و إن قيل:- هل الله في جهة؟ فقل:- إن لفظ الجهة من الألفاظ المجملة التي لا أقبلها مطلقاً ولا أردها مطلقاً وإنما هو عندي موقوف على التفصيل فأما اللفظ فلا أثبته ولا أنفيه وأما المعنى فأستفصل فيه فإن أريد بها جهة سفل فهذا باطل لأن السفل نقص والله تعالى منزه عن النقص, وإن أريد جهة علو محيطة فهذا باطل أيضاً لأن الله تعالى لايحيط به شيء, وإن أراد جهة علو غير محيطة فهو حق وصدق ولكن لا أطلق عليه جهة وإنما أسميه بما سمَّته الأدلة به وهو أن نقول:- الله في العلو المطلق.
|