الموضوع: عالمية الرسالة
عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 12-30-2015, 09:36 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة


وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ * قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - *الأنبياء

واستكمالا لموضوع عالمية الرسالة نواصل الحديث عن مخاطبة أهل الكتاب للإيمان بالرسالة الخاتمة لرسالات السماء, حيث كان من المفترض أن يكونوا أول المؤمنين ...

إن رسالات الله تعالى منذ أدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء نزلت لإنتشال البشرية من الضلال والظلمات إلى نور الإسلام لله تعالى الخالق البارئ المصور الرزاق المحي المميت مالك الملك الرحمن الرحيم .

قال تعالى في سورة ال عمران :

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ - 81

يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال، إنه إن بعث الله رسولا مصدقا لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم،

فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضا لأن جميع ما عندهم هو من عند الله،

وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان، فهم كالشيء الواحد، فعلى هذا قد علم أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم، فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علو مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم صلى الله عليه وسلم ..(تفسير السعدي)

وبهذا الإقرار فهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله..

﴿ قالوا أقررنا أي : قبلنا ما أمرتنا به . ﴿ قال الله لهم: ﴿ فاشهدوا ﴾ على أنفسكم وعلى أممكم بذلك،

قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ..

وبهذا الإستهلال ندرك طبيعة عالمية رسالة الإسلام وأنها موجهة للعالمين وعلى رأسهم أهل الكتاب ..

******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه


رد مع اقتباس