عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-02-2009, 06:17 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

تفريغ الجزء الأول من الجزء الثالث من الدقيقة :60:10:30 إلى 85:30

... وكذلك الذي يقول بأن الله عز وجل جبره فهو يدعي علم الغيب . فالقدر سر الله عز وجل الذي أخفاه عن عباده . الذي يقول أنني مجبور . إذن هو يدعي علم الغيب . ولكن هذا محال .

ثم بعد ذلك قلنا بأننا إذا سلمنا لهذا الذي يحتج لعطلنا الشرائع . (وهذه تابعة للنقطة التي ذكرناها من قول الله تعالى {فاتقوا الله ما استطعتم } .. كذلك إحتجاج إبليس عليه لعنة الله
{ {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }الأعراف16 ولم يق// الله عز وجل منه (01:11:22 ) .
وذكرنا حجج قريبة من هذا المنحى .

وعليه ذكرنا آخر شيء كان : إذا أراد الإنسان الولد فلابد عليه أن يتزوج . فنقول لهذا الجبري عليك ألا تتزوج إلى أن يرزقك الله عز وجل بالولد . وكذلك الذي يهاجمه سبع . فالمفترض أنه لا يهرب . المفترض أنه يمكث ويكون صيدا ثمينا لهذا السبع . إن شاء الله عز وجل عافاه وإن لم يشأ افترسه السبع ! ...
فلابد من الأخذ بالأسباب .{ثم أتبع سببا }

ونقول أيضا أن الذي يحتج بالقدر فعله يشبه فعل المجانين . الإنساء يقول أنا مجبور على فعل شيء معين ، بجانب ما ذكرناه أنك مثلا لو اعتديت عليه وضربته يقول : أنت ضربتني . ولو قلت له هذا قدر . لقال بالمذهب الصحيح في هذه المسألة : لا بل أنت الذي ضربتني .
هذا حال المجانين نسأل الله السلامة والعافية .

كذلك ، لماذا شرَّع الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ ...
أمر قدره الله عز وجل على هذا العاصي . رجل كان في مكان يتغزل بالبنات مثلا . والآن جاء رجل يعظه ويذكره بالله .. فنقول : لا تذكره يا أخي ، دعه . هذا أمر قدره الله عز وجل عليه .
هذا هو المفترض أن يكون حسب كلامهم .

إذن ، لا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر . دعك من هذه المسألة أصلا . فهذا أمر قدره الله عز وجل على هؤلاء ! ... وهذا محال .
لماذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر " . ولماذا يقول الله تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِوَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104
أولئك هم المفلحون : كيف يمدح الله تعالى أناسا يفعلون شيئا لا قيمة له . وهل هذا يكون في حق الله عز وجل ؟ . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

طيب ، إذا كان يجوز الاحتجاج بالقدر . وجيء بسارق لقطع يده . إذن المفترض ألا يقام عليه الحد.
والمفترض أن يحاجج القاضي . فلماذ لا تحاجج القاضي وتحاجج الله تبارك وتعالى ؟ .
هل يستطيع هذا الذي سرق أن يقول للقاضي : لماذا تحاسبني وتريد أن تقطع يدي على شيء قدره الله علي ؟ .. هل يقول هذا أحد ؟ . هل يقول هذا عاقل ؟ .. محال .
لكن يتجوزون به على الله تبارك وتعالى ... والله حليم .

المحتج بالقدر يقول : لا نؤاخَذ . لأن الله كتب ذلك علينا . فكيف نؤاخذ بما كُتب علينا ؟ .
نحن نقول : أن مسألة الكتابة ، كما ذكرنا ، تابعة للعلم :علِمَ الله عز وجل بعلم أزلي وكتب هذا العلم . ليس فيه أنه جبرك على ما ستفعله . وإنما هو فقط سبحانه وتعالى لأنه علِمَ .

شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كان يتكلم عن فحوى هذه العبارة ، فقال : ولهذا قال بعض العلماء فيمن هذا شأنهم ( يتكلم عن هذا الرجل الذي هو متخبط ) .فيقول له أنت عند الطاعة قدري . وعند المعصية جبري . أي مذهب وافق هواك تمذهبت به .
عند الطاعة : الحمد لله أنا الذي قمت بهذا العمل .
عند المعصية : أمر قدره الله عز وجل علي .
المفترض ، حتى الأقل ، خذ قولا واحدا وتكون تدين الله عز وجل به . إما أن تكون قدريا أو جبريا أو {وكذلك جعلناكم أمة وسطا }.

لذلك يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ عن المحتجين بالقدر : هؤلاء القوم إذا أصروا على هذا الاعتقاد كانوا أكثر من اليهود والنصارى .

فماهي الأمور التي يجوز فيها للإنسان أن يحتج بالقدر ؟ .
كما ذكرنا . إنسان هدم بيته . إنسان تلف زرعه ... إلخ .. من الأشياء التي لا دخل له فيها . فيقول هذا أمر قدره الله عز وجل ... في قضية المصائب . أما في الذنوب ، فلا .


س/ ........... ؟
ج/ نقول بالنسبة لمسألة التحليلات . (هذه نستطيع أن نقول عليها تحليل) . إذا كان يُستفاد منها فائدة.. لكن لا تقول أنها هي السبب أبدا . هو تقدير الله عز وجل . لكن كان من أسباب ذلك كذا وكذا . مثل مسألة العدوى . أنت الآن بجوار أخ عنده برد . عندما ترجع إلى البيت تجد نفسك قد أصبت بالسعال والحرارة .. فتقول السبب عادي . مع الأخ حصل لي كذا وكذا ... هذا طبعا خطأ.
خالفت العقيدة . لكن هو قدر الله عز وجل . وأفضل شيء نجمع به بين الأحاديث نقول أن تجنب المريض ، هذا أخذ بالأسباب . لكن قد أجالس المريض ولا يصيبني المرض . المرض بيد الله تعالى هو الذي يقدر أن تمرض أو لا تمرض .
إذن لا عدوى تعديك إلا بأمر الله تعالى . ولكن عليك أن تأخذ بالأسباب : فر من المجذوم كما تفر من الأسد . وهذا أولى . جمع به أهل العلم ـ رحمهم الله تعالى ـ وهو مذهب أهل السنة والجماعة .

س/ ......... ؟
ج/ يعني يقول الذي أمرضني فلان لأني جلست معه . وانتهت المسألة ... فمن أعدى الأول ؟ .النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك . المسألة أن هناك سبب . ليست المسألة نفي جنس العدوى.
أن لا ليس هناك عدوى مطلقا . لكن هو حتى في سياق الحديث " لا عدوى ولا طيار" المقصود ألا تتعلق بهذا السبب على أنه هو الذي أدى بك إلى هذا المنحى . لكن قد يكون بسبب مجالستك . وممكن تكون أنت بجوار هذا المريض وتصاب بالمرض . ليس منه . وإنما الذي قدره عليك هو الله عز وجل . طبعا في الحالتين الله تعالى هو الذي قدره . لكن هل هو السبب أم غيره . في كلتا الحالتين الله عز وجل هو الذي إبتلاك بهذا المرض . لكن ما السبب ؟ . قد يكون هذا ابتلاء . يريد الله عز وجل أن يخفف عنك . وأنت لم يصلك أي شيء من هذا الأخ المصاب .

س/ ... ؟
ج/ يعني أنه يعتقد أن الذي أمرضه هو جلوسه بجانب هذا الشخص . هذا حرام . حتى لو كان هذا سبب ، لكن لا يعتقد أن المرض جاءه من هذا .
إبراهيم عليه السلام قال {وإذا مرضت فهو يشفين}.
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته