عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 06-03-2013, 12:04 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

لابد أن تتصوري العلاقة العظيمة، في الحديث الآخر: (حتى النملة في جحرها) ولذلك لا تمر عليك النملة يا طالب العلم كما يمر عليك أي شيء، ترى أنت لك علاقة بالنملة كما لك علاقة بالحوت ما علاقتك؟ هذه من بين ذكرها وتسبيحها لربها تخصّك باستغفار، فانظر كيف العلاقة العظيمة. ماذا تتصور قلب عبد وحال عبد يستغفر له هؤلاء؟ أنت تعرف كم عدد الملائكة ؟! عدد عظيم، إذا كان البيت المعمور يدخل له كل يوم في رواية مئة ألف وفي رواية سبعون ألف لا يعودون إليه مرة أخرى ! كم عددهم يعني ؟! وكل هؤلاء يستغفرون لك. ولما الأطهار يستغفرون لبني آدم ماذا تظن أنه حادث ؟ فأكيد أن يكون قلبك مهيأ لزيادة
الإيمان، لابد أن يكون هذا الطريق سببًا لزيادة الإيمان. ثم يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)
كثير من يقول: أنا الآن حاسس في قلبي إيمان وحب للدين فلأدخل مباشرة على العمل لأن الناس يحسبون إنجازاتهم بكم ركعة صليت؟ وكم جزء خلصت؟ هكذا نفكر فماذا يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى نتجه كما ينبغي ؟ ماذا يقول ؟ (وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) تصور واحد يعبد وواحد يطلب العلم، الذي يطلب العلم فضله على العابد كفضل القمر المنير الذي يشترك مع الكواكب في علوه وفي كونه كوكبًا ، لكن يزيد عليهم بأنه منير، ينتفع هو وينفع غيره، وهذا وجه المقارنة والفارق بين هذا وذاك.

((وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارًا ، ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))
يقال لك: هذه تركة فلان هذه ورثة فلان تعال لك نصيب فيها، هكذا العلم والأنبياء، أنت الآن يقال لك: ترك لك النبي-صلى الله عليه وسلم-هذه الورثة هذه التركة، تعالي خذي نصيبك منها، من هذا أحد يأتي ويقول له: ترى فلان الفلاني العظيم ترك لك شيء من الميراث تعال وخذه؟ من هذا الذي يترك؟ ثم لما يكون هذا العظيم هو النبي الكريم على ربه، من هذا الذي يبخل على نفسه أن يقبل على الميراث؟ لكن المحروم من حرمه الله.

لابد أن هناك علة أشغلتنا عن هذا، وهذه العلة ستظهر لنا في سورة الحديد وسورة يونس وستظهر في مواطن عدة أن هناك علة أشغلتنا، والله ـ عز وجل ـ يقول {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ }[1] أين أنتم يقوم عن دار السلام؟ ما الذي أشغلنا عن دار السلام؟ فقط اقرأ الآيات التي قبل ستعرف ما الذي أشغلنا عن دار السلام، وهذه هي وقفات التأمل التي نرجوها، من أجل أن يتبين لنا ما الذي صرف قلوبنا عن هذا الميراث عن هذا الأمر عن هذه العلاقة. يعني تصوري تدبي على الأرض ودواب الأرض تستغفر لك تدبي على الأرض وأهل السماء يستغفرون لك، هذا كله أمر مدهش، لكن أين يذهب هذا الاهتمام؟ أين تذهب هذه الرعاية والعناية التي المفروض تكون بعد ما نعرف هذه المعلومات.

[1] سورة يونس:25


التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس