عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-26-2011, 03:00 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

لما كان نظامُ مبارك ، كان يبحث لنفسه عن مكانٍ بالعمل في خدمة النظام ومشاركة أمن الدولة الجهود ، واليومَ فرصتُه لينال مجدًا أن يظهر بصورة السلفي ( المعتدل ) ، أو السلفي ( العقلاني ) كما وصف نفسه ، واصطلاح السلفية لا يحتاج أن يُضاف إليه العقلانية ، لأن السلفية موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح ، أما مصطلح العقلانية فإنما يُطلق على فِكر المعتزلة ، فالعقلانية تقديم العقل على النقل ولو صح ، وربما يظهر هذا في قوله بجواز ولاية الكافر على المسلم بمجرد حجج عقلية ، متجاهلاً الإجماع بعد النصوص ، فهذا باب ، والباب الآخر هو حبه الظهور وطلبه الشهرة ، فيُحاول التظاهر بقُربه من النصارى والملاحدة والعالمانيين وأن الأمور بيننا Peace ! وغيرته الشديدة من نجاح أقرانه والدعاة غيره في الوصول إلى قلوب الناس هو السبب الرئيس لنقمته على الشيوخ وعمالته للنظام البائد كما قال لي "الوليد" مرة وأكده لي ، وظل الأمر يتأكد لي من حينها حتى قارب اليقين .

وهذه الشهوة ( حب الظهور ) كانت هي البداية ، فلما تمادى معها بدأ التحول على المنهج الصحيح ، كما قرر أهل العلم أن الشهوة تؤدي إلى الشبهة إذا تمادى صاحبها ، فتشتهي أن تظهر المرأة جميلة فلا تحتجب ، وتتمادى في العناد لشهوتها ، فتدخل الشبهات لها من هذا طلبًا لتحقيق شهوتها حتى تتنكر لفرضية الحجاب وتعاند فيه ، بعد أن كانت تُقره يومًا ولو لم تمتثل له . فهذه الشهوة أصابته سنين ، وهي تدفعه إلى الشبهة تلو الأخرى حتى خرج من عباءة السلفية وتلبس بالعقلانية ، وإن شئت قل : التلونية ! فإن العقل تتغير رغباته وآراؤه وتوجهاته بحسب المؤثرات الخارجية والرغبات الداخلية ، فما بناه اليوم ينقضه غدا ، وما نقضه اليوم يعيد بناءه غدًا ، بحسب الداخلي والخارجي .
رد مع اقتباس