عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-27-2011, 01:35 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اختلفوا العلماء هل العزلة أفضل أم الاختلاط بالناس أفضل ؟
فمنهم من قال إن العزلة أفضل ومنهم من ألف كتابا في هذا كالإمام الخطابي رحمه الله تعالى وسماه كتاب العزلة ،ومنهم من قال الاختلاط بالناس أفضل . والقول الوسط أن المرء يختلط بالناس إذا احتاج لذلك وكان فيه منفعة ، ويترك مخالطتهم متى كان فيه مفسدة ، وأن يخلو بنفسه متى كان فيه مصلحة ، ولا يخلو بنفسه متى كان فيه مفسدة . ولذلك قال الإمام الغزالي في الأحياء : اعلم أن المقاصد الدينية والدنيوية ما يستفاد بالاستعانة بالغير ولا يحصل ذلك إلا بالمخالطة ، فكل ما يستفاد من المخالطة يفوت بالعزلة ، فانظر إلى فوائد المخالطة التعليم والتعلم وهذه فوائد المخالطة ، والنفع والانتفاع ، والتأديب والتأدب ، والاستئناس والإيناس ، ونيل الثواب في القيام بالحقوق واعتياد التواضع ، فلو خلا وحده كيف يتواضع إن لم يكن معه أحد ! بل أنه لو خلا بنفسه قد يظن بنفسه أنه بلغ درجة من العبادة يستحق أن يمدح عليها فيرى نفسه وينتفخ وينتفش . يقول والكلام للغزالي : واعتياد التواضع واستفادته بالتجارب من مشاهدة الأحوال والاعمال بها فلنفصل ذلك ، فأنها من فوائد المخالطة وهي سبع ، ثم ذكر رحمه الله الفوائد السبع من المخالطة وأهمها التعليم والتعلم ، وسنذكر هذه الجزئية فقط ونقتصر عليها من الفوائد السبعة التي عدها الإمام الغزالي رحمة الله تعالى عليه . وقال الغزالي رحمه الله : التعليم والتعلم من أول فوائد المخالطة وقد ذكرنا فضلهما في كتاب العلم وهما أعظم العبادات في الدنيا ، فكن عالمًا أو متعلمًا ، فأن سائر الناس همجًا رعاء كلما دعاهم أحد أجابوه ، أما العالم والمتعلم فهما أساس صلاح الدنيا . يقول : ولا يتصور ذلك إلا بالمخالطة ، إلا أن العلوم كثيرة وعن بعضها ممدوحة ، وبعضها ضروري في الدنيا ، فالعلوم ليس على درجة واحدة ، فعلوم ممكن أن تؤجل ، وعلوم لا يجوز أن تؤجل . يقول : فالمحتاج من العلم لما هو فرض عليه عاصٍ بالعزلة ، قال : وأن تعلم الفرض وكان وبلغ الاجتهاد بالعبادة فليعتزل حينئذ ، وإن كان يقدر على التبرس أي التميز في علوم الشريعة والعقل فالعزلة في حقه قبل التعلم غاية الخسران ، لهذا قال غيره : تفقه ثم أعتزل . قال رحمه الله: ومن أعتزل قبل التعلم فهو في الأكثر مضيع لأوقاته من نوم أو فكر في هوس وغايته أن يستغل الأوقات بأوراد يستوعبها و لا ينفك في أعماله بالبدن والقلب بأنواع من الغرور يخيب سعيه ويبطل عمله بحيث لا يدري . هذا كله في المعتزل بدون علم ، فقد يغتر ويصل إلى درجة تفسد عمله . قال رحمه الله : ولا ينفك اعتقاده في الله وصفاته عن أوهام يتوهمها ويأنس بها ، وعن خواطر فاسدة تعتريه فيها ، فيكون في أكثر أحواله ضحكة للشيطان ، وهو يرى نفسه من العباد ، فالعلم هو أصل الدين . أربع كلمات ينبغي أن تنقش في القلوب ، قال الغزالي : فالعلم هو أصل الدين ، فلا خير في عزلة العوام والجهال ، أعني من لا يحسن العبادة في الخلوة ، ولا يعرف جميع ما يلزمه ، فمثال النفس مثال مريض يحتاج إلى طبيب متلطف يعالجه ، والمريض الجاهل إذا خلا بنفسه عن الطبيب قبل أن يتعلم الطب ، تضاعف لا محالة مرضه ، فلا تليق العزلة إلا بالعالم . كما لا تليق العزلة للمريض إلا بعد أن يتعلم الطب .
قال الشيخ:
وربما تهيَّأ لتسليم الناس عليه،والتبرّك به لموضع انفراده، وربما تخشَّع كأنه خرج من معاينة بخبر عن مشاهدة، وربماهام في البوادي سائحاً، فضيَّع الفروض، وترك العيال فعلمت أن أصل هذه الآفاتالجهل بالعلم. وما أزال أحرّض الناس على العلم، لأنه النور الذي يُهتدى به،

فلماذا يُحرض الناس على العلم ؟ لأنه هو النور الذي يهتدى بِه ، كما قال الله سبحانه وتعالى : { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بإذنه} ، والنور هنا الدين والدين متمثل في العلم ، وليس كما يقول البعض النور هو النبي صلى الله عليه وسلم . وفي مدح العلم وطلاب العلم حدث ولا حرج ، ومن شاء فليرجع إلى أول كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والارادة لابن قيم الجوزية رحمه الله.
قال الشيخ :
إلا أني رأيت النساء أحوج إلى التنبيه من هذه الرفدة من الرجال، لبعدهن عن العلم،وغلبة الهوى عليهن بالطبع ،
ولذلك خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بموعظة ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث النساء وحدهن صلوات ربي وسلامه عليه ، كما ثبت في الصحيح عن ابن عباس ‏قال ‏ أشهد على النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أو قال ‏ ‏عطاء ‏ ‏أشهد على ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خرج ومعه ‏ ‏بلال ‏ ‏فظن أنه لم يسمع فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي ‏ ‏القرط ‏ ‏والخاتم ‏ ‏وبلال ‏ ‏يأخذ في طرف ثوبه ‏. وبوب عليه البخاري في صحيحه باب عظة النبي النساء .
قال الحافظ ابن حجر: "نبه بهذه الترجمة على أن ما سبق من الندب إلى تعليم الأهل ليس مختصاً بأهلهم، الترجمة السابقة باب تعليم الرجل أمته وأهله، فنبه بهذه الترجمة على أن ما سبق ليس مختصاً بالأهل, بل ذلك مندوب للإمام الأعظم، أو من ينوب عنه، ولذا قال: باب عظة الإمام.واستفيد الوعظ للتصريح من قوله في الحديث فوعظهن، وكانت الموعظة بقوله: ((إني رأيتكن أكثر أهل النار)) أي: كما جاء في بعض الروايات المبسوطة التامة ((إني رأيتكن أكثر أهل النار)) ثم ذكر العلة، ((لأنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير)).
واستفيد التعليم من قوله: "وأمرهن بالصدقة" استفيد التعليم؛ لأن الأصل باب عظة الإمام النساء، ثم طابقت العظة من قوله: "فوعظهن" لكن أين المطابقة للتعليم؟ التعليم من قوله: "وأمرهن بالصدقة" كأنه أعلمهن أن في الصدقة تكفيراً لخطايهن، الأمر بالصدقة.

ولِما ثبت في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏غلبنا ‏ ‏عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن ‏ " ‏ما منكن امرأة ‏ ‏تقدم ‏ ‏ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنتين فقال واثنتين ‏" ، وهذا يدل على أنالشريعة لم تمنع بأن تختص النساء بالتعليم ولو لم يكن ثم رجال ، حتى لا تحصل خلطة مفسدة أو اختلاط محرم .
وعلل الشيخ ذلك بأنه لبعدهن عن العلم،وغلبة الهوى عليهن بالطبع ، لماذا ؟
لأنهن كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقن من ضلع أعوج ولأنهن يكثرن الشكوى ويكفرن العشير ولأنه صلى الله عليه وسلم قال : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ". ولتشبيه النساء بالقوارير ، والقارورة تنكسر . وعنأنسرضي الله عنه قال : كان للنبي حاد يقال له : أنجشة، وكان حسن الصوت . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير " قالقتادة : يعني ضعفة النساء . متفق عليه .
وهذا لا يعني أن النساء
أقل درجة من الرجال ، ولكن المقصود هنَّ كذلك في الخلقة . فهذا يدعو إلى شدة الاهتمام بهنَّ .
قال الشيخ :
فإنّ الصبية في الغالب تنشأ في مخدعها، لا تُلقَّنالقرآن، ولا تعرف الطهارة من الحيض، ولا تُعلَّم أيضاً أركان الصلاة، ولا تُحدَّثقبل التزويج بحقوق الزوج، وربما رأت أمها تؤخر الغسل من الحيض إلى حين غسل الثياب،وتدخل الحمام بغير مئزر، وتقول ما معي إلا أختي وابني، وتأخذ من مال الزوج بغيرإذنه، وتسحره، تدّعي جواز ذلك لتُعطفه عليها، وتصلي مع القدرة على القيام قاعدة،وتحتال في إفساد الحمل إذا حبلت، إلى غير ذلك من الآفات التي سنذكر منها ما يدلمذكوره على مغفله، إن شاء الله تعالى.
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس