عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 12-27-2011, 01:01 PM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي

***مراعاة نفسية الطفل وتقلبها في كل وقت وحين***

هذا هو الغرض الخامس من أغراض التعليق

كثير من الآباء يظن أن الأطفال أجسام بلا أوراح ... أجساد بلا مشاعر
...
لا يبالون بنفسيتهم .. ولا يراعون تقلبات مشاعرهم
فكم من طفل يشتاق لأحضان أبيه ... وأبوه لا ينتبه إليه
وكم من طفلة تحلم بقرب أمها ... وأمها لا تلتفت إليها
تمر على بعض الآباء والأمهات الليالي والأيام لا يتوددون لأبنائهم
ولا يلعبون معهم ويشبعون رغباتهم
وربما لا يقبلونهم إلا في المناسبات .. وإذا قبلوهم كانت بمشاعر أبرد من الثلاجات
قلوبهم باردة كثلج القطبين .. لا يؤثر فيها وهج العواطف ولا دفء الحنين
نزع الله من قلوبهم الرحمة .. كما قاله نبي الرحمة

ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلون الصبيان! فما نقبلهم !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة !!

يعاني كثير من الأطفال من الفراغ العاطفي الرهيب
لعدم التفات الآباء لمشاعرهم ومراعاتها بجميل الفعال وطيب التعقيب

هذا الفراغ الذي يدفع الأولاد بعد بلوغهم للهروب من أفكار الآباء وإهمالهم
بحثا عن أناس يملؤون فراغهم .. ويراعون مشاعرهم وقلوبهم
فيقدم صديقه على أمه وأبيه .. ويصرح له بكل ما يعتريه
فيتشرب أفكارا مضطربة .. ويتشبع بآراء مشوهة

لابد أن يشعر الطفل بإهتمام والديه .. واحتوائهم لمشاعره وكل ما لديه
يشعر بذلك في إهتمامهم بأفعاله .. وسؤالهم عن ألعابه وأفكاره

مجرد التعليق على مهارات الطفل وهو يلعب يكسبه مهارات جديدة
والأخطر من ذلك أن مفاهيم هذا الطفل للمعاني الإنسانية الأساسية
[كالفرح والحزن والحب والغضب وغيرها]
تتشكل وتتبلور من خلال مفاهيم والديه لهذه المعاني وتعليقهم عليها

تخيلوا معي رعاكم الله
طفل رأى أمه تبكي بكاء شديدا .. فسألها عن سبب بكائها
فقالت :فاتتني صلاة العصر .. ولم أنتبه لوقتها !!

وآخر رأى أمه تبكي بكاء شديدا .. فسألها عن سبب بكائها
فقالت : رأيت مشهدا مؤثرا في هذا المسلسل التليفزيوني !!

وطفل رأى أباه يبكي عند سماعه للقرءان
وآخر رأى أباه يبكي عند سماعه للأغاني والألحان

لو أن هذه المشاهد تكررت أمام الطفلين
هل تظنون أن مفهوم [البكاء] عندهما سيستوي
الجواب : قطعا لا
فالطفل الأول سيرتبط عنده البكاء بمعالي الأمور الدينية والدنيوية
أما الطفل الثاني فسيرتبط عنده البكاء بسفساف الأمور وصغارها

وقد روى الحاكم في المستدرك من حديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[إن الله يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها]

ومن وسائل مراعاة نفسية الطفل في باب التعليق والتعقيب على تصرفاته
[[تغليق التعليق .. وإخراج الطفل من سجن التدقيق]]

وسأجعل الكلام على هذه القاعدة المهمة في المرة القادمة إن شاء الله
والله الموفق
التوقيع

[C

رد مع اقتباس