عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12-20-2011, 09:59 PM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي

**الارتقاء بروح الطفل إلى أعلى عليين***

اعلموا رعاكم الله
أن عالم الأرواح عالم علوي بديع .. مُطهَّر من كل شائبة أو مستقبح شنيع
لا لغو فيه ولا تأثيم .. ولا عيب فيه ولا زنيم
... فكلما ارتقى المرء بروحه إليه .. تطهر قلبه وعلا فضله وفتح على يديه

والارتقاء الروحي مفهوم مرن مطاط .. تفاوت الناس في فهمه بين الجمال والانحطاط
فمنهم من يراه في السفول .. ومنهم من يراه في الأخلاق والعقول

ولا شك عند أحد من العقلاء المنصفين .. سواء كان من المسلمين أو الكافرين
أن قمة التحضر والتقدم والرقي الإنساني .. كائن في كلام النبي والقرءان المثاني
وعليه فكل ما كان مخالفا لشرع رب البرية .. فاحكم عليه بالتخلف والانحطاط والرجعية

ولذا قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ

نعم .. المؤمنون العاملون بطاعة الله هم خير البرية
لأنهم تزينوا بشرع رب البرية
الذي هو أرقى وأعلى وأسمى من أي حضارة بشرية

ولذا قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا
أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ

الكافرون المعرضون عن دين الله هم شر البرية
حتى لو تقدموا وتفوقوا في أمور الدنيا على سائر البشرية

30 ألف منتحر سنويا في اليابان = أعلى البلاد تقدما في العالم
160 ألف منتحر سنويا في فرنسا = رائدة النهضة والتنوير في أوروبا
ربع مليون منتحر سنويا في الصين = أقوى البلاد اقتصادا في العالم
أرقام مفزعة لانتحار الشباب في سويسرا والسويد = مع كونهما أعلى دولتين في نسبة دخل الفرد في العالم

وفي المقابل ..
حالات الانتحار قليلة أو نادرة في العالم الإسلامي .. لدرجة الإعلان عنها في الجرائد والمجلات إذا وقعت

والسؤال .. لماذا ينتحرون؟ .. ومن أي شيء يهربون؟
والجواب .. ينتحرون لفرط الاكتئاب .. ويهربون بأرواحهم من العذاب وإلى العذاب

وبيان ذلك :
أن الأجساد لها غذاء حسي .. والأرواح لها غذاء معنوي
فغذاء الأجساد هو الطعام والشراب .. وغذاء الأرواح هو الإيمان والقرءان

ولذا قال الله تعالى .. في خواتم سورة الشورى

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا
مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ
وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ

فالقرءان روح .. نزل به الروح .. ليكون لأرواحنا روح

ولذا قال الله تعالى :
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا

وقال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري من حديث أبي موسى الأشعري
مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت

وبهذا يتضح بالدليل والبرهان .. ما صار إليه المنتحرون من الخذلان
سارعوا إلى تغذية الأبدان بالطعام .. وصاروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام
وصاموا وأمسكوا عن غذاء أرواحهم .. وأعرضوا عن إحيائها بشرع ربهم
فوقعت النفرة بين الروح والجسد .. وشقت الظلمات طريقها بينهما إلى الأبد

وهنا تسعى الروح في انفصالها .. بالبعد عن جسد صاحبها وخليلها
فتلح عليه في الخروج منه .. وتمنيه بالسعادة في البعد عنه
حتى تتمكن من إرادته وقدرته .. وتوجهه إلى قتل هذا الجسد برمته
فيلقي بجسده من شاهق أو جبل .. ويستسلم لروحه كمن أصيب بالخطل
فتخرج الروح من عذاب إلى عذاب .. وينتقل الجسد من الثياب إلى التراب

فاللهم رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب
التوقيع

[C

رد مع اقتباس