[(أم عبد الرحمن)]

 

أهدي هذه الخاطرة المتواضعة لكل قارىء دلف هنا ومر بنا وإن لم يقصد ، وإن كان مروره مصادفة .
أما من مر ليقتطف سهما مزهرا من حديقة قلبي الدامية ، أو ليزرع وردة أمل في بستان نفسي المكلومة.

لكل أقول : للزارع والقاطف ، جعلتُ قلبي لكما أرض خصبة ، ودمي ماء عذبا زلالا ،
فمن كان زارعا فليحسن الزرع والشتل . فما عادت نفسي تتحمل الشوك والجراح ، فالجرح نازف منذ أن دُنس الأقصى ولم يظهر له بعد صباح ، والنفس مكلومة فما من يوم إلا و أرض المسلمين تغتصب فيه و تستباح ، حتى أصبح حالهم في مهب الرياح .
ومن كان قاطفا ، فليرق لحالي ، وليرأف بي ، فما يقوى قلبي على اقتلاع جذوره ، ففي صدري لوعة وألم صراح ، وضربات خنجر مسموم وسهام نافذة و طعنات رماح .
فما أريد سوى حي الجهاد ، حي على الفلاح ، يا خيل الله أركبي واسعدي بغدوة في سبيل الله ورواح ،حينها ستسري في عروقي دماء الشهداء والمسك من شذى عبيرها فواح وستعلو كلمة التوحيد والحق في كل النواح ، وستبدل أيام المسلمين من هم و أتراح ، الى سعد و أفراح ، وهذا وعد ربنا فالق الحب والنوى والإصباح .

التوقيع / أمتكم الجريحة المكلومة.

قالت : تبثني حزنها وألمها وأشجانها ولوعتها ،فأمسكت بقلمي وجعلته في محبرة من دمي ، وأصغيت بقلبي ، وخط قلمي ما بين يديكم.

في داخلي قلب ليس كقلوب الآخرين.
ينوح ويبكي ويئن في كل وقت وحين.
أسأله يا قلب لم كل هذا الأسى ؟ لم كل هذا الأنين ؟
فلا أجد إجابة سوى . آهات وبكاء متزايد وصيحات وورنين .
حتى سئمت من نفسي ومن ذلك القلب الحزين .
فألقيته في محبرتي فهيج في خافقي شوق وحنين .

قد قلت : لكم أحبتي
قلبي ليس كقلوب الآخرين !!!
قلبي صوته أنين ، قلبي رسمه حزين ، قلبي بكاؤه حنين .
لكنه صار خنجر مسموم بين أضلعي دفين .
قد قلت : لكم أحبتي.
قلبي ليس كقلوب الآخرين!!!

قلبي أدمى مقلتي، حبس أنفاسي ، صرت بداخل حزنه رهين قلبي يحدثني فمرة أفهم له ، ومرة أجد له رطين .
أحبتي قد قلت : لكم من قبل.
قلبي ليس كقلوب الآخرين !!!
قلبي صوته أنين ، قلبي رسمه حزين ، قلبي بكاؤه حنين .
قد تغير قلبي، فلم يعد قلبا ، بل خنجر مسموم ، بين أضلعي دفين .
يا قلب قد أعييتني ، يا قلب مللت بكاء وآهات وأنين .
فصرخ يعتب أتلوم من به ألم مكين ؟ أتلوم من يبكي حسرة على أمة ضاعت بين شمال ويمين ؟
أتلوم من ذل أمته يندى له كل جبين ؟
أتلومني وقد كان لكم شأن في الأولين ؟

أين أنتم ؟
قد كنت قلبا في جسد واحد و بتناحركم أصبحت قُليبا في صدر مئين.
ما لكم أضحيتم عزين ، في شكلكم أخوة ، لكن فيما بينكم أعداء لحرب بعضكم مجتمعين .

هل طاب لكم العيش في صفوف المتأخرين، وصرتم في شك بعد أن كنتم في يقين ، و خذلتم المجاهد حتى أمسى ما بين مطارد و سجين.
مالكم
قد تبعتم الكافرين ، حتى لو دخلوا جحر ضب لكنتم أول الداخلين .

فهمست فيها أمتي لا تحزني وإليك قول للغاية ثمين .
فقد قال : خير البرية أجمعين لا يزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين . وهذا قول سيد المرسلين وسنده قوي متين
أمتي .... أبشري.... أمتي.
سيعود رجالك الأولين ، وسيكون العز لك بإذن ربنا والتمكين ، وسيتحقق وعد رب العالمين ، وسترفع خفاقة راية النصر المبين.
أبشري أمتي .
سيكون العز لك بإذن ربنا والتمكين .
ثم قالت : قد قلت : لكم أحبتي
في داخلي قلب ليس كقلوب الآخرين !!!
ما دام فيكم من باعوا الدنيا و ينبض قلبهم بهم ونصرة هذا الدين .
في داخلي قلب ليس كقلوب الآخرين .

معاني المفردات :
الدَّلِيفُ المَشْيُ الرُّوَيْدُ . دَلَفَ يَدْلِفُ دَلْفاً و دَلَفاناً و دَلِيفاً و دُلوفاً إذا مشى وقارَب الخَطْو , وقال الأَصمعي : دَلَف الشيخُ فَحَصَّص , وقيل : الدَّليفُ فوق الدَّبيب كما تَدْلِفُ الكتيبةُ نحو الكتيبة في الحَرْب , وهو الرُّوَيْدُ
نَاحِيَةٌ - ج: نَوَاحٍ، النَّوَاحِي. 1."فِي النَّاحِيَةِ الْجَنُوبِيَّةِ" : فِي الْجِهَةِ، فِي الْمِنْطَقَةِ. 2."مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ" : مِنْ هَذِهِ الوِجْهَةِ، مِنْ هَذَا الْجَانِبِ. 3."تَنَاوَلَ مَوْضُوعاً مُتَعَدِّدَ النَّوَاحـِي" : الْمَجَالاَتِ.
قال الأصمعيُّ يقال في الدار عِزُونَ أي أصنافٌ من الناس وقال الطرسوسيُّ عِزُونَ جماعات يأتون متفرِّقين

http://mutafael.jeeran.com/ommatee.htm