وقال وقد حان الفراق لأهله *** إذا مت ردّوا عبدهم وردائـيا
وردوا عليهم حائطي في دارهم *** تقاضيتها منهم وردّوا صحافـيا
فذِكرُكَ في الأحياء سال مدائحا *** وذِكرُك في الأموات حال مراثيا
فمَن لي بدمع المسلمين إذا جرى *** وما سوف يغدو للأجنة جاريا
سنبذل من تلك العيون كرائما *** ونُرْخِصُ مِن تلك الدموع غواليا
وفاء وتَحنانا إلى الزمن الذي *** تضوّع عن عطر الخلافة ذاكـيا
ليالي كان الناس لا المال مالهم *** وما هو إلا مال من جاء عافيا...
أربُّ أبي بكر سيخلق مثله *** فيدرك من بنيانه متراميا
بقيـة إيمـان وآثار أمة *** توارث عن الأبصار إلا بواقيا
ذكرت أبا بكر لقومي وليتني*** بلغت به ما كنت في القول راجيا
لعل سراة الدهر تبلغ فجره *** فأنّى أرى الإصباح تتلو الدياجيـا