عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-30-2009, 02:42 AM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الأربعون النووية ( 7 )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبع هُداه ثم أما بعد
موعدنا اليوم مع الأحاديث : 7 – 8 بإذن الله تعالى
الحديث السابع
عن أبى رُقية تميم بن أوسٍ الدّارىّ رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
الدين النصيحة ، قلنا : لمن يارسول الله ؟ قال : لله عز وجل ولكتابه ولرسولهِ صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم
رواه مسلم
وفى بعض الروايات عند أصحاب السنن أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة – يعنى قالها ثلاث مرات
الدين : الملة ، والمراد به : دين الإسلام
النصيحة لغةً : من النصح وهو الخلوص ، تقول ( نصحت العسل ) إذا خلّصته من الشمع
والنصيحة شرعاً : إرادة الخير للمنصوح له
وقوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) : مبتدأ وخبر كلاهما مُعرّف بالـ ، يعنى المبتدأ معرفة الخبر معرفة وهذا من طُرق الحصر ، فقوله ( الدين النصيحة ) كأنه قال ( ما الدين إلا النصيحة ) فكأنه حصر الدين فى النصيحة وهذا من باب الإهتمام بالنصيحة وبأن النصيحة لها مكانة كبيرة فى هذا الدين ..
وهذا مثل قوله ( الحج عرفة ) فهذا يدل على أن عرفة الركن الأعظم من أركان الحج ، وكذلك هنا قال ( الدين النصيحة ) فجعل الإهتمام بالنصيحة وبأنها تأخذ مكاناً كبيراً ومحلاً عظيماً فى الدين
الدين ينقسم إلى قسمين :
1)دين عمل : ومثاله قول الله تعالى : { لكم دينكم ولى دين } وقوله تعالى { ورضيتُ لكم الإسلام ديناً } .. وهذا هو المقصود بالدين فى الحديث ..
2)دين جزاء : مثل قوله تعالى { مالكِ يوم الدين } أى يوم الجزاء
وقوله ( الدين النصيحة ) هُنا مُجمل ، فلمّا سأل الصحابة وقالوا : لمن يا رسول الله ؟ جاء التفصيل والبيان ، وهذا أفضل فى التعليم ويجعل المعلومات ترسخ فى الذهن أكثر من سرد المعلومات سرداً .
قلنا لمن يارسول الله ؟
قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .

هنا لماذا قدّم الكتاب على قوله ( ولرسوله ) ؟
لأن الكتاب يبقى إلى يوم القيامة أما الرسول فيموت شأنه شأن كل البشر

أما النصيحة لله فنعنى بها الإيمان بالله تعالى ، الإيمان بوجوده عز وجل ، والشهادة له بالوحدانية فى ربوبيته وألوهيته وفى أسمائه وصفاته ، وكذلك فى إخلاص العبادة له عز وجل وفى طاعته وفى تجنب معصيته ، والقيام بما أوجبه علينا وأجتناب ما نهانا عنه سبحانه وتعالى ..

وأما النصيحة لكتابه عز وجل : فتعنى الإيمان بما جاء فى القرآن وأن نصدق به ونؤمن بأنه كلام الله عز وجل على الحقيقة نزّله على رسوله صلى الله عليه وسلم ليُقرأ ويُتلى ويُحفظ ويُعمل به ويُحكم به فى شئون الحياة كلها ، والإيمان بأن ما تضمنه من أحكام هى خير الأحكام وأنه لا حُكم أحسن من أحكام القرآن الكريم .. وبالتالى يجب إمتثال أوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده مع تلاوته وتدبره ونشره للناس والذب عنه والدفاع عنه وبيان بُطلان تحريف المصحف
هل المقصود هنا القرآن فقط أم كل الكتب السماوية السابقة ؟
- إما أن يكون المقصود بالكتاب هنا كل الكتب السابقة ( التوراة والإنجيل والزبور وصحف موسى وصحف إبراهيم ) فنؤمن بأنها مُنزلة من عند الله عز وجل وأن خاتمها هو القرآن وهو الذى يجب العمل به لأن القرآن مُهيمناً عليها ، فلا يجوز العمل بغيره
- وإما أن يكون المقصود القرآن فقط

وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم : فتكون بالتصديق به صلى الله عليه وسلم وبالإيمان بأنه رسولٌ من عند الله حقاً نأتمر بأمره ونجتنب ما نهى عنه عليه الصلاة والسلام لأن ما ثبت فى السنة كالذى جاء به القرآن ، ولا نعبد الله إلا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذا : محبته عليه الصلاة والسلام والعمل بسنته ونشرها للناس والدفاع عنها ونُصرتها ، وتقديم محبتنا للنبى عليه الصلاة والسلام على الولد والوالد والناس أجمعين قال تعالى { لقد كان لكم فى رسول الله أُسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } ، وقال صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين

وأما النصيحة لأئمة المسلمين : أئمة جمع إمام وهو القدوة كما قال الله تعالى { إن إبراهيم كان أُمةً قانتاً لله } أى كان قدوة ، وكما قال عباد الرحمن { .. وأجعلنا للمتقين إماماً } أى : قدوة
وأئمة المسلمين هُم أُمراؤهم وعلماؤهم
رد مع اقتباس