عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06-03-2013, 12:28 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

هناك سؤال غاية الأهمية والحقيقة أن هذا السؤال كثيرًا ما يجده الصُلاّح من الخلق ولا يجدون عليه جواباً: وهو أن هناك مَن يلازم على عمل الطاعات ولا يجد في قلبه أثر لزيادة الإيمان بل أحياناً يحس ببعض الهموم بل يصرّ على كبائر الذنوب، فهل هناك أسباب أخرى لزيادة الإيمان غير عمل الطاعات ؟؟ جواب هذا السؤال هو ما كنا نؤكد عليه، القصة ليست بأن تأتي بواحد من الأسباب وتعتقد أن هذا السبب سيأتي بالنتيجة، المسألة مركبة تركيباً لا ينفصل، لازم تتعلم ولازم تحول هذا العلم إلى يقين.

ألم نتفق أنها ثلاثة أسباب إجمالية؟ السبب الذي في الوسط هو الذي مهمل، عندي طلبة علم لكن يتلقون معلومات ولا يعبدون الله بعبادة عظيمة اسمها عبادة التفكر. وعبادة التفكر عبادة مهجورة من جهة النقاش، مهجورة من جهة العمل وهي أحد صفات أولو الألباب، أليس في آل عمران نسمع عن هؤلاء المباركين الكُمّل أنهم ماذا يقولون؟ {يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ}[1] فتسبيحهم وتنزيههم لربهم مبني على علم مع تأمل وتدبر وتفكر فكانت النتيجة الحقيقية اليقين.

أسباب زيادة الإيمان ما علاقتها في لقائنا؟ ما موضوع لقائنا؟ استعد لرمضان بالإيمان، يعني الاستعداد لمواسم الطاعة يكون بالإيمان. سنستعد لرمضان بالإيمان لماذا؟ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(( ((مَنْ صام رَمَضَانَ))، ((((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا))[2]وبعد ذلك قلنا احتساباً مبني على إيماناً. لو زدت إيمانك النتيجة أنك ستغتنم الأوقات الفاضلة، ستوفق ستعان على الأوقات الفاضلة.

كيف أزيد إيماني؟ قلنا أن هناك مَن ناقش هذه المسألة مناقشة إجمالية
· أولاً: تعلّم العلم النافع
· ثانيًا: التأمُّل في آيات الله الكونية
· ثالثًا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة والمداومة عليها

تنبيه: هذه الأسباب لا يصلح الأخذ ببعضها وترك بعض، ولا يصلح إلا تركيبها وترتيبها بعضها فوق بعض. يعني لازم تمشي وتتعلم وفي خط موازي لهذا العلم تتأمل والناتج أنك ستعمل أعمالاً صالحة. اترك العمل
لأنه يعتبر ناتج من الاثنين السابقين، وهو بنفسه سبب لزيادة الإيمان، العمل يعتبر ناتج من 1و 2 وهو بنفسه سبب لزيادة الإيمان. لنركب تعلم العلم مع التفكر ، ونتجه اتجاه آخر ونناقش قضية غاية في الأهمية (عبادتي التدبر والتفكر) على أن أناقشها سبباً لزيادة الإيمان. نتدبر: يعني نقف أمام كلام الله، وأيضاً كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم. بقي علي عبادة التفكر، ترى التدبر والتفكر كلاهما قراءة، واحد يقرأ في كتاب الله المنظور الذي تراه العين في الكون، وواحد يتدبر ويقرأ في كتاب الله المقروء وهو القرآن الذي نسميه (عبادة التدبر).

ماذا نعتقد في عبادة التفكر؟ هل تعتقدين أن هذه عبادة تتقربين بها إلى الله وتؤجرين كعبادة الصلاة والصيام؟ نعم عبادة، بل عبادة للأصفياء الأتقياء ، عبادة للخواص، عبادة يعبدها الخواص. لماذا لها هذه المكانة؟ لماذا تقولون الخواص يعبدون الله بالتفكر؟ لأن التفكر شاهد على عدم الغفلة، الذي يتفكر تفكره يشهد عليه أنه غير غافل، والذي يكون غير غافل يكون قلبه معلّق شديد الصلة شديد التنبه، يأتي إلى كل أنواع ذكائه.

قلنا كما تعلمون سابقاً أن الذكاء متعدد ليس كلنا سواء ليس الكلام القديم أن الذي ممتاز في الحساب هو الذكي لا، الناس عندهم أنواع من الذكاء متعددة، من بينها: ذكاء الأماكن ، يعني الواحد يكون في مكان ويعرف الشرق من الغرب، والشمال من الجنوب هذا عند كثير من الناس صعبة، أنت الآن لما تفكري سبحان من جعل هناك جهات ، سبحان من جعل إشراق الشمس إشارة إلى الشرق وغروبها إشارة إلى الغرب شيء عجيب، انظر إلى الكون هذا مرتب ترتيباً عجيباً، فهذا التفكر يشير إلى واحد طول الوقت يقظ إلى أفعال الله ينتبه لها الإنسان على قدر ما رزق من ذكاء.

ما نوع الذكاء الموجود عندك؟
هناك ناس عندهم نوع ذكاء لغة، إذنه شديدة الحساسية للأصوات يسمونه (ذكاء الأصوات ) يستطيع أن يميز هذا صوت فلان وهذا صوت فلان يميز اللحن لواحد رفع المنصوب ونصب كذا يميز، فهذا الإنسان الآن كل ما كلمتيه عن اللغة وعن الصوت يتأمل ويتفكر، سبحان من علم الخلق اللغات! سبحان من يسمع الأصوات! يتفكر يعني هو عنده هذا الأمر ويرى نفسه نبيه له فيربط هذه النباهة التي عنده بما جعله الله في الكون. من علم الناس اللغة ؟ الجواب في سورة الروم.


[1] سورة آل عمران:191

[2] سبق تخريجهما ص6.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس