذا هو المعني الأول,المعني الثاني:يضرني لصالحي ، مثل ما يكون واحد نوى أن يعصي الله- عز وجل- وانعقد قلبه- ونوى أنه سيذهب ، فأصابه بالكساح فلم يذهب أو أمرضه وألزمه السرير وربما سبق في علم الله- عز وجل- أنه لو كان صحيحًا لتمادى في العصيان ، فأصابه بالكساح حتى يلقى الله- عز وجل- بلا ذنب ، ولم يرتكب مثلاً مثل هذا الأمر والعظيم أو ابتلاه بالصمم لأنه لو ظل يسمع كان ممكن أن يلقى عليه شبهات أخرجته من الدين ، مع أن هذا الصمم شيء عظيم بالنسبة للإنسان .أو ابتلاه بالبكم عدم الكلام حتى لا يخوض في الغيبة والنميمة ربما كان أشعل الدنيا نارًا بكلمتين سيقولهما ، لكنه أصابه بالبكم حتى يلقى الله- عز وجل- وهذا الباب مغلق عنه ، كما ورد في بعض الأخبار أن الله- عز وجل- يقول للفقراء يوم القيامة:" والله ما زويت عنكم الدنيا إلا لكرامتكم عليَّ " ، أفقره لأنه لو فتح له باب الغني سيمشي فيه ويضل والشهوات تركبه ، فأفقره ليلقي الله بوجه أبيض .وهذه مشاكل عند العبد ، ويكون حزين أنه أصم أو فقير أو مريض أو غير ذلك ، حزين من هذه المسألة .
لَكِنَّ الْعَادَةَ أَنَّ الْمَرْءِ لَا يَعْرِفُ عِمَّةً الْبَلَاءِ إِلَّا إِذَا انْجَلَى : طول ما هو في البلاء يتجرع العلقم ويتألم ويتعب ويريد أن يخرج منه ، أول ما يمر من البلاء يقول سبحان الله ,وأنا أقول لكم شيء حدث لي ، وأنا كنت في بداية الطلب كنت فقيرًا ، لم يكن معي أي مال وكان مرتبي خمسة وخمسين جنيه ، وهذا الكلام كان خمسة أو ستة وثمانون ، أي من قريب ، وكنت أدفع خمسون جنيهًا قسط الشقة التي كنت ساكن فيها وكان يتبقى معي خمسة جنيهات وهذه الخمسة كانت مصاريف الشهر بالنسبة لي ، أنا أريد كتاب ، ولا أجد فلوس لأشتري كتب ، فكنت أذهب وأنسخ الكتب بيدي ، شرح معاني الآثار للطحاوي نسخت نصف الجزء الأول ، وهذا النصف الذي نسخته أكاد أكون أحفظه حتى اليوم ، وبعد أن أكرمني الله وصار معي فلوس أذهب إلى معرض الكتاب وأشتري بالعشرة أو الخمسة عشر كرتونة .فيه كتب أنا اشتريتها منذ خمس سنوات لم أنظر فيها حتى اليوم ، لماذا ؟ شهوة العلم تجعلني أشتري كتاب لا أحتاجه الآن ، لكن أقول ربما أحتاجه ، يأتي بحث من الأبحاث أو أحقق كتاب ويأتي لي بحث أحتاج إلى هذا الكتاب ، فيكون عندي ، أنا لم أستعمله أورثه لأولادي احتمال ولد من الأولاد يتخصص في اللغة أو, في غوامض اللغة يجد الكتاب ، تصور أنا لو غني وأنا معي فلوس من الأول وكل ما أدخل على المعرض أشتري بالعشرة أو الخمسة عشر كرتونة ، هل سأقرأ شيئًا ؟ لا لن أقرأ شيئًا ، فيكون الفقر نعمه أم لا ؟ نعم كان مؤلم ,وكان الواحد إذا دخل المكتبة يقف ويتحسس الكتاب ويحتضنه ويصعب علي أن أتركه ، خاصة الكتب التي كانت تطبع في مجمع اللغة العربية بدمشق ، وكانت كتبًا نفيسة ، لاسيما الأجزاء التي طبعها المجمع من تاريخ دمشق لابن عساكر .
قَيِّمَةٌ كِتَابِ تَارِيْخِ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرِ:وهذا الكتاب تاريخ دمشق لابن عساكر كان أمنية الأمنيات بالنسبة لي ، أخلع عين وأحصل على تاريخ دمشق لابن عساكر ، لماذا ؟ لأن الكتاب مملوء بالذهب ، يحتاج أن يقرأه المرء من أوله إلى أخره ، وهذا الكتاب مطبوع في ثمانين مجلدًا,حياة العلماء كل من وضع قدمه ولا يلزم أن يكون دمشقي أو, من أهل دمشق لكي يترجم له ، لا ، من اجتاز دمشق ومر لكي يذهب إلى بلد أخري يترجم له ، كل حاجة وصلت لابن عساكر- رحمه الله- وضعها في هذا الكتاب ، من أخبار صاحب الترجمة وغير ذلك وكان طبع أجزاء معينة ، فكنت أخذ تاريخ دمشق وأنا أدور في المكتبة وأنا أتفرج على الكتب وهو في يدي ، كان يصعب عليَّ أن أتركه ، وفي الآخر أضعه على المنضدة وأودعه بقلبي وإلى اللقاء ثم أذهب وأعود إلى المكتبة مرة أخري ,وطبعًا أريد أن أكتب ولكن خائف من صاحب المكتبة ، لو جلست ومسكت الكتاب وأخذت أنسخ ممكن يطردني أو يضربني أو يقول لما أتيت إلى هنا وغير ذلك ، وأنا لم أعرف حقيقة هذه النعمة إلا بعد أن تجاوزتها ، فدائمًا الإنسان وهو في قلب العاصفة دائمًا في ضجر ويريد أن يخرج من الذي هو فيه ,كنت وأنا أعمل في البقالة وكان الأولاد الذين يلعبون بالموتوسيكلات ويقومون برفعها من أمام لأعلى كالماعز ويتناطحون بالكاوتش ويضرب صاحبه وغير ذلك ، وأنا كان نفسي في دراجة أذهب بها من السكن إلى البقالة ، لأنني كنت أركب ثلاث مواصلات ، أذهب من الجبل الأخضر إلى العباسية ثم إلى مدينة نصر ، وطبعًا هذه المواصلة كانت مشكلة ، كنت أقضي فيها حوالي ساعتين في المواصلات .فقلت سبحان الله لو عندي موتوسيكل مثل هذا كنت ذهبت في خمس دقائق ووفرت وقتي ، فأنا أريد أن أقول لك أن الإنسان لما يتجاوز المحنة يعرف فضلها .
فَائِدَةٌ :أُرِيْدُ أَنْ أَقُوْلَ أَنْ الْعَبْدَ إِذَا ابْتُلِيَ ابْتِلَاءا مَا هُوَ ضَرَرٌ بِالْنِّسْبَةِ لَهُ لَكِنَّهُ إِذَا أَحْسَنَ الْظَّنَّ فِيْ رَبِّهِ انْقَلِبُ نِعْمَةَ.
فيكون من خصائص الإله أن يضر وينفع ، حتى يظن الإنسان المؤمن نفسه بما يظن هو أنه ضرر ، لكنه ليس في الحقيقة كذلك .
عمر بن الخطاب يقول: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع " ، فهذه إشارة أن هذه الحجارة كانت تعبد أم لا ؟ وأنها لا تضر ولا تنفع ، لا تضر صاحبها ولا تنفع صاحبها ، فما الذي يجعلني أقبل الحجر مع علمي أنه لا يضر ولا ينفع ؟ هو المتابعة ,فهذا الدليل ممكن أن أضعه في القسمين ، أضعه في القسم الأول على أساس أن العلة هي الإتباع ، وأضعه في القسم الثاني لأنه ليس هناك علة عقلية ، إنما أستطيع أن أرجع إليها تقبيل الحجر مع هذا التفصيل الذي ذكرته .مدخلنا إلى الأمر والنهي ، والكلام بخصوص الأمر والنهي كثير ، ولذلك نحن نطول هذه المسألة لماذا ؟ لأنه إذا صح وقوفك على الأمر والنهي صح توحيدك ، وصح إخلاصك في توحيدك ، فأنا عندي النصوص قسمناها إلي قسمين .
نأتي على مسألة الأوامر والنواهي ، النصوص الشرعية كلها لا تخرج عن خمسة أقسام التي أنهينا بها الدرس الماضي التي يسميها العلماء علماء الأصول.
الأحكام التكليفية الخمسة:-الوجوب ** والاستحباب ** والإباحة ** والتحريم ** والكراهة, كل أمر إيجاب في الشريعة في مقدور العبد أن يفعله ، الذي ممكن أن العبد لا يقدر أن يعمله هو بعض المستحبات ، لكن متى يستطيع العبد أن يفعل كل مستحب يصادفه ؟ إذا صح تنفيذه للوجوب ، لذلك بعض الأخوة لما كان يقول لي أنا يئست من نفسي ، لماذا ؟ أقرأ في ترجمة واحد من العلماء مثل سفيان الثوري أو أحمد بن حنبل وأحاول أن أعمل مثله ، هما يومان أعمل مثله ثم أجدني تركت الموضوع .كيف كان هؤلاء العلماء يعملون كل هذا ، وأنا لماذا لا أقدر أن أعمل هذا الكلام ؟ لأن أنت لما تريد أن تقلد سفيان ، قلدت سفيان بعد ما استوي وليس سفيان الذي عمره ثلاثة عشر سنة ، ولا هو سفيان الذي عمره خمسة أو سبعة عشر سنة ، ما نقل عن سفيان ولا غيره من العلماء ، ما نقل عنهم الأقوال ولا الأحوال إلا بعد ما صاروا أئمة ونظر إليهم وأشير إليهم ، حينئذً نقلت أقوالهم ونقلت أحوالهم ، أي استووا ,سفيان لم يصل إلى هذه الحالة إلا لما نفذ الواجبات على وجهها ، فلما نفذ الواجبات على وجهها سهل عليه فعل المستحبات ,لكن أنظر أنت إلى نفسك هل أديت الواجبات صحيحة وأتيت بها على وجهها ؟ ، لا ، لم تأتي بها على وجهها ، فكيف تريد أن تعمل المستحب ، طبعًا لابد أن يخونك المستحب .
وَإِنَّمَا يُعْرَفُ قَدْرٌ الْمَرْءِ فِيْ الْمُسْتَحَبِّ وَلَيْسَ فِيْ الْوَاجِبِ:في مسائل الورع تعرف قدر العبد وتعرف صبر العبد وهذا طبعًا واضح في الحديث الشهير المعروف الذي نحفظه جميعًا عن النبي- صلي الله عليه وسلم- عن رب العزة- تبارك وتعالي- :" من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب " ، وانتبه إلى هذا الترتيب " وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلىَّ مما افترضه عليه" ، وهذا هو القسم الواجب ونحن قلنا في المرة الماضية الواجب والفرض في مصطلح جماهير العلماء شيء واحد .عند الحنفية مختلف ، الفرض: ما ثبت بدليل قطعي ، والواجب: بدليل ظني ، الفرض: منكره كافر ، والواجب ليس كافر ، وعندهم تفريقات وطبعًا فيه آثار مترتبة على هذا التفريق ما بين الفرض والواجب ، عند سائر جميع العلماء الفرض والواجب شيء واحد .أول شيء الواجب " ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلىَّ مما افترضه عليه "" ولا يزال " فيكون المفترض أنه فعل كل الذي فرضه ربه عليه ، طالما أنه يريد أن يصل إلى درجة المحبوبية يفترض أنه عمل كل حاجة ، الفرض كله نفذه صح ، إذا نفذ الفرض صح ، يأتي القسم الثاني " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته "
هناك حبان:-الحب الأول: وهو الناتج عن فعل الفرض وامتثاله كم أمر ، هذا ينقله تلقائيًا إلى المرتبة الثانية التي هي النوافل " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " ، ونضرب مثلاً لتقريب هذه المسألة ولله المثل الأعلى . أنت رجل مدير عام صاحب مؤسسة ومعك ملايين وعندك ألوف العمال ، فيه خادم لمكتبك ، أنت تأتي تعمل بخمسمائة جنيه في الشهر ، والمطلوب منك واحد ، اثنين ، ثلاثة، أربعة ، فنفذ هذا الكلام بالضبط مثل ما هو يريد لكن كان هو خادم ذكي ، ووجد من خلال معاشرة صاحب الشركة أنه رجل يحب البخور ، يحب الرائحة الطيبة ، فمن غير أن يقول له أتى بالبخور وأشعله ويحب الورود الصناعية يمين وشمال وغير ذلك ويضع له هذا هكذا وهذا كذا دون أن يقول له وعمل هذه القصة . في المرة الأولي عندما نفذ الذي فعله ، لو الرجل ذهب لطلب علاوة وقال له أنا أريد علاوة أنا أعمل بجد وغير ذلك ، ما الذي سيقوله له ؟ أنت أتيت علي هذا المرتب ، والذي أمرتك به تفعله وأنا لم أقصر معك وأعطيك مرتبك فليس لك عندي شيء ، لكن لما هو أحرق له البخور ورتب له الورد وغير ذلك ، هل هذا يفهم أم لا ؟ هذا يفهم ، فيكون أخذ شيئًا زائدًا ، هذا الشيء الزائد لو ذهب وقال له أعطني علاوة أو أي شيء أخر هل سيعطيه أم لا ؟غاب علي أساس أنه مريض أو عنده عذر أنه يغيب ، يسمح له أم لا ؟ يسمح له ، هذا هو الحب .القسم الثاني: هذا الذي هو فعل المستحبات هذا الذي يوصل العبد ، ولذلك قال الله- عز وجل- " فأن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ..........إلي آخر الحديث " .
الْعَبْدُ لَا يَصِلُ إِلَيَّ دَرَجَةً الْمَحْبُوْبِيَّةِ فِيْ الْنَّوَافِلِ إِلَا إِذَا أُتِيَ بِالْفَرَائِضِ عَلَيْ وَجْهِهَا: فأنت لماذا ينفسخ عزمك إذا أحببت أن تقلد صحابيًا من الصحابة أو تقلد عالمًا من العلماء ؟ وتريد أن تنقل من حياته إلى حياتك ، لماذا تفشل ؟ لماذا ينفسخ عزمك ؟ لأنك لم تؤدي الفرض كما أمرت ، جرب أن تأتي بالفرض على وجهه فيسهل عليك الإتيان بالنافلة ، وفي نفس الوقت لا تيأس لأن الذين تقرأ عنهم في التراجم ما نقلت أحوالهم وأفعاهم إلا بعدما صاروا أئمة ، وأنت لا زلت في أول الطريق . فليس من المعقول وأنت في أول الطريق تكون مثل سفيان أو تقف مثل أحمد أو كالبخاري وهو يصلي لدغه ذنبور سبعة عشر مرة ، أنت لو جاءت لك بعوضة لو البعوضة موجودة أنت ستراقبها وقبل أن تأتي إليك تهز رجلك لكي لا تأتي ، هذا لم يتحرك البخاري وهذا طبعًا ثابت وإسناده صحيح ، وإسناده عالي أيضًا ، لأن الذي روى هذه القصة محمد بن أبي حاتم الوراق ، وراق البخاري في كتابه شمائل البخاري الذي ينقل منه الذهبي على طول ، فسبعة عشر مرة هذا الدبور يلدغ البخاري ولا يتحرك البخاري ,فأنا متى أصل إلى هذه الدرجة وأنا لازلت في مطلع حياتي وخائف من البعوضة تأتي إلي وغير ذلك ، وحتى أصل إلى دبور محترم يأتي وتكون لدغته شديدة وقوية مثل دبور البخاري هذا ، أنظر لما أصل وأقف هذه الوقفة .البخاري تعود طوال حياته أن ينفذ النصوص ، لم يكن جماعًا للكلام ، كان يسمع وينقل وكان يتدين البخاري وسائر الأئمة الذين لهم لسان صدق في الأمة كانوا يتدينون بما يروون .جابر بن عبد الله الذي في مسند الإمام أحمد لما الرجل المشرك جاء ، الصحابة غزوا غزوة وأخذوا امرأة رجل مشرك ، الرجل المشرك جاء وقال أين امرأتي قالوا له المسلمون جاءوا وغاروا علينا وأخذوا امرأتك ، فأقسم أن يريق في أصحاب النبي- صلي الله عليه وسلم- دمًا ، وصار يمشى كالمجنون وقال أين هم ؟ ، أين هم ؟ .
المهم الصحابة كانوا وصلوا إلى مرحلة معينة من الطريق ودخل الليل عليهم ، فالنبي- - قال: من يكلؤنا ، فقال واحد من المهاجرين أنال ، وقال واحد من الأنصار أنا الصحابة سينامون وهؤلاء هم ربيئة القوم هم الذين سيسهرون يحرسون الصحابة فقال المهاجري للأنصاري وأظن أن الأنصاري كان عباد بن بشر والمهاجري كان عمار بن ياسر إن لم تخونني الذاكرة ، المهاجري قال للأنصاري تكفيني أول الليل أو أكفيك أخره ؟ فقال له: لا اكفيني أخره .وقف الأنصاري لكي يصلي والرجل المشرك أخذ يبحث فوجد واحد يقف هو وقف يصلي ، فلما وجده يقف قال هذا هو ربيئة القوم ، فرماه بسهم ، فنزل السهم في جسم عباد بن بشر ، فذهب وشد السهم منه ثم ورماه به مرة أخرى ولم يتحرك ، حتى كان الأنصاري يموت دمًا ، أول ما أحس الأنصاري وخاف أن يكون وراء هذا المشرك الجيش قادم فيصبح المسلمين وهم نائمين تعجل في الصلاة وأيقظ المهاجري عمار بن ياسر ، فلما رآه يموج دمًا قال له حصل كذا كذا كذا ، فقال له لما لم توقظني ، قال كنت في سورة فأحببت أن أتمها ، والله لولا أنني على ثغر من ثغور المسلمين ما خرجت من صلاتي ولو خرجت روحي ، كلام معناه هكذا .هذا نفس الكلام السابق البخاري لما يروي مثلاً خبر مثل هذا الخبر ويحاول أنه يتصبر فيه مع أشياء أخري مثل استجماع قلبه ، وإذا استجمع المرء لقلبه نزعت قوة الجارحة كما هو معروف عند أهل العلم .
انْتَهَي الْدَّرْس الْتَّاسِع

الْمُحَاضَرَة الْعَاشِرَة
قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: ( خَطَرَت لِي فِكرَةٌ فيمَا يجرِي علَى كَثيرٍ مِن العَالَمِ من المَصائبِ الشَّدِيدةِ و البَلَايَا العَظِيمَةِ التي تَتَنَاهَى إلى نِهَايةِ الصِعٌوبَةِ فقُلتُ: سُبحَانَ الله إن الله أَكرَمُ الأَكرَمِين والكَرمُ يُوجِبُ المُسَامَحة فَما وَجهُ هَذِهِ المُعَاقَبة ؟ فَتفَكرتُ فَرأيتُ كَثِيرًا من النَّاسِ في وجُودِهِم كالعَدم لا يَتَصَفَحُونَ أدِلَةِ الوِحدَانِية ولَا يَنظُرُونَ في أَوامِرِ الله تَعالَى ونَواهِيهِ بَل يَجرُونَ على عَادَاتِهِم كَالبَهَائِم ، فإِن وَافَقَ الشَّرعُ مُرَادَهُم وإِلَّا فَمُعَولَهُم عَلى أغرَاضِهِم ، وبَعدُ حِصُولِ الدينَارِ لا يُبَالُونَ أَمِن حَلَالٍ كانَ أَم مِن حَرَام وَإن سَهُلَت عَليهِم الصَّلاةِ فَعَلُوهَا وَإن لَم تَسهُل تَرَكُوهَا ، وفِيهِم مَن يُبَارِزُ بالذِنوبِ العَظِيمة مَع نَوعِ مَعرِفَةِ النَّاهِي ، ورُبمَا قَويَت مَعرِفَةِ عَالِمٍ مِنهُم وتَفَاقَمَت ذِنُوبَه فَعَلِمتُ أن العِقُوبَاتِ وإِن عَظُمَت دُونَ إِجرَامِهِم ، فَإِذا وقَعَت عُقُوبَةٌ لِتُمَحِصَ ذَنبًا صَاحَ مُستَغِيثُهُم: تُرَى هَذَا بِأَي ذَنب ؟ وَيَنسَى مَا قَد كَانَ مِمَا تَتَزَلزَلُ الأَرضَ لِبَعضِه, وقَد يُهَانُ الشَّيخُ في كِبَرِهِ حَتَى تَرحًمَُه القُلُوب ، وَلَا يُدرَي أِنَّ ذَلِكَ لِإِهمَالِهِ حَقَّ الله تَعَالَى فشَبَابِهِ فَمَتَى رَأَيتَ مُعًاقَبًا فَاعلَم أِنَّه لِذِنُوب .)وكنا وقفنا في المرة الماضية عند قول الله تعالي في الحديث الإلهي عند البخاري وغيره :" من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلىَّ مما افترضته عليه " وكان هذا الكلام فرعًا على كلامنا عن الأحكام الشرعية الخمسة ، لما قلنا أن الأحكام إما في باب الأوامر ، إما أن تكون واجبة أو مستحبة أو مباح ، وفي باب المناهي إما أن تكون حرامُا أو مكروهًا
فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَنْبَغِيْ عَلَىَ الْعَبْدِ أَنْ يُرَاعِيَهِ هُوَ مَا افْتَرَضَهُ الْلَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْهِ: وليس هناك أمرٌ علي على سبيل الفرض يعجز العبد عنه إذا كان كامل الأهلية ، إنما قد يعجز عن بعض المستحبات ، لأن باب المستحبات أوسع بكثير من باب الواجبات ، وفي باب المستحب بعض الأوامر التي قد يعجز المرء عن تنفيذها لظروف خاصة ملمةٍ به ، كحديث أبو هريرة في صحيح مسلم والذي ذكرناه أكثر من مرة " أن رجلاً قال للنبي- صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني ، أحسن إليهم ويسيئون إلىَّ ، أحلم عليهم ويجهلون عليَّ ، أعطيهم ويمنعونني ، قال: إن كنت كذلك فإنما تسفهم المل _، أي: الرماد الحار_، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " .منذ عدة أيام اتصل بي إنسان يشكي لي مشاكل بينه وبين إخوانه والقطيعة بينهم منذ ثماني سنوات وأنه حزين أنه لا أحد يزوره لاسيما في رمضان وغير ذلك ، دخلت له في هذه المعاني وأتيت له بهذا الحديث ، وكل ما أحضه على المسامحة يقول لا أقدر ، أقول له وأنا أكلمك قاربت من البكاء ، من كثرة الكلام ، وأنت لازلت إلى الآن تقول لا أعرف ، ويقول عملوا معي كذا وكذا وكذا ، يا بني اسمع الكلام وافتح أذنك وأنا أكلمك ، وظللت معه حوالي ثلث ساعة ، ثم في الآخر قلت له يا أخي لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وأنا لا أستطيع أن أصل معه لحل ,فيه ناس كنت عندما أذكر هذا الحديث كانت تنفك المشكلة ، وفيه واحد لا يسمع الكلام فلا أستطيع أن أعمل له شيء ، وربنا- عز وجل- في القرءان ما ذكر عدلاً إلا ذكر بعده إحسانًا﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ﴾ (النحل:90) ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ (النحل:126) ، هذا هو العدل﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾(النحل:126) ، وهذا هو الإحسان﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾هذا هو العدل﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾(الشورى:40) .كل عدل يعقبه إحسان ، لماذا ؟ لأن الله يحب الإحسان وكتب الإحسان على كل شيء كما قال -:" أن الله كتب الإحسان على كل شيء ، إذا قتل أحدكم فليحسن القِتلَة وإذا ذبح فليُحسن الذِبحَة وليُحِد أحدكم شَفرَتهُ ولِيُرِح ذَبيحَتَه " ، وصل الإحسان إلى هذا الحد مع ذبح الأنعام التي أبيح لنا أن نأكلها ، حتى الرسول- - يقول:" لا تتخذوا الدواب كراسي " ، هذا من الإحسان ، تركب الحيوان يجوز وتمشي به يجوز لكن إذا وقفت لتري نفسك ساعة من الوقت فلا تجعلها كرسي انزل على الأرض ، وهذا أيضًا من باب الإحسان
لَا يَجُوْزُ أَنْ يَهْجُرَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ فِيْ الْدُّنْيَا فَوْقَ ثَلَاثٍ:وتكلمت بما فتح الله به ومع ذلك لم أستطيع أن أهزه أو أحركه ، هذا في المستحبات الواجب عليه ألا يقطع رحمه ، لأن النبي- قال:" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" ، وهذا في الخصومات في الدنيا ، أما الخصومات في الدين فيجوز أن تهجره إلى أن يموت أو إلى أن تموت مختصمين علي شيء في الدنيا هي ثلاثة أيام فقط ، وتقطع هذا الخصام بالسلام لو اتصلت عليه وقلت له السلام عليكم ، ما أخبارك ؟ ثم جعلته خلف ظهرك فبذلك يكون انتهى الخصام وعملت ما عليك وقطعت الخصومة بالسلام .
الْهَجْرُ فِيْ الْدِّيْنِ غَيْرُ مُحَدَّدٌ الْمُدَّةِ :أما الخصومة في الدين ممكن أن تواصل كما هاجر النبي- كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية الواقفي في حديث غزوة تبوك هجرهم خمسين ليلة ، هذا إنسان مبتدع وأنت بذلت جهدك وكل ما تستطيع وأحسنت إليه وهو لا يرجع ومصر أن يكون مبتدعاً أو رأسًا للبدعة وغير ذلك وظهر لك أن تهجره ، فيجوز أن تهجره لله ويكون أكثر من ثلاثة أيام ,فهذا نص ، إذا تجنبت الخصومة أكثر من ثلاثة أيام فهذا نص أنت تستطيع أن تفعله ، واحد آخر لا يستطيع أن يفعله ، باب المستحبات واسع جدًا ولا يحيط بكل نصوصه إلا نبي ، لا يعمل كل الواجبات على وجهها وكل المستحبات على وجهها إلا نبي ، لأنه ما من أحد من كما قال الشافعي- رحمه الله- إلا وتعذب عنه سنة لرسول الله ، ممكن تغيب عنه السنة أو يعجز عن فعلها ، أو ممكن يخرج عن طوره ، حتى الرجل الفاضل ممكن يخرج عن طوره ، وقد يتكلم بكلام قد يندم عليه بعدما يهدأ كيف حصل منه مثل هذا .
مَا يَنَالُ بِهِ الْمَرْءُ أَوَّلَ الْحُبَّيْنِ:كل الفرائض مطاقة ومن أتي بالفرائض علي وجهها في حدود استطاعته وبذل أقصى ما عنده نال أول الحبين" وما تقرب عبدي بشيء أحب إلىَّ مما افترضه عليه " إذا فعل هذه الواجبات على وجهها أخذ الحب الأول ، وهذا الحب الأوليفتح له الباب إلي النوع الثاني من الحب ، " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها .......إلى أخر الحديث " .
عُنْوَانُ الْعُبُوْدِيَّةِ:تنفيذ الأوامر والنواهي هذا هو عنوان العبودية ، الذي يقف عند حدود الأمر أو عند حدود النهي ، فهذا هو الذي حقق العبودية على أصلها ، وتعرف العبد في لحظات الغضب ، تعرف دينه في الغضب ، أنظر إلى الحديث في صحيح البخاري الأحنف بن قيس لما قال له عمه الحر بن قيس قال له إن لك وجه عند هذا الأمير فأدخلني عليه ، فدخل عليه أول ما دخل نظر إليه وقال: "هيه يا بن الخطاب والله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فهم به عمر ,فقال له الأحنف بن قيس ، يا أمير المؤمنين إن الله- عز وجل- يقول فيكتابه:﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾قال:فو الله ما تجاوزها عمر ، وكان وقَّافاً عند كتاب الله )الْخُصُوْمَاتِ هِيَ الَّتِيْ تَظْهَرُ مَعَادِنُ الْنَّاسُ وَلَيْسَ الْرِّضَا:أنت تعرف معدن أي إنسان في الخصومات وليس في الرضا ، الرضا نحن نراه جميل مع بعض لماذا نتخاصم ؟ ، ولماذا نتشاحن ؟ ، ولماذا نغضب مع بعض ؟ لا في الخصومات تعرف معدن كل إنسان ، بينك وبين أحد خصومة وكاتب له شيك أخذت منه فلوس ، أخذت منه بضاعة ، كتبت له شيك علي بياض أنت مماطل معه أو غير ذلك يذهب لواحد محامي ويقول له ضع لي فيه مائة ألف ، وأنت لك ألفين أو غير ذلك ، وأنت تقول أنا أصلًا سوف أشتكيه بمائة ألف وبعد ذلك سوف آخذ منه الآلفين فقط .أنت عندما وضعت مائة ألف في هذا الشيك هل هذا من حقك أن تفعل شيء مثل هذا ، أنا أريد أن أعرف أين حقوق الأخوة في هذه القصة ؟ فهو معسر وظهر لي أنه معسر وأنا أيضًا معسر ، لكن بان لي أنه معسر ولا يستطيع السداد فيظهر معدن كل إنسان في هذه المسألة ، راقب الناس في الخصومات تعرف معادنهم ، تعرف اللئيم من النبيل ، مجرد ما يُذَّكر عمر بأية ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾(أل عمران:134) أَرْكَانِ الْحُلُمَ :(كظمٌ وعفوٌ وإحسان) هذه أركان الحلم الثلاثة ولا يكون المرء حليمًا إلا بهذه الأركان ، يمدح بأي واحدة منهم يمدح ، لكن لا يقال حليمًا ولا يأخذ فضل الحلم ودرجة الحلم ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ ممكن أنت أن تكظم الغيظ ، لكن أنت ستنفجر من داخلك .﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ يكون يعفو ويصفح .﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ ترسل له هدية . من الذي يعرف أن يفعل هذه ؟ (كظمٌ وعفوٌ وإحسان ،)الإحسان هذا هو الذي يفك هذا الغل الناتج عن الغيظ .
شَكْلِ الْحَرْفْ فِيْ الْلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يَخْدِمُ الْمَعْنِيّ:وأنظر إلى كلمة الكاظمين ، اللغة العربية أحد مميزاتها أن الحرف يخدم المعني شكل الحرف يخدم المعنى أنظر شكل الظاء مبعجر على الآخر كأنه سينفجر والكاظمين تحس أنك مريض ، والغيظ وانظر إلى شكل الظاء في الغيظ ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قال: فما تجاوزها عمر وكان وقافًا عند كتاب الله ، فيكون عنوان العبودية الأمر والنهي .بن الجوزي وضع يده علي فعل اللئام .قال: (فإِن وَافَقَ الشَّرعُ مُرَادَهُم فعلوه وإِلَّا فَمُعَولَهُم عَلى أغرَاضِهِم)مثلما يحدُث يأتي أي إنسان يستفتي أو يسمع فتوى أن وضع الأموال في البنوك الربوية حرام ، ويقول: هؤلاء معقدين الدنيا وجعلوا الناس يكرهون معيشتهم وكل حاجة حلال حرموها ويجعلون المركب التي تسير تقف ، وترك العالم وترك الفتوى ثم دخل في هذه الحدوتة ، ومعروف الذي يأخذ قرض من البنك يستحيل أن يسده إلا بعد خراب بيوت ، وممكن يموت وفي الغالب يموت وعليهم الديون ، لأن أسهل شيء أنك تأخذ ، أي( نعمت المرضعة وبئست الفاطمة )عندما يذهب ليحمل الفلوس من البنك ويضعها في الحقيبة يكون سعيداً ، بماذا أخذها ؟ بإمضاء وقع وأخذ مائة ألف أو مائتين ألف أو غير ذلك فرحان وسعيد ، فهذه نعمت المرضعة وهو يرضع لا يوجد أي مشكلة .وبئست الفاطمة: لما جفت المسألة وأراد أن يرجع الفلوس ، لا يستطيع أن يردها ,لأنه يؤجل كل سنة ولا يوجد بركة أبدًا ، الإنسان الذي يتعامل بالربا لا يمكن أن يبارك الله له أبدًا ، أول ما يتورط يأ
رد مع اقتباس