عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-27-2011, 01:30 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

قول الشيخ رحمه الله :
أما بعــد
أما بعد كما يقول بعض أهل اللغة هي فصل خطاب الذي أتاه الله داود ، هذا قول البعض ، وبعضهم يقول :هي للانتقال من المقدمة للموضوع ، وبعضهم قدر محذوفًا أي ما يكون من أمر بعد ذلك فأني قائل كذا وكذا .. وهو ما سيأتي إن شاء الله سبحانه وتعالى . ثم قال الشيخ :
فإني تفكرتفي سبب إعراض الناس عن ذكر الآخرة، فوجدته من قلة الفهم، ورأيت أحد العوام يشغلولده حين ينشأ بالمعاش، ولا يعلّمه واجبات العبادة، ولوازم المعاملات، فيتقلّبالولد في طلب الدنيا، ولا يعلم أخبارا لآخرة، ولا يعرف فرضاً من الفرائض، ولا يردّلجامه عن الهوى ألف رائض، فإن أفلح وحضر مجلساً من مجالس القُصّاص، فربما سمع منهمأحاديث الرخص الباطلة، فخرج مصرّاً على الذنوب، ويقول: ربي كريم.
الشيخ رحمه الله في هذا الجزء من المقدمة يبين لنا انشغال الناس بالدنيا عن الآخرة ، وأنهم لا يوجهون أبنائهم ولا ذريتهم إلى ما فيه الخير في الدنيا والآخرة ، عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام الترمذي في سننه وكذلك ابن ماجة والحديث فيه ضعف ولكنه يروى : عن ابن أعمش عن ابن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم : " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبعه نفسه هواها وتمنى على الله الأماني " ، والمعنى أن العاقل هو الذي يعمل للآخرة لما بعد الموت ، وقليل الفهم هو الذي أعرض عن ذلك ، ولذلك قال الله تعالى : { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } .
وتعلم الأبناء ينبغي أن يكون على صورة خاصة فلا ندفع الأبناء لعلم لا يريدونه ولا نعجزهم عن علم يريدونه ، فأما لو تخيلنا أن كل واحد منا جعل تعلم أبنائنا في العلم الشرعي ذكورا وأناثا ، فكيف تعمر الدنيا ! كيف يكون الطب ! وكيف تكون الهندسة ! وكيف يكون علم الحاسب ! فلا شك أن الناس يتنوعون في ذلك وإن كان أصل العلوم أعلاها وأولاها فهي العلوم التي تتصل بالله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعلى كل حال يجب على كل ولي أب أو أم أن يعلم أولاده الضروري من أحكام الدين ، هذا لا يستغنى عنه مهندس ولا طبيب ولا زارع ولا صانع لا يستغني عنه أحد . العلم بأحكام الصلاة وبأحكام الصيام والزكاة وغير ذلك من العبادات . ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله كما في تحفة المودود بأحكام المولود قال : ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي وما هو مستعد له من الأعمال ومهيأ له منها فيعلم أنه مخلوق له فلا يحمله على غيره ما كان مأذوناً فيه شرعاً فإنه إن حمله على ماهو مستعد له لم يفلح فيه وفاته ما هو مهيأ له فإذا رآه حسن الفهم صحيح الإدراك جيد الحفظ واعياً فهذه من علامات قبوله وتهيئه للعلم لينقشه في لوح قلبه ما دام خالياً فإنه يتمكن فيه ويستقر ويزكو معه وإن رآه بخلاف ذلك من كل وجه وهو مستعد للفروسية وأسبابها من الركوب والرمي واللعب بالرمح وأنه لا نفاذ له في العلم ولم يخلق له مكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها فإنه أنفع له وللمسلمين وإن رآه بخلاف ذلك وأنه لم يخلق لذلك ورأى عينه مفتوحة إلى صنعة من الصنائع مستعداً لها قابلاً لها وهي صناعة مباحة نافعة للناس فليمكنه منها هذا كله بعد تعليمه له ما يحتاج إليه في دينه فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة الله على العبد فإن له على عباد الحجة البالغة كما له عليهم النعمة السابغة والله أعلم .وفي نهاية الكلام يقول : وهذا كله بعد تعليمه ما يحتاج إليه في دينه الضروري الذي لا يجوز للمسلم أن يجهله ، فمن الضروري أن نحفظ الفاتحة إذ لا تصح الصلاة إلا بتلاوتها ، (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي : ما تيسر معك من القرآن إذ أردت الصلاة. قال الفقهاء أو قال بعضهم : المتيسر هو سورة الفاتحة . ثم يكمل الشيخ ابن القيم رحمه الله : فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم. فمن أهمل تعليم ولدهما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهممن قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلمينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً. كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقالالولد: يا أبت إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً، فأضعتك شيخاً.
الشيخ ذكر هنا أن غاية ما يفعله الرجل مع أبنه أنه يجلسه في مجالس القصاص جماعة القصص والحكايات والحواديت نتجمع حولهم ولا نحفظ منهم إلا النكات الظريفة التي تخرج منهم فربما سمع منهمأحاديث الرخص الباطلة، فخرج مصرّاً على الذنوب، ويقول: ربي كريم
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس