الموضوع
:
الرسالة السابعة : تعلم ما نفسي
عرض مشاركة واحدة
#
1
08-07-2011, 06:02 AM
محبة الخطاب
عضو ماسي
الرسالة السابعة : تعلم ما نفسي
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ..
فاللهم
إن كانت رحمتك للمحسنين فإلى أين تذهب آمال المذنبين .؟!
إلهي !
ببابِكَ أنخنا ، ولمعروفِكَ تعرّضنا ، وبكرمِكَ تعلّقنا ، وبتقصيرِنا اعترفنا ، وأنتَ أكرمُ مَسئُولٍ وأعظمُ مأمُولٍ :
اللهُمّ
ارحم عباداً غرّهُم طولُ إمهالِك ، وأطمَعَهم دوامُ إفضالِك ، ومدّوا أيديَهم إلى كريمِ نوالِك ، وتَيقّنُوا ألاّ غِنىً لهم عن سُؤالِك .
إلهي
! أنا الفقيرُ في غِناي ، فكيفَ لا أكونُ فقيراً في فَقري ؟!
إلهي
! أنا الجاهلُ في عِلمي ، فكيفَ لا أكُونُ جَهُولاً في جَهلي .؟! إلهي ! مِني ما يلِيقُ بلُؤمِي ، ومِنكَ ما يَلِيقُ بكرَمِك .
إلهي
! ما أعطفَك عليَّ وأكرمَك ! معَ عظيمِ جَهلي ، وما أرحمَك بي ! مع قبيحِ فِعلي ، وما أقربَك مِني برحمتِك ! وما أبعدَني عنك بجَهلي وإسرافي على نفسِي .؟!
أحبتي ...
صفدت الشياطين وبانت مشكلة
" النفس "
، والتغير لن يدوم إلا إذا حققنا شرط المعادلة
" حتى يغيروا ما بأنفسهم "
،
وثمرة الصيام لن تتحقق إلا بأن تلهم النفس " تقواها " ، ومكمن الإشكال
" قل هو من عند أنفسكم "
، مشكلة " الأمارة بالسوء " ،
مشكلة ما اعتادت عليه من كسل أو عجز أو بخل أو حب للدنيا ، ولذلك نريد مجاهدة حقيقية لأنفسنا .
قال ابن المبارك :
رابط بنفسك على الحق حتى تبقيها على الحق فذلك أفضل الرباط
.
وكان إبراهيم بن أدهم يقول :
ما قاسيت شيئا من أمر الدنيا أشد عليَّ من نفسي، مرة عليَّ ، ومرة لي ، وأما هوائي فقد والله استعنت بالله عليه فأعانني ، واستكفيته سوء مغالبته فكفاني ، فوالله ما آسى على ما أقبل من الدنيا ولا ما أدبر منها .
فالنفس العدو الأول أخطر من الشيطان ، ومن الدنيا ، ومن الهوى.
فماذا نصنع معها ؟
(1) أدمن هذا الدعاء في الأسحار :
اللهم!
إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم، وعذاب القبر.
اللهم!
آت نفسي تقواها، وزكهاأنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم
! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها).
(2) سايسها فتارة تريحها وتارة تغالبها على فعل الطاعة :
الآن لابد أن تقرأ كثيرا وتستدرك ما فاتك ، منذ أول رمضان ولم تقم القيام الذي ترتقي به ،
أين من تورمت أقدامهم من طول القيام ، النفس تأبى فما العمل ؟
ألزمها
: أقسمت يا نفس لتفعلي كذا وكذا .
تحرمها مما يريحها لتتعود الطاعة والمطاوعة
" رب اجعل نفسي لك مطواعة "
ومن هنا فآية التدبر في الجزء السابع :
" تعلم ما نفسي ولا أعلم ما نفسك "
فهذه الآية علاج لآفات النفس .
كيف ؟
إنها المراقبة
أن تلاحظ أن الله يعلم ما تكن الصدور وما تخفي الأنفس ،
فهل تتخيل أن الله يعلم خواطرك السيئة التي تسول لك بها نفسك ؟
فهل تتخيل أن هذا معروض أمام الله تعالى .. ألا تستحي ؟!!
فاحذر انتقامه : "
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
لما حذرك من نفسه ، ذكرك أنه يعلم ما نفسك وما في قلبك ،
فهل ارتعدت فرائصك أم القلب قاسي ؟؟؟
فادعه خوفا وطمعا
اللهُمَّ
يا راحِمَ عَبرتِي ، يا مُقيلَ عَثرتي ، يا رُكني الوثيق
ويا مَولايَ المُشفق ، ويا رَبَّ البيتِ العَتيق ، يا فارجَ الهمّ ، وكاشِفَ الغَمّ ، ويا مُنزِلَ القَطرِ ،
ويا مُجيبَ دَعوةِ المضطرّين ، يا رحمَنَ الدنيا والآخرةِ ورَحيمَهما ، يا كاشِفَ كُلّ ضُرّ وبَليّة ،
ويا عالمَ كُلِّ خَفيّة ، يا أرحمَ الراحمين .
اللّهُمَّ
إنّكَ تَعلمُ سِرّي وعَلانِيتي ، فاقبل معذِرتِي ، وتَعلَم حاجَتي فأعطِني سُؤلي ،
وتَعلَمُ ما في نفسِي فاغفِر لي ذُنوبي .
سؤال الرسالة السابعة :
من باب " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " وليست العبرة بالكثرة ولكن من باب التركيز والمجاهدة للنفس على عمل صالح
مع انتهاء الأسبوع الأول من رمضان : كم ختمت حتى الآن ؟؟
ولا تنسى
قيم نفسك
وكتبه
هاني حلمي
الليلة السابعة من رمضان
محبة الخطاب
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها محبة الخطاب