عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 11-05-2010, 08:25 AM
ام بسمة ام بسمة غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

(البوسنة والهرسك )


مأساة المسلمين في أرض البلقان




الموقع والمكان:ـ


هي دولة تقع في البلقان بجنوب شرق أوروبا، إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. تقع في جنوب أوروبا. يحدها من الشمال والغرب والجنوب كرواتيا، من الشرق صربيا ومن الجنوب الغربي جمهورية الجبل الأسود، وهي تكاد تكون دولة مقفلة لا ساحل لها على البحر فيما عدا شريط ساحلي طوله 26 كيلومترا على البحر الأدرياتيكي تقع في منتصفه مدينة نيوم الساحلية[3]4]. تقع الجبال في الوسط والجنوب، والتلال في الشمال الغربي أما شمال غربي البلاد فهي مستوية. وتعتبر البوسنة إحدى المناطق الجغرافية الضخمة التي لها مناخ قاري معتدل، حيث حارة صيفا وباردة مع هطول الثلوج شتاءا. تقع مقاطعة الهرسك الصغرى إلى الجنوب من الجمهورية، وهي ذات طبيعة جغرافية ومناخ متوسطي.
تعتبر البوسنة موطن لثلاث "عرقيات أساسية": البوشناق وهم أكبر المجموعات العرقية الثلاث، يليها الصرب ثم الكروات. بغض النظر عن العرقية فإن مواطني تلك الجمهورية يسمون بالبوسنيون. والفارق ما بين البوسنيون والهرسكيون هو فارق جغرافي وليس فارق عرقي. ثم أن البلد ليست له مركزية سياسية، فهي تضم كيانين يحكمانها: اتحاد البوسنة والهرسكوالجمهورية الصربية، بالإضافة إلى مقاطعة بريتشكو بوصفها كيان ثالث.


دخول الإسلام في البوسنة والهرسك :ـ


ان عصر الخليفة العثماني محمد الفاتح 1429 ـ 1481 م شهد دخول الاسلام الى شبه جزيرة البلقان بعد ان تجاوزت الجيوش العثمانية بحر ايجة، متقدمة نحو صوفيا عاصمة البلغار. وحين الاستيلاء عليها، بدأ العثمانيون ينشرون الاسلام في تلك المناطق. وتذكر المصادر التاريخية ان السلطان محمد الفاتح حينما وصل الى منطقة البلقان تعامل مع أهلها على اساس التسامح ومبدأ الحرية في العبادة لأصحاب الاديان الاخرى، وقد دوّن ذلك ضمن معاهدة خاصة معهم.
ويذكر ان الشعب البوسني كان يحمل عقيدة هي الى الاسلام اقرب من غيرها، وتسمى بوغوميلي، وتعني حب الله. فما ان وصلهم الاسلام حتى دخلوا فيه واعتنقوه. وفي هذه الفترة شهدت يوغسلافيا حكماً ادارياً منظماً حيث قسّمت البلقان الى ولايات لكل منها حكومتها الخاصة وعاشت مرحلة من الانفتاح على الاسلام وتعاليمه. وبدأت المدارس والمساجد تضم عشرات المتعلمين والدارسين، وكان الخط البوسني آنذاك يستخدم الحروف العربية ونتيجة لذلك دخلت العديد من الكلمات العربية والتركية والفارسية الى اللغة البوسنية. وقد استمر الوجود الاسلامي في البوسنة وشبه جزيرة البلقان بشكل عام حوالي اربعة قرون
معالم تاريخية
وقد دونت البوسنة والهرسك تاريخها على اساس مساجدها ومدارسها العلمية الاسلامية، ومن اقدم مساجد البوسنة مسجدا وستيكونا الواقع قرب مدينة فوجا، والذي تم تشييده عام 1438 م ومسجد الاوزا الذي تم بناءه عام 1550م و الذي يقال انه اجمل مسجد في اوروبا قاطبة، ومنها مسجد القاضي هو سريف بك المشيد عام 1513م.
ومن المعالم الاثرية الاخرى مدرسة خسرو بك ومكتبتها التي تحوي مؤلفات العديد من الكتّاب المسلمين، في سراييفو.


نبذة تاريخية عن مشكلة البوسنة والهرسك
ففي عام 1878 م انتهت السيطرة العثمانية على البوسنة بدخول الجيش النمساوي والذي حكم على مدى اربعين سنة بالحديد والنار، مارس خلالها القتل والتنكيل بالمسلمين. لذلك شهدت البوسنة العديد من الانتفاضات الاسلامية وبقي التيار الاسلامي نشطاً فيها رغم ان العديد من الاسر المسلمة اضطرت الى الهجرة خوفاً من بطش الحكم، حيث بلغت اعداد المهاجرين نصف السكان، ففي تركيا وحدها اليوم ـ مثلاً ـ هناك اكثر من اربعة ملايين مسلم من اصل بوسني


وفي العصر الحديث :.
واثر التطورات التي شهدها الاتحاد السوفيتي ـ السابق ـ ودول شرق اوروبا، صوّت 64% من الشعب البوسني في 29 نوفمبر 1991 لصالح الاستقلال عن الاتحاد الفدرالي اليوغسلافي، وفي السادس من نيسان عام 1992 اعترفت المجموعة الاوروبية باستقلال البوسنة.
في اليوم التالي لذلك ـ الاعتراف ـ انهالت القذائف الصربية على شعب البوسنة وبدأ عدوانهم الذي استمر اربع سنين شهد عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى والمشردين من شعب البوسنة. فقد دمرت مدن المسلمين واحياءهم وابيد نسلهم ودفنوا في مقابر جماعية لازالت تكتشف لحد الان، وبيع ابناءهم في سوق الرقيق في دول اوروبا المتحضرة و. مما جرى على هذا الشعب الذي منّ عليه الله بالنصر نتيجة للمقاومة الباسلة التي ابداها قادةً وشعباً.


في يوم 6 إبريل عام 1992م اجتاحت عصابات الصرب – الأرثوذكس – جمهورية البوسنة والهرسك المسلمة.


كانت البوسنة تظن أن من حقها الحصول على الحرية بعد انهيار يوغسلافيا الشيوعية، مثلما حصلت كل من " صربيا " الأرثوذكسية ، و كرواتيا – الكاثوليكية- على استقلالها ، لكن الأشقاء في البوسنة كانوا سُذَّجَاً" بعض الشيء، إذ توهموا أن "أوروبا" المسيحية سوف تسمح "للمسلمين" بدولة مستقلة حُرَّة في قلب "البلقان" !! .
قالها الرئيس الفرنسي الأسبق "فرانسوا ميتران" للرئيس البوسني المفكر الإسلامي الكبير علي عزت بيجوفيتش : " إني أشم فيك رائحة الأصولية، وعليك أن تفهم أننا لن نسمح بدولة "إسلامية" في قلب أوروبا "المسيحية"!! ولعل هذا يفسر كذلك رفض الاتحاد الأوروبي لانضمام تركيا المسلمة إليه!!





صورة الرئيس علي عزت بيجوفيتش


الرئيس الذى ظل صلبا فى قلب المأساة , لم يفر ويهرب من الحصار




بل قرر ان ينتصر لكرامة شعبه..بل لكرامة المسلمين أجمعين


وهكذا تغاضت كل دول أوروبا عمداً عما يخطط له الصرب، فأغمضت عيونها وأصمت آذانها عن صرخات ملايين الضحايا من المدنيين المسلمين في البوسنة، الذين تعرضوا لواحدة من أبشع المجازر في التاريخ الإنساني كله . بل إن كثيرا من الممارسات الصربية والكرواتية – المسيحية – ضد مسلمي البوسنة لم يفعل مثلها أسلافهم الرومان والإغريق ضد العبيد !! .
وقد بلغ عدد شهداء البوسنة والهرسك أكثر من 250 ألف شخص ، فضلاً عن مئات الألوف من الجرحى والمعوقين ، وتدمير عشرات الألوف من المساكن والمدارس والمساجد ، واغتصاب 40 ألف امرأة وفتاة، بعضهن لم يتجاوز العاشرة من العمر!!! وفي المقابل لم يرتكب مسلم واحد جريمة اغتصاب واحدة لأسيرة صربية أو كرواتية فى المناطق التي حررها المسلمون بعد ذلك ، وهذا هو الفارق بيننا وبين أدعياء الحضارة المسيحية الغربية (*) .



وللمراجعة العامة


راجع كتاب حمدي شفيق: دموع سراييفو – ملحمة البوسنة والهرسك – طبعة القاهرة 1993م.
منقول للفائدة
تابعونا باذن الله تعالى

مع بلد اسلامية جديدة
رد مع اقتباس